مقابلة - بلال: حبي للكرة قد يدفعني لترك الأهلي .. والزمالك لن يهبط

أحمد بلال شخص اجتماعي ومرح بطبعه، ولكن سحابة من الحزن غالبا لا يستطيع إخفائها تسيطر عليه حينما يضطر إلى الحديث عن احتمال رحيله عن الأهلي. ولكن بالنسبة للاعب سيحتفل بعيد ميلاده ال29 قريبا، فإن مقاعد البدلاء – حتى في ناديه المحبب – لم تعد كافية.
ويحمل بلال بداخله قدرا كبيرا من الطاقة ظهر جليا خلال حديثه مع FilGoal.com، ربما هي طاقته المختزنة والتي يتطلع بشدة إلى تفريغها في المستطيل الأخضر، فهو يجيب عن أسئلة الجميع فيما يرسم أشكالا إما بلا معنى أو لتوضيح أمر ما على ورقة بيضاء أمامه.
يداعب الجميع ويجيب في أحيان كثيرة عن سؤال جاد بمزحة، ثم يوجه أسئلة صادقة عن فريق العمل ويطلب معلومات عن FilGoal.com ويبدو مهتما فعلا بالتواصل معهم .. وعلى الرغم من طلبه في البداية عدم تسجيل الحديث بالصوت الصورة، فإنه انطلق في الحديث بلا مواربة عن كل التفاصيل التي تحيط علاقته بالأهلي.
كيف تقيم موقفك الحالي مع النادي الأهلي؟
تحدثت مع الإدارة قبل بداية الدور الثاني ورغم أنني لا أحب إثارة المشاكل فاني أحب لعب الكرة، وإذا لم يكن هناك مكان لي في النادي سألعب في أي مكان آخر رغم حبي وانتمائي للنادي الأهلي، فانت إن أحببت عملك ولكن ان شعرت أنه لا يضيف لك جديد رغم حبك واحترامك فستتركه.
بعد احترفك في تركيا، لماذا عدت إلى النادي الأهلي وليس إلى أي ناد آخر؟ وهل ندمت على قرارك بالعودة؟
تحدثت قبل عودتي مع الكابتن محمود الخطيب والكابتن حسام البدري، وأكدا لي أن النادي الأهلي هو بيتي ويجب أن أعود إليه، ورغم العروض الكثيرة التي تلقيتها من تركيا ومن أندية أخرى في مصر ودبي والسعودية وافقت على العودة، كما أن وجود أسرتي وضرورة أن يدخل أبنائي المدارس في مصر ساهم في قرار عودتي، ولم أندم مطلقاً على قراري.
ولكن ألم تشعر أن هناك منافسة شديدة في مركز المهاجم؟
هذا صحيح، فالمنافسة على مركز المهاجم في النادي الأهلي زائدة عن الحد، ورغم أن المنافسة مطلوبة في كثير من الأحيان في كل ناد سواء كان كبير أو صغير حتى في أندية الهبوط، ولكن حينما تخرج عن وضعها الصحيح يكون لها سلبيات عديدة.
فمن المنطقي أن يتم استبعادي لأنني غير موفق في فترة ما وهو ما يحدث للجميع على فترات مختلفة، ولكن يجب أن تم تطبيقة على الجميع، ولكن تطبيق هذا على لاعب واحد أو مجموعة معينة من اللاعبين فهذا غير المقبول.
إن تم استبعادي لأنني لاعب غير جيد وضع عادي ولا يوجد مشكلة فنحن بنينا أنفسنا على الفرص التي اقتنصناها في الفترات التي عانى من سبقونا من عدم التوفيق خلالها، وهو وضع طبيعي وهذه هي الحياة وكرة القدم، ولكن حينما تتمتع بمستوى جيد يجب أن تشارك وألا يتم استبعادك دون أسباب واضحة.
