أصبح علي الجماهير المصرية أن تدخل معسكر إعداد لرفع لياقتها البدنية لتواصل مشوار متابعة الدوري العام في مراحله الأخيرة بعد أن اشتعلت المنافسة فالجماهير تلهث الآن وهي تتابع المحطات الأخيرة لبطولة الدوري خاصة في مقدمته وأصبحت لياقتها لا تساعدها لتجاري المارثون الشاق. فرغم أن الإسماعيلى أصبح هو الفريق الأقرب لحسم البطولة ، فإن هذا لا يمنع أن تشهد المرحلة الأخيرة يوم الأحد القادم تغيرا جذريا فى الصراع بتعادل الإسماعيلى – مثلا – أمام المصرى وفوز الأهلى على المقاولون العرب ليلتقى الفريقان فى مباراة فاصلة لتحيد هوية البطل ، رغم أن هذا مستبعد بالفعل. الكرة المصرية مجنونة فعلا تقدم مستويات أوربيية ، ومستويات مخزية في أغلب الأحيان فمباراة الأهلي والإسماعيلي لا تمت للدوري العام ولا لكرة القدم المصرية بصلة فهي من خارج المقرر وهو ما لم يفكر فيه أحد ولم يبحث عن أسباب ذلك. السبب الأول والرئيسي وراء هذا المستوي الأوروبي الراقي الذي يفوق في مستواه كثير من مباريات دوري أبطال أوروبا هي حالة (الاحتراف) التي عاشها الفريقان قبل اللقاء. فالإسماعيلي عاش مع الأهلي حالة من التركيز الشديد والالتزام في الملعب وخارجة من أجل اللقاء لان الفوز به سيحسم البطولة بنسبة أكثر من 90 % الأمر الذي يؤكد أننا لو طبقنا الاحتراف بشكل صحيح سنشاهد مباريات كثيرة جيدة المستوي فالتدريب قوي وبالتزام وبتركيز الأداء في الملعب يؤكد أن اللاعبين عاشوا المباراة قبل بدايتها وهذا هو الاحتراف الحقيقى. السبب الثاني هو الكرة الهجومية التي سعي إليها جوزيه ومحسن صالح فكل منهما بحث عن النقاط الثلاث وإن اختلفت طريقة الهجوم ولكن في النهاية لم تشاهد فريقا يدافع فالكل يلعب للأمام مثل بقية (خلق الله) وياريت ينسي بقية مدربينا حكاية الدفاع خاصة أمام الفرق الكبيرة. بعد لقاء الدراويش والشياطين خرجت الجماهير سعيدة بالمستوي وراضيه بالنتيجة وحلل المحللون والنقاد اللقاء وانتهوا في النهاية بأن أي فريق من الدراويش أو الشياطين يستحق الحصول علي اللقب بعد هذا المستوي ولكن هل هذا صحيح؟ الحق والمنطق والعدل يقولون أن درع صالح سليم من حق الدراويش لأنهم قدموا كرة قدم حقيقية علي مدار الموسم منذ بدايته وقدموا لقاءات ممتعة أما الأهلي فلم يظهر علي السطح إلا في نهاية الدوري ولم يقدم كرة قدم حقيقية إلا أمام الزمالك والإسماعيلي وشوط واحد أمام جولدي وباقي اللقاءات ضعيفة لدرجة أن الجماهير الأهلاوية كانت تستبعد فكرة الدخول في منافسة الإسماعيلي والزمالك حتى الأسبوع ال 16 من الدوري. فالأهلي عاد للصورة مع نهاية الدوري ولكن الفريق الموجود حاليا قادر علي الفوز بالدوري لثلاثة أو أربعة مواسم قادمة بعد أن أكتسب اللاعبون الصاعدون الخبرة وأستوعب الجميع فكر مانويل وجوزيه بعد عذاب طويل للرجل البرتغالي الذي كاد أن يفقد ثقته في الفريق الأهلاوي إلا أن الخواجة البرتغالي أثبت أنه مدرب محترم تمسك بفكرة للنهاية ونجح في حصد ما زرعه منذ بداية الموسم ولابد من استمراره بصرف النظر عن فوز الأهلي بالدوري من عدمه. وإذا كنت قد بدأت بالأهلى والإسماعيلى فسأختم بالزمالك الذى ليس له عندى إلا كلمة واحدة هى: مرتضي منصور يستحق المحاكمة بتهمة إهدار مال الزمالك العام بعد أن أضاع الفريق وملايينه.