لم يتخيل عضو أحد المنتديات الرياضية على الانترنت أن يتحول الخبر الطريف الذي ألفه عن تمني الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتأهل مصر لكأس العالم على حساب الجزائر إلى بيان يتم نشره وتداوله في العديد من الصحف والمواقع والبرامج الرياضية. فالعضو الذي أطلق على نفسه "دكتور ميزو" قام بتأليف خبر طريف في منتديات "كورة مصرية" من أجل الدعابة قال فيه إن الرئيس الفرنسي لا يتمنى تأهل الجزائر لكأس العالم لما يسببه قاطني فرنسا من الجزائريين من فوضى وضجيج في شوارع باريس بعد فوزهم في مباريات كرة القدم. وأشار العضو إلى أن تصريحات ساركوزي تم نقلها من الموقع الرياضي الفرنسي "سيفون سبورت" وهو موقع غير موجود سوى في "الحمام" الخاص بهذا العضو. الغريب أن خبر ساركوزي انتشر بسرعة كبيرة وعبر العديد من المواقع الرياضية، بل وتواجد على الصفحة الرئيسية لواحدة من أكبر الصحف في الجزائر وهي صحيفة البلاد. الصدمة الأكبر تداوله عبر مواقع عريقة ك(العربية) و(سي.إن.إن)، كما نقله إعلاميون في القنوات الرياضية المصرية، والغريب أن جميعهم نسبوه للمصدر العظيم "سيفون سبورت"! واللوم هنا لا يقع على العضو نفسه، ولكنه يقع على الصحفيين الذين ينقلون أي أخبار يجدوها أمامهم دون الرجوع لمصدرها الأصلي أو التأكد منها، ولم يكلف أحدهم نفسه بالبحث عن موقع سيفون سبورت المزعوم، حتى عبر جوجل، أو غيره.
واللوم هنا لا يقع على العضو نفسه، ولكنه يقع على الصحفيين الذين أصبحوا ينقلون أي أخبار يجدوها أمامهم دون الرجوع لمصدرها الأصلي أو التأكد منها، ولم يكلف أحدهم نفسه بالبحث عن موقع سيفون سبورت المزعوم. خبر ساركوزي لم يكن الأول من هذا النوع، ولكن هناك خبرا أهم تناقلته معظم وسائل الاعلام وأكد عليه اعلامي شهر في برنامجه واعتبره سبق صحفي رهيب وهو إقامة المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر في ألبانيا لكونها تقع في منتصف المسافة بين البلدين، بل ونشرت هذه الوسائل صورة الملعب. وهذا الخبر لا أساس له من الصحة ولا أعلم مصدره، والمثير في الخبر أنه مأخوذ على لسان سكرتير عام الاتحاد الإفريقي رغم أن الكاف ليس له أي دخل بتنظيم هذه المباراة وهي تخضع فقط لاشراف الفيفا. ما يحدث مؤخرا في عالم الصحافة الرياضية والاعلام الرياضي، بالإضافة لفواصل "الردح" التي تتم عبر البرامج من كبار الاعلاميين في مصر والذين خصص كل منهم معظم برامجه للدفاع عن نفسه وإظهار نفسه كأفضل إعلامي والهجوم على زملائه وإظهارهم بمظهر الفاشلين والجهلاء يؤكد أن البرتغالي مانويل جوزيه كان له كل الحق في وصف معظم العاملين في مجال الإعلام والصحافة الرياضية بالفشل والجهل. فمن غير المعقول أننا مقدمين على أهم شهر في تاريخ الرياضة المصرية وبدلا من أن نقف بجوار منتخبنا ونسانده نهاجم بعضنا البعض بأسلوب غير لائق حتى وصل بنا الأمر لاستخدام نوعية من الكلام مثل البغبغان، والغراب، وأبو شنب بريمة، وبتاع البيتزا، واللي صابغ شعره! يجب على الإعلام أن يكون له دور أكبر في تهدئة الجماهير المصرية والجزائرية أيضا لأننا في النهاية مقدمين على مباراة كرة قدم وليست حربا، وما يحدث بين جماهير المنتخبين عبر المنتديات من خروج على النص وألفاظ غير لائقة ما هو إلا ناتج من الأسلوب الذي تتعامل به وسائل الاعلام في البلدين والتي تزيد من الاحتقان بين الجماهير. أتمنى من الجمهورين المصري والجزائري أن كلا منهم يساند منتخبه فقط ويؤازره دون الهجوم أو التجريح في الطرف الأخر لأن الله لن يقف بجوار منتخب يتعامل جمهوره بهذا الأسلوب غير اللائق، وأعتقد أن من يخرج أكثر عن النص ويهاجم الجمهور المنافس سيكون منتخبه هو الخاسر في النهاية.