لو كان الأمر بيدي لاتخذت قرارا بالغاء انتخابات الزمالك المزمع اقامتها يوم 29 مايو المقبل وأصدرت قرارا بتعيين الدكتور محمد عامر رئيسا للنادي الأبيض لمدة أربع سنوات قادمة لمنح النادي المزيد من الاستقرار والنجاح. فعامر نجح خلال فترة قصيرة للغاية لا تتجاوز ستة أشهر في اضفاء الاستقرار والهدوء لنادي الزمالك، كما أعاد النجاح لفريق كرة القدم، وأعاد النادي لحصد البطولات المحلية والإفريقية في كافة الألعاب الجماعية. فترة عامر الزاهرة ورغم أنها قصيرة جدا الا أنها حملت دلالات عميقة وأوضحت للجميع بما فيهم الأعضاء أن نادي الزمالك العريق مازال بخير ومازال كبيرا وينقصه فقط بعض الاستقرار وبعض الهدوء، ويحتاج إلى رجل محترم وحكيم يدير النادي بهدوء وحنكة. فترة عامر أثبتت أن الزمالك ليس بحاجة إلى أموال رجل أعمال يسيطر عليه، ولكنه بحاجة إلى رجل إداري ناضج يستطيع تحقيق نجاحات كبيرة بأقل الامكانيات المادية، وربما يكون احتفال بسيط أو كلمات اشادة وباقة من الورود لهم فعل السحر على اللاعبين في كافة الألعاب الجماعية وأفضل كثيرا من ملايين الجنيهات. عامر حقق نجاحات عريضة وبطولات كثيرة في عدة أشهر وببضعة ألاف من الجنيهات فشل أن يحقق ممدوح عباس ربعها في فترة ثلاث سنوات كاملة رغم أنه صرف على النادي 180 مليون جنيه لأن الفلوس ليست كل شئ والا كانت ستحصل الأندية والمنتخبات الخليجية على كافة البطولات في العالم أو على الأقل في أسيا والوطن العربي. عامر غزل في الزمالك "برجل حمار" لأنه رجل "شاطر" مثلما يقول المثل، وحقق النادي في عهده بطولة الدوري في كرة اليد وكأس مصر في الكرة الطائرة، كما حصد بطولتي إفريقيا في اللعبتين، كما نافس على دوري كرة السلة حتى اليوم الأخير، بالاضافة لبطولة الدوري في تنس الطاولة. النادي في عهد عامر أيضا مر بفترة استقرار وهدوء كبيرة من الداخل ولم نسمع عن وجود أي مشاكل أو أزمات حتى مع اقتراب موعد الانتخابات فإن الأمور تسير بصورة هادئة ومحترمة ولا يوجد خناقات أو سنج أو مطاوي أو بلطجية مثلما كان يحدث في العهد القريب. وبالنسبة لفريق الكرة نجح عامر في التعاقد مع مدير فني كفء هو السويسري ميشيل ديكاستال بمرتب معقول جدا، كما عين المحترم محمود سعد مدربا عاما وكان له بصمة واضحة في تطور أداء ونتائج الفريق، كما شكل لجنة كرة محترمة برئاسة حمادة إمام ترك لها أمور إدارة الكرة وكان لها دور بارز في اتمام صفقات الفريق.
فترة عامر الزاهرة حملت دلالات عميقة وأوضحت للجميع أن نادي الزمالك العريق مازال بخير ومازال كبيرا وينقصه فقط بعض الاستقرار وبعض الهدوء ونجح عامر في فترة قصيرة في القضاء على "المعلمين" الموجودين داخل فريق الكرة بقيادة جمال حمزة ومحمد أبو العلا وأيمن عبد العزيز وأجوجو وشيكابالا والذين كانوا ينعمون بحالة من "الدلع" في الفترة الماضية فاقت حالة الدلع التي كان يلقاها "حمادة عزو من ماما نونه". واعتمد الفريق على ناشئيه المميزين من أمثال حازم إمام وعلاء علي وأحمد الميرغني، ووضع الفريق قاعدة "الأخلاق فوق كل شيء" لينجح فريق الناشئين في التعادل مع عتاولة الأهلي في مباراة كان الزمالك فيها هو الأقرب للفوز. وقام عامر بشراء مجموعة من اللاعبين "المغمورين" بأثمان قليلة جدا وبعضهم أثبت نفسه مع الفريق مثل صبري رحيل، والبعض الأخر قادم في الطريق عند حصوله على فرصة مثل إبراهيم صلاح ومحمد المرسي، بدلا من دفع ملايين الجنيهات في لاعبين لم يقدموا شيئا للزمالك من نوعية أجوجو وريكاردو ووسام العابدي وأيمن عبد العزيز وشيكابالا وعلاء كمال ومحمود سمير. خلاصة الموضوع فترة عامر الانتقالية القصيرة كانت رسالة من السماء إلى أعضاء الجمعية العمومية للزمالك كشفت لهم الحقيقة الغائبة وأكدت لهم أن نادي الزمالك بخير ومليء بالموارد المالية، ولا يحتاج إلى شخص "يصرف عليه" مثلما يردد بعض المأجورين وحملة المباخر، ولكنه يحتاج إلى شخص ناجح إداريا وصاحب شخصية قوية ليقود النادي إلى بر الأمان ويعيده لطريق البطولات، والاختيار متروك لأعضاء الزمالك يوم 29 المقبل. نقطة أخيرة لست مع من يقول أن أعضاء الزمالك يجب عليهم اختيار قائمة بكاملها، لأن القوائم الثلاثة تضم شخصيات محترمة يصعب التفريط فيها، والأشخاص المحترمين بامكانهم التعاون مع بعضم البعض لمصلحة نادي الزمالك حتى لو كانوا من قوائم مختلفة.