فارق كبير جداً بين رواية «المأزق» للعراقى عامر حسين التى صدرت منذ أيام.. وبين المأزق الحقيقى الذى يعيشه كل يوم المصرى عامر حسين، باعتباره رئيساً للجنة مسابقات الكرة، فى وقت لم تعد فيه الكرة مجرد مسابقة.. وليس فيها تفسير لأى شىء إلا بالمؤامرات وفساد الذمم والضمائر.. فعامر حسين هو المغضوب عليه طول الوقت ومن كل الناس.. وبعد عشرين عاماً قضاها الرجل عضواً بلجنة المسابقات لا يدرى به أو يلتفت إليه أحد.. أصبح الرئيس والحائط الجديد الذى اختارته الجبلاية لصد الصواريخ والاتهامات والشتائم والشائعات.. وعلى الرغم من أن عامر حسين «سكندرى» وينتمى لنادى الاتحاد فإن «الزمالك» اتهمه منذ بداية تعيينه بأنه أهلاوى الهوى.. وعلى الرغم من هجوم «الزمالك» الدائم عليه، فإن نادى «المقاولون» سبق أن اتهمه بمجاملة «الزمالك» فى مباراة الناديين الأخيرة، لأنه رفض معاقبة حسام حسن بما يستحقه بعد تجاوزاته بحق الحكم محمد فاروق ودعوته للجماهير لتنزل من مدرجاتها دفاعاً عن حقوق الزمالك.. ولم تمنع هذه الاتهامات عامر، أمس الأول، من اختيار حسام حسن ليكون أول مسؤول كروى تقرر لجنة المسابقات منذ سنين طويلة أن تتوجه له بالشكر والامتنان لدفاعه عن الانضباط وباعتباره تجسيداً للأخلاق والالتزام.. وكان الأهلى قد اشتكى عامر ولجنته والحكام متهماً إياهم بالشروع فى عرقلة فوز الأهلى بالدرع.. ثم عاد حرس الحدود واتهم عامر بمحاباة الأهلى وحسام البدرى الذى هاجم الحكم محمد عباس فلم يتم تغريمه إلا بخمسة آلاف جنيه فقط.. وقد تخيل عامر أن تشكيل لجنته من ممثلين للأندية بمن فيهم القيعى وعبدالله جورج سيحميه من الانتقادات والاتهامات، لكنه كان مخطئاً.. فنحن فى زمن بات من الصعب فيه الاعتراف بأى خطأ.. ولم يعد فيه ناد واحد يقبل الهزيمة بهدوء دون اتهامات بالفساد والتآمر تطال الجميع.. إلا أن أسوأ تلك الاتهامات كان ما جاء على لسان محمود معروف، الذى اتهم عامر بعدم الحياد وعدم الأمانة.. والأخطر من ذلك كانت دعوة معروف لإبراهيم حسن بعدم احترام اللجنة والذهاب للاستاد وإثارة المشاكل ولن يجرؤ أحد على اعتراضه.. هى باختصار دعوة للفوضى أو لقتل عامر حسين نفسه الذى استباحت كل الأندية بلا استثناء دمه وشرفه وكرامته.. وإذا كان عامر حسين قد أخطأ بعدم معاقبة محمد إبراهيم، من اتحاد الشرطة رغم الصور التى تؤكد تجاوزاته، إلا أنه كان على حق فى عقوباته الأخيرة ضد لاعبى الزمالك وإبراهيم حسن.. وهناك ألف طريقة متحضرة للاعتراض على ذلك، ليس منها الدعوة لقتل عامر أو دعوة إبراهيم حسن لإثارة حرب أهلية يوم الجمعة المقبل. [email protected]