"ألا ترى أن وجود اثنين فرنسيين فقط بين أول 50 لاعب اسكواش في العالم غريبا؟" رد تييري لينكو بابتسامة: "المذهل أن يكون لفرنسا اثنين في أول 10 .. إذا كنت أعيش في مصر لأصبحت لاعبا أفضل". لينكو المصنف السابع على العالم وجريجوري جولتييه المصنف الرابع يمثلان فرنسا ضمن العشرة الأوائل على اللعبة التي تسيطر عليها مصر، وهي البلد التي يرى اللاعب البالغ من العمر 34 عاما أنها المكان الأمثل لإنتاج لاعب اسكواش من طراز عالمي. وأوضح لينكو في لقاء خاص مع FilGoal.com: "الاسكواش في فرنسا عمره لا يتجاوز 35 عاما وهناك صعوبة كبيرة في العثور على مواهب شابة .. حقيقة أنا قلق على الجيل الجديد من اللاعبين الفرنسيين". وتابع على هامش بطولة "ريد بُل اسكواش تمبل" التي أقيمت في الأقصر إن وجود لعبات كثيرة في فرنسا، ورغبة المراهقين في تجربة أكثر من رياضة، إضافة إلى عدم شعبية اللعبة ينذر بمستقبل صعب. وأضاف ضاحكا "الصغار في بلدي يتنقلون من رياضة إلى أخرى كما يتنقل المشاهدون بين شاشات التليفزيون". ويعتقد لينكو أن سببا في صعوبة الحفاظ على مستواه هو وجولتييه هو عدم وجود لاعبين متميزين كثيرين يستطيعا التدرب معهما "فاللاعبون الماهرون قليلون، كما أنك تحفظ أسلوب لعبهم مع مرور الوقت". مصر .. جنة الاسكواش
لينكو في لقاء مع درويش ببطولة الأقصر ولا يقل تمثيل المصريين ضمن العشرة الأوائل على العالم عن أربعة لاعبين، كما يسيطر اللاعبون المصريون على معظم المقاعد في المراحل المتقدمة من البطولات المفتوحة التي تقام على مدار العام. وغاب المصريون عن التواجد المعتاد في بطولة العالم الماضية بسبب الإصابة، إذ خرج رامي عاشور وكريم درويش مصابين، قبل خسارة عمرو شبانة في نصف النهائي. ويقول لينكو: "قبل انطلاق الموسم، أو قبل أي بطولة كبيرة، أحضر إلى مصر لنحو أسبوعين كي أستعد جيدا للمباريات". وأضاف "هنا جنة الاسكواش، عدد كبير من اللاعبين الماهرين، أساليب لعب مختلفة، الجميع يقاتل ليصبح الأفضل، وبالتالي يمكنني تحسين أدائي بالتدريب مع لاعبين مثل عمرو شبانة وكريم درويش و(محمد) عباس ووائل (الهندي)". ويذهب لينكو إلى ما هو أبعد "لو كنت أعيش في مصر لأصبحت لاعبا أفضل، ولكن الاختلافات بين أسلوب الحياة هنا وفي فرنسا هي ما يمنعني من الانتقال إلى مصر بشكل دائم". فلينكو يشارك أبناء بلده الصورة النمطية المنتشرة عن الفرنسيين، يحب الحضارة المصرية القديمة ويرى أن الأقصر مكان يتعين على المرء أن يزوره مرة واحدة على الأقل، أنيق، ديبلوماسي .. إضافة إلى مكون خطير آخر: هو أيضا أحد أبناء المهاجرين مثل مئات الآلاف هناك. العرب المشاغبون
لينكو يتميز بالأناقة في أدائه وولد لينكو في جزيرة ريونيون التابعة للحكم الفرنسي ولكنها حقيقة تقع في قلب المحيط الهندي، وانتقل مع والديه وأخيه إلى فرنسا، حيث اتخذت العائلة من مدينة مرسيليا - المعروفة بأنها أرض المهاجرين - مسكنا لها. وبحكم نشأته وحياته في مرسيليا، فإن لينكو يصادف كثيرا من المهاجرين العرب خاصة المغاربة والجزائريين الذين تعج بهم المدينة الساحلية، والذين ارتبطت بهم صورة مثيري المشكلات في فرنسا عبر السنوات الماضية. "إنهم بالفعل مشاغبون .. خاصة أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين، لأن الجيل الأول حارب تحت علم فرنسا ويكن انتماء حقيقيا لها. أما أبنائهم فهم متعصبون لجذورهم، ويرفضون الانخراط في الحياة الفرنسية" وفقا لكلماته. وأضاف "أنا نفسي من أبناء المهاجرين، ولكنني لا أجد أي مشكلة في الانسجام مع الناس والمجتمع هناك، وهو ما لا ينطبق عليهم". ولكن مع ذكر أبناء المهاجرين العرب في فرنسا، لا بد من ظهور اسم النموذج الأبرز الذي جاء على لسان لينكو من نفسه وبدون أن أذكره به، إذ استدرك ضاحكا "مع كل ما سبق، من لا يحب زين الدين زيدان؟" ولينكو مثل باقي الفرنسيين يفخر بزيدان ويعشقه كأحد أهم أبطال الرياضة الفرنسية عبر تاريخها، وفي الوقت نفسه يشعر بالخجل من تصرفات "الديوك" في مونديال 2010، بالانقلاب على المدير الفني ورفض المران، ثم الخروج المهين من البطولة بعد انقسامات حادة. وأوضح "الجميع في فرنسا كان محبطا وغاضبا من الصورة التي رسمها هؤلاء للرياضة الفرنسية أمام العالم. الرياضيون الفرنسيون يحاولون منذ هذه الواقعة تصحيح صورة فرنسا في أي حدث خارجي يشتركون فيه".