تلقى مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي انتقادات لا حصر لها هذا الموسم، وطالب البعض برحيله "لأن دورة حياته انتهت مع الفريق" .. بينما كأهلاوي أتمنى استمراره معنا مدى الحياة. المدرب البرتغالي رد في مباراة المصرية للاتصالات على كل الاتهامات التي وجهت إليه خلال الشهور الماضية منذ رحلة الأهلي إلى اليابان الأخيرة. فبداية بالأسماء التي تطالب باللعب مثل سيد معوض وحسين ياسر ومرورا بلماذا تضم قائمة الفريق لاعبين كأسامة حسني، ونهاية بهل يجامل المدرب أسماء على أخرى؟ مباراة الاتصالات أثبتت أن جوزيه على حق تماما في إبقاء سيد معوض وحسين ياسر وهاني العجيزي على مقاعد البدلاء، والاستعانة بهما في التوقيت المناسب. فمعوض لم يقدم هذا المستوى المتميز منذ انضم للأهلي، رغم أنه تحول إلى لاعب أساسي في خمس مباريات متتالية تضمنت لقاء الإسماعيلي في الإسماعيلية. السبب هو إصرار معوض على التعامل مع الأهلي كلاعب دولي لا يعرف معنى الجلوس بديلا، بينما جوزيه يختار اللاعب المتكامل الذي يؤدي بدنيا وخططيا. والدليل من مباراة المصرية للاتصالات هو المعتز بالله "إينو"، الذي ظل لعام خارج حسابات جوزيه وحين بات جاهزا ويعمل بإتقان وتركيز حصل على الفرصة كاملة. إينو جاء الأهلي وهو نجم في الزمالك، وظن أن جوزيه تعاقد معه إيمانا بأنه سيبدع ويسدد "بشماله ويمينه" كما كان الحال في الفريق الأبيض .. لكن المدرب البرتغالي أعطاه درسا في الاحتراف وأهمية العمل قبل حصد النتاج. إذن هل جوزيه يجامل آحدا على آخر؟ لا بالطبع .. والدليل هو خروج حسام عاشور خلال شوط المباراة الأول أمام الاتصالات. فعاشور الذي حصل على دور "السنيد" لجيلبرتو يسارا، لم يساعد الأنجولي الأعسر في الوصول إلى حدود منطقة جزاء المصرية للاتصالات في أي فرصة. وأجبر جيلبرتو على الجلوس متأخرا حتى لا يهاجمه أبناء حسام حسن وهو بلا غطاء، كما فشل عاشور في إرسال تمريرة صحيحة لبركات ما أجبر تريكة للعودة إلى الوراء. ولذا سحب جوزيه لاعب الوسط، فيما كان الكل يردد بأن عاشور هو ابن المدرب البرتغالي كون الأخير هو من صعده ومنحه الفرصة. كما أن قراءة جوزيه للمباراة جاءت نموذجية كما اعتدنا منه، ونجحت تبديلاته في صنع الفارق .. بمن فيها أسامة حسني الذي دائما ما تلقى المدرب انتقادات عليه. وأشبه حسني بالعديد من الأسماء الأوروبية التي قد تكون غير محبوبة من الجماهير لأنها ليست على درجة رفيعة من المهارة، وتهدر فرصا خطيرة في بعض الأحيان. لكنها تملك عنصرين في غاية الأهمية: التركيز في تنفيذ تعليمات المدرب والمجهود الوفير. ولذا حسني من الأسماء التي قد لا تعطي الجمهور ما يريده لكنها دائما تساعد جوزيه خططيا من داخل أرض الملعب. أخيرا، وجدت عيد ميلاد أفضل مدرب أجنبي في تاريخ الكرة المصرية (بالأرقام والمشاهدات) هو أنسب مناسبة لأتمني له التوفيق ولنا استمراره في الأهلي إلى الأبد.