كمدرب أيهما تفضل، الاعتماد على القائمة التي تتخطى بها المباريات أم تعطي الفرصة لباقي اللاعبين للمشاركة؟
وجهة نظر المدرب تختلف تماماً عن وجهة نظر اللاعب، فأي لاعب يرغب في أن تكون مشاركاته مستمرة، حتى ان لم يكن يتمتع بما يلزم للمشاركة، ولكن من ناحية أخرى يجب أن يختار المدير الفني 11 لاعباً فقط من قائمة تضم 30 لاعب، ولكني هنا أتحدث عن المقياس الذي يتم على أساسه تحديد المشاركين.
فأنا شخصياً أقول أنني بدأت ألعب بصورة جيدة ورغم هذا خرجت من القائمة، ولا يعنيني هنا مشاركة غيري سواء كان فلافيو أو عماد أو أسامة، ما يخصني هو أنني أديت جيداً وأستحق المشاركة، ولكن حينما تكون في مستو جيد ويتم استبعادك يتولد لديك حالة من عدم الإستقرار، والاستقرار مهم بالنسبة لأي لاعب، ورغم أن هذا قد يمثل الوضع الأمثل بالنسبة للمدرب، ولكني فيما يختص بي فهو أمر سيئ.
تثبيت التشكيل رغم السلبيات وانعدام التوفيق لدى البعض يقتل الطموح لدى الباقيين، ولا يعطي الحماس للاعب في الملعب لتحسين مستواه فهو يدرك جيداً أنه مهما بلغ من السوء فهو لن يخرج من الملعب.
أما اللاعبين غير المختارين فيفقدون الرغبة في الاستمرار، فأنت تعلم أنه مهما بذلت من مجهود في الملعب لن تشارك والمدرب مستقر على مجموعة معينة، فعلى المدى البعيد ان أثرت بالسلب على اللاعبين سواء المشارك أو غير المشارك.
كما أن الهجوم عليه منافسه كبيرة في النادي، فنحن نملك ستة مهاجمين ونشارك بمهاجم واحد في كل مباراة، وهو ما يزيد من صعوبة الأمر.
وهل تعتقد أن مستواك تأثر بغيابك المستمر عن التشكيل؟
طبيعي أن أي لاعب لا يشارك بصورة مستمرة يفقد ما يقارب من 40% من مستواه وقوته، فكل لاعب يعود من إصابة لشهر أو شهرين تلتمس له الأعذار لأنه بعيد عن الملاعب منذ فترة.
وهل هذا يضعك في موقف صعب حينما يعتمد عليك بصورة مفاجأة، خاصة حينما طالبوك بالمشاركة في مباريات كبرى مثل مباراة الزمالك؟
يجب أن تكون دائماً مستعد وجاهز في التدريبات، ولكن طبيعي جداً بعد ثلاثة أشهر من الغياب ألا تبدع في مباراة كبرى مثل الزمالك.
وهل هذا يؤثر على رؤية الجماهير لك؟
لا أعتقد، فالجمهور المصري واع ومدرك تماماً لظروف اللاعبين وعلى علم بأن كل لاعب خارج القائمة لا يبدع بعد فترة من استبعاده وأنه في حاجة لوقف ليستعيد احساسه بالملعب، وبالفعل الجماهير في الشارع تتمنى لي العودة مجدداً وتؤكد ان أمامي فترة لأستعيد مستواي مرة أخرى.
هل صحيح أن أسامة حسني تزعم حمله مع مجموعة من اللاعبين لمطالبة النادي بالغاء نسبة المشاركة من المكافآت؟
غير صحيح، فأسامة لم يتزعم حملات، ولكن المنطق يساند هذا الكلام، ومع احترامي لكافة اللوائح والقوانين فانت تملك 11 لاعبا في الملعب وثلاثة قد يدفع بهم خلال المباراة وخمسة جاهزين لأي ظرف طارئ، ويبقى أمامك 11 لاعبا آخر رغم تدريبهم لا يحصلون على مكافآت الفوز ولا على نسبة المشاركة، وهو غير عادل.
ولا أعتقد أن قصة تعميم هذا البند موجودة في أي مكان سوى في مصر، ولا أعتقد حتى أن هذا الكلام منصوص عليه في اتحاد الكرة.
وكيف كانت التعاقدات تتم في تركيا؟
الأمور كانت مختلفة في تركيا، فكل لاعب يناقش عقده مثلما يرغب، نسبة المشاركة تضع إجبارية فقط في عقود الناشئين لتحفيز اللاعبين للتطور، ولكن أنا عقدي في تركيا كان ينص على أن من حقي الحصول على نسبة 20% من قيمة عقدي على نسبة المشاركة، ولو كنت خارج قائمة ال18 أحصل على نصف هذه القيمة، ولو داخل ال18 ولم ألعب ولو حتى دقيقة واحدة فمن حقي الحصول على المبلغ كاملاً.
ولكن إن تبدلت الأوضاع، هل يوقع إلغاء هذا البند نوع من الظلم على اللاعبين الذين يشاركون بصورة أساسية؟ حينما يتم مساواتهم بمن لا يشاركون؟

بالطبع لا، لأنه بالفعل يشارك في المباريات فماذا يريد أكثر من هذا؟ أنا هنا لا أعترض، ولكني أعتقد أن نسبة المشاركة لا تصب سوى في مصلحة النادي، فهي ليست في مصلحة اللاعب على الإطلاق.
رحل رامي عادل وأنيس بوجلبان ومحمود سمير في يناير، فهل أنت على وشك الانضمام لهم؟
لو استمرت الأمور على هذا الحال لن يوجد أمامي حل سوى الرحيل، فأنا كلاعب جاهز دائماً للرحيل بغض النظر عن حبي واحترامي للنادي الأهلي، فأنت كلاعب يجب أن تلعب لترضي نفسك على الأقل، وإن لم أجد فرصة لي للعب مع النادي الأهلي فبالتأكيد هناك فرصة لي في أي مكان آخر، ولا يهم أين طالما كان ناد ذو قيمة.
وهل توافق على حل وسط مثل الإعارة؟
لا، فحلول الإعارة مرفوضة تماماً بالنسبة لي.
وهل تحسم عودة عماد متعب مرة أخرى إلى الأهلي أمر رحيلك عن النادي؟
قراري بالبقاء أو الرحيل ليس مرتبط بأي شخص، فهو مرتبط فقط بمشاركتي من عدمها، ليس أكثر من هذا. أري أن اللعب من عدمه يعتمد على توفيق من الله سبحانه وتعالى ونصيب، إنما تكون هناك مؤشرات، فلو كنا اثنين فقط في نفس المركز والآخر يلعب فأنت فرصتك متواجدة وقائمة في اللعب، ولكن حينما تكون أمامي قائمة طويلة وأنا أتذيلها فيجب علي الرحيل.
إذا رحلت فالي أين؟ خاصة أن التقارير رجحت انتقالك إلى بتروجيت لتعود للعب مع الكابتن مختار مختار؟
أنا أعشق الكابتن مختار، ولكني لم أحدد وجهتي حتى الآن، والحمد لله أنا أملك عروضاً من أندية كثيرة وكبيرة، ورغم أنني أحب أن أظل في النادي الأهلي ولكن بهذا الشكل سيكون الأمر صعباً.
هل يتضمن عقدك شرطا جزائيا لفسخه؟ ومتى بنتهي؟
لا يوجد شروط جزائية في التعاقد الذي ينتهي يناير المقبل، ولكني لا أعتقد أنني سألجأ لفسخ التعاقد، فالعلاقة بيني وبين النادي جيدة، وأعترف أنني جنيت الكثير من التعلم والتدريب في النادي الأهلي، ولكن اختلافي الوحيد هو كيفية التواجد والمشاركة مع الفريق رغم الاجتهاد والصبر ولكن هناك أمور لابد من الوقوف بعدها.
في حالة رحيلك، هل تفضل الأندية الجماهيرية مثل الزمالك والإسماعيلي، أم أندية الشركات مثل إنبي وبتروجيت والتي تتمتع بالاستقرار وبعيدة عن ضغوط الجماهير؟
الأمران مطلوبان، فرغم الرغبة الدائمة في الراحة والبعد عن الضغوط أجد أنني اعتدت على هذا مع جماهير النادي الأهلي، فالجماهير من أكثر ما يولد الدوافع والحماس لدي اللاعب كما أن الأندية الأخرى توفر له الاستقرار وهو أمر مهم وضروري.
هل من الممكن أن يهبط الزمالك؟
بالطبع لا، نادي الزمالك مهما عانى من كبوات فهو ناد كبير ومستحيل أن يتعرض لمثل هذا الموقف مهما ساءت نتائجه.
ما هي فرصك في العودة للمنتخب؟
الفرصة باللعب، طالما أنت تشارك وتجتهد ففرصتك قائمة.
حتى مع خلافك مع الكابتن حسن شحاته المدير الفني للفريق؟
مع أي أحد، لو شاركت وتألقت في الملعب لا يوجد ما يمنع، كما أنه لا توجد خلافات بيني وبين كابتن حسن، فبعد مشكلة 2006 قابلته في أثناء الحج وانتهت الأزمة، فأنا ليست لي مشاكل مع أحد داخل النادي أو خارجه.
هل توافق من يؤكدون أن الدوري التركي أثر على اللاعبين المصريين بالسلب، والبعض استشهد بتجربة أيمن عبد العزيز؟
لا بالطبع، فالدوري التركي له تأثير إيجابي جداً على اللاعبين المصريين، كما أن أيمن عبد العزيز أحد أفضل اللاعبين في مصر، وأعتقد أن الظروف لو ساعدته قليلاً في نادي الزمالك لكان أصبح أحد أفضل لاعبي خط الوسط في الدوري المصري بأكمله، فهو لاعب قوي ويملك قدارت جسدية هائلة ويقدم عروضاً قوية في تركيا.
ما رأيك في فوز إيمانويل أديبايور مهاجم أرسنال بجائزة أفضل لاعب إفريقي على حساب محمد أبو تريكة؟
مقاييسي قد تختلف عن تماماً عن مقاييس الاتحاد الإفريقي، فأبو تريكه يستحقها، فهو حصد كل شيء سواء مع مع النادي أو مع المنتخب، ورغم أن الظروف لم تساعده في اليابان فهو قدم أداء جيدا طول العام، ولكن هذا لا يقلل أبداً من شأن أديبايور فهو أحد هدافي الدوري الإنجليزي ولاعب قوي، ولكن الاختيار في النهاية خضع لمقاييس لا يمكننا التحكم فيها.
هل تعتقد أن إصابتك بالقطع في الرباط الصليبي أثرت على مستواك؟
لا إطلاقاً، فأنا في تركيا قدمت مبارايات قوية جداً بعد عودتي من الإصابة، مباريات لم أقدمها في حياتي وأنا سليم في مصر، فطالما أنت مستعد بدنياً ونفسياً يمكنك أن تبلغ قمة مستواك وبمجرد أن تدخل الملعب تنسى كل ما يتعلق بالإصابة.
ما هي حقيقة إنقطاعك عن تدريبات الفريق في الفترة الأخيرة؟
لم أنقطع عن التدريبات، فأنا تغيبت لارتباطي بامتحانات نصف العام، فبعد أن أنهيت دراسة التجارة بجامعة عين شمس التحقت بالجامعة المفتوحة في جامعة القاهرة وبدأت في دراسة الحقوق، وجدولي في الجامعة لكل من يحب أن يذهب للتأكد، وسيجد أن أول مرة أتغيب فيها عن تدريبات الفريق كان ثاني أيام امتحاناتي.
أنا منتظم في التدريبات لأني لاعب محترف وأتقاضى مقابل مالي عن عقدي والشرع يجبرني على التعامل بأمانة مع هذه الأموال.
شاهد واستمع إلى حديث أحمد بلال كاملا بالضغط هنا