الزمالك ونظرية المؤامرة

سيظل الزمالك في كبوته ولن يخرج منها مادامت نظرية المؤامرة تسيطر على عقول مسؤولي ولاعبي وجماهير الفريق الأبيض، ولن ينصلح حال الفريق الا اذا أيقنوا أن جميع المشاكل والعيوب تكمن في النادي نفسه من الداخل حتى يبدأون في إصلاحها.
فوجئت في أزمة شيكابالا الأخيرة مع جماهير الزمالك باتجