وفد أكاديمي فرنسي يبحث انضمام جامعة الإسكندرية ل«التحالف الدولي للجامعات الناطقة بالفرنسية»    ارتفاع أسعار الذهب بدعم من ضعف الدولار وعوائد سندات الخزانة    استجابة لشكاوى المواطنين.. محافظ الجيزة يؤكد استقرار ضخ المياه في حدائق الأهرام    رئيس هيئة الأنفاق: افتتاح المرحلة الأولى من الخط الرابع للمترو 2027    اليوم العالمي للبيئة.. إطلاق برنامج «شجرة باسمك» داخل محطات القطار الكهربائي الخفيف    إي اف چي هيرميس تنهي صفقة طرح «فقيه للرعاية الصحية» ب764 مليون دولار    «معيط»: مصر تتخطى المتوسط العالمي في مجال الشفافية المالية وإتاحة البيانات    المحكمة العليا بإسرائيل تناقش إغلاق معسكر الاعتقال الصحراوي    ميقاتي يطمئن على العاملين بالسفارة الأمريكية في لبنان    «حماس» تندد بمسيرة الأعلام وتعتبرها سعيًا من الاحتلال الإسرائيلي لتهويد المقدسات    آخر الكواليس من معسكر المنتخب الوطني قبل مواجهة بوركينا فاسو بتصفيات المونديال    شوبير يكشف تفاصيل مهمة في مستقبل محمد مجدي أفشة    تشكيل تونس المتوقع لمواجهة غينيا الاستوائية    الكشف عن موعد افتتاح الملعب الجديد للمصري البورسعيدي    حمادة طلبة: الزمالك يحتاج صفقات سوبر.. وأرفض محاسبة جوميز بالقطعة    خوان لابورتا يهاجم ريال مدريد.. ويستفز فلورنتينو بيريز بشأن صفقة مبابي    موسم حج 1445ه| تابع الحالة الصحية للحجاج المصريين في مكة والمدينة    تفاصيل اجتماع محافظ الدقهلية بقيادات التعليم لمناقشة الاستعدادات لامتحانات الثانوية العامة    "معلومات الوزراء" يسلط الضوء على مخاطر المعلومات الخاطئة والمضللة    ضبط 11 تاجر مخدرات خلال حملة في الدقهلية    «تموين المنيا» تحرر 106 محاضر متنوعة في حملات على المخابز والأسواق    خطأ كتابي عن موعد عقد قران جميلة عوض.. والأب يكشف التفاصيل    The Garfield Movie يتصدر شباك التذاكر العالمي بعد تحقيقه إيرادات قياسية    مزيج روحي من المشاعر الملهمة.. أسرار في حياة الشاعر أحمد رامي    ما هو السن الشرعي للأضحية وهل يجوز بالتضحية بالتي لم تبلغ السن المحدد؟    «الصحة»: 5 عناصر رئيسية وراء نجاح البرنامج المصري في القضاء على فيروس سي    بعد مغرب غد الخميس.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذى الحجة لعام 1445    خبير دولي: جهود مصر لدعم القضية الفلسطينية لم تنقطع لحظة واحدة    وزير الري: جاري الإنتهاء من تجهيز مركز التنبؤ بالفيضان    البابا تواضروس ل"الشاهد": بعض الأقباط طلبوا الهجرة أيام حكم مرسي    النائب طارق عبد العزيز ل"قصواء الخلالي": الرئيس السيسى ركز على مواصلة مسار الإصلاح الاقتصادى    البرلمان العربي يثمن مصادقة البرلمان السلوفيني على قرار الاعتراف بدولة فلسطين    السعودية ومصر تعلنان موعد غرة ذي الحجة وعيد الأضحى 2024 غدا    التعليم توجه تعليمات لطلاب الثانوية العامة قبل بدء الامتحانات الأسبوع المقبل    وزير الصحة يطلق رسميا المرحلة الثانية لمبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية ب9 محافظات    الوادي الجديد: انطلاق أعمال القافلة الطبية المجانية في قرى عثمان بن عفان بالفرافرة    تعرف على أسعار التصالح في مخالفات البناء وفقا للقانون    "لوموند": الهند تدخل حقبة من عدم الاستقرار السياسي بعد الانتخابات التشريعية    مجلس النواب الأمريكى يوافق على تشريع جديد يعاقب المحكمة الجنائية الدولية    أسعار البيض اليوم الأربعاء 5 يونيو 2024    مصطفى الفقي: وزير التموين من أكفأ الوزراء في حكومة مدبولي    العرضي المسرحي الأرتيست كامل العدد لليلة الثالثة على التوالي    انطلاق فعاليات الاجتماع الفني لتطوير البنية التحتية للطاقة النووية في مصر بفيينا    5 نصائح من «الصحة» ل«الحجاج».. اتبعوها للوقاية من العدوى    طريقة عمل شاورما اللحمة، أكلة سريعة ومغذية    منها الحيض.. مركز الأزهر للفتوى يوضح جميع أحكام المرأة فى الحج    "قومي المرأة" بالمنيا يناقش طرق التعاون المشترك مع الأجهزة التنفيذية    «معدومي الضمير وضموا لاعبين مبيعرفوش يباصوا».. ميدو يهاجم مسؤولين سابقين في الإسماعيلي    «الأهلي» يرد على عبدالله السعيد: لم نحزن على رحيلك    عربية بورش وظهور لافت ل طليقة شاكوش، مشاهد جديدة من احتفال حمو بيكا بعيد ميلاد زوجته    الإفتاء تحذر المصريين من ظاهرة خطيرة قبل عيد الأضحى: لا تفعلوا ذلك    إبراهيم عيسى: المواطن يشعر بأن الحكومة الجديدة ستكون توأم للمستقيلة    وفد «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية يصل القاهرة لاستعراض الأوضاع الحالية في غزة    «شديد السخونة».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم وتكشف موعد انخفاض درجات الحرارة    علماء الأزهر: صكوك الأضاحي لها قيمة كبيرة في تعظيم ثوابها والحفاظ على البيئة    البابا تواضروس يكشف كواليس لقائه الأول مع الرئيس السيسي    حظك اليوم| الاربعاء 5 يونيو لمواليد برج الميزان    حظك اليوم| الاربعاء 5 يونيو لمواليد برج العقرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مطعم إفريقيا للمأكولات البحرية
نشر في في الجول يوم 22 - 06 - 2010

في عالم البحار لا تتعلم الأسماك الدرس أبدا مهما تعرضت للصيد سواء عن طريق طعم في صنارة أو بالشباك، فلا سمعنا عن جيل من السمك تعلم من جيل سابق ولم تكلف سمكة واحدة خاطرها بإبلاغ من يأتي بعدها أن نهاية حياتها مرتبطة بخطاف معدني، وحتى إن شاهدت سمكة عملية صيد رفاقها، يستحيل أن تتعلم الدرس، تماما كما تفعل الآن المنتخبات الإفريقية في مونديال 2010.
رغم عشقي الشديد للفرق الإفريقية وأمنيتي فوز غانا باللقب توقعت قبل انطلاق البطولة في المقال السابق أن يكون هذا المونديال هو الأسوأ في تاريخ القارة السمراء ،وبعد مرور جولتين من الدور الأول واتضاح الصورة تماما تبدو هذه النظرية الأقرب للتحقق بعدما جاءت النتائج مؤسفة لأقصى حد.
فمن بين 12 مباراة خاضتها المنتخبات الإفريقية الستة لم يحصل ممثلو القارة صاحبة الضيافة سوى على سبع نقاط من أصل 36 يمكن جمعها، كما أن أربع منتخبات من الست تحتل المركز الرابع في مجموعاتها مع أمل ضعيف للغاية في بلوغ الدور الثاني.
والسبب وراء هذه النتائج هو مزيج من الصفات "السمكية" إياها، خليط من السذاجة والتراخي والغرور والتكاسل وسوء التقدير معا، وجميعها أسباب يمكن ضمها إلى ما أوضحناه في المقال السابق من كارثة الإدارة الرياضية في إفريقيا.
وإذا بدأنا بمنتخب الإيفواري مثلا باعتباره أقوى فريق إفريقي على مستوى اللاعبين المحترفين، فسنجده وقع في مجموعة تعتبر صورة كربونية لما وقع فيه في مونديال 2006 حينما وقع مع هولندا والأرجنتين وصربيا، وبنفس ترتيب المباريات، فهذا العام لعب أمام البرتغال أولا ثم البرازيل قبل كوريا الشمالية.

الألمان لا يلمسون الكرة بأيديهم في منطقة الجزاء
مجموعة تضم فريقين مرشحين للفوز باللقب ومعهما فريق ثالث أضعف كثيرا، إذن فالمنطق ودرس 2006 يقولان أن الفوز على أحد الكبيرين يضمن التأهل بصورة كبيرة لأنه يعني ثلاث نقاط ويدفع المواجهة الأخيرة بين البرتغال والبرازيل لأن تصبح حياة أو موت للطرفين.
لكن المنتخب الإيفواري لعب بتثاقل شديد وبأسلوب دفاعي أمام البرتغال ولم يمثل أي خطورة في غياب نجمه الأشهر دروجبا الذي أهدر قبل نهاية اللقاء فرصة لا تضيع من هداف تشيلسي الأول، وبعد اللقاء خرج الإيفواريون سعداء بالنتيجة، ولا أدري ماذا كان سر السعادة؟ وهل شعروا بالسعادة لمواجهة البرازيل وهو فريق حتى منتخب الأرجنتين نفسه -منافسه اللدود- لا يمكن أن يضمن معه أي نتيجة.
تحقق السيناريو المنتظر وفازت البرازيل على الأفيال، لكن في الوقت ذاته كشفت البرتغال عن وجهها الأوروبي الصارم والجاد وأمطرت شباك كوريا الشمالية بسباعية، والسؤال هنا "لماذا سجل البرتغاليون كل هذه الأهداف في الدقائق الأخيرة؟" .. الإجابة هي "لأنهم يعرفون إمكانية خسارتهم أمام البرازيل واللجوء لفارق الأهداف لحسم تأهلهم في حال فوز كوت ديفوار على كوريا" .. باختصار البرتغاليون فريق يعرف ماذا يريد بينما "السمك" الإيفواري قد يتعرض للموقف نفسه 20 مرة دون أن يتعلم.
وكان من الممكن أن تندفع الأفيال فتخسر لقاء البرتغال الأول بالهجمات المرتدة لكن السؤال أيضا "هل استفاد الإيفواريون من التعادل؟"، والسؤال الأهم "ما هو طموح السويدي إريكسون مدرب كوت ديفوار الذي يعلم جيدا أنه سيرحل عقب المونديال؟".
ومن كوت ديفوار إلى غانا حيث لفت الانتباه ذلك الكم الهائل من الفرص التي أضاعها النجوم السوداء أمام أستراليا التي لعبت معظم أوقات المباراة بعشرة لاعبين فقط، من بين هذه الفرص كرة لبرنس تاجو فضل تسديدها بدلا من التمرير إلى زميله أسامواه جيان بعد هدف التعادل، لتتحول المباراة إلى جهود فردية هجومية يقوم بها أبناء غانا دون جدوى ، وهي سمة متكررة في هجوم الفريق الأسمر الذي سجل هدفيه في المونديال بفضل ركلتي جزاء من لمستي يد للاعبي صربيا وأستراليا وليس بسبب أي هجمة منظمة.

هل سيخرج الجميع من المونديال بلا حمص؟
ولو راجع منتخب غانا سيناريو مجموعة الكاميرون وألمانيا وأيرلندا والسعودية في مونديال 2002 لعرف نجومه جيدا أن منتخب الماكينات متخصص في حسم المواقف الصعبة، ولا يخشى لاعبوه قوة الأجساد الإفريقية ناهيك عن موهبتهم الكبيرة وبالتالي فإن توقعي الشخصي أن غانا ستندم كثيرا على إهدار فوز سهل على أستراليا والمخاطرة بمواجهة فريق ألماني لا يملك خيار سوى الفوز، كما لا أعتقد أن هناك من لاعبي ألمانيا من سيمسك الكرة في منطقة الجزاء هذه المرة.
ومن السمك الغاني إلى منتخب الجزائر، فالفريق العربي واصل هوايته بتقديم نتائج متذبذبة، وقدم مباراة رائعة أمام إنجلترا انتهت بتعادل كان ممكن أن يتحول إلى فوز في حال دفع مدربه سعدان بمهاجم صريح لتلقي تمريرات زياني ومطمور بعدما تحولا إلى محطة في وسط الملعب.
لكن التساؤل الأهم هو "لماذا لم يقدم الجزائريون ذات المستوى أمام سلوفينيا الأضعف كثيرا ولماذا لم يلعبوا بهذا التركيز؟ هل كان ذلك لأنهم كانوا في غمار فرحتهم بالتأهل للمونديال التي لم تنته وانشغلوا بصبغ شعرهم مثلا؟ .. الجولة المقبلة يواجهون منتخب أمريكا صاحب اللياقة البدنية العالية جدا وهم في حاجة للفوز فقط، ألم يكن الفوز على سلوفينيا كفيلا بضمان صدارة المجموعة؟
أما المأساة الحقيقية فهي منتخب جنوب إفريقيا الهزيل والذي سيكون خروجه من الدور الأول واقعة فريدة في سجلات أصحاب الأرض في المونديال وذلك لعدم وجود جيل من اللاعبين يستطيع تكرار إنجاز كوريا الجنوبية عام 2002 حينما بلغت نصف النهائي وعادت بالمنفعة على آسيا كلها بتخصيص مقعد إضافي للقارة.
أما نيجيريا فقد خسرت بغرابة أمام اليونان بعد تقدمها أولا بهدف بفضل طرد أحد لاعبيها بسذاجة سمكية أيضا، وحتى منتخب الكاميرون مازال يحاول تسجيل الأهداف منذ مباراته مع مصر في كأس إفريقيا الأخيرة، نفس الأخطاء التي يرتكبها لاعبوه منذ عام 1990، إهدار لفرص سهلة مصحوب بدفاع سيء وغياب للتركيز .. ابتسم أنت في إفريقيا حتى لو كان لاعبو منتخب بلادك ينفذون أدوارهم بدقة في أوروبا.

تراخي وغياب للتركيز وإهدار للفرص .. ابتسم أنت في إفريقيا
منتخبات أمريكا الجنوبية كلها على وشك الصعود للدور التالي فيما حققت منتخبات آسيا انتصارين مهمي في كل مجموعة الفارق واضح بين جدية الأوروبيين واحترامهم للفرصة، فيما يواصل السمك التقاط الطعم ليصنع من نفسه مائدة عامرة لمنتخبات أوروبا وكل ضيوف المونديال بلا استثناء ويبقى صاحب الأرض محروما من تذوق لذة الاحتفال.
تابعوني على تويتر :
http://twitter.com/nasry
أو على فيس بوك :
http://bit.ly/cW1B4r


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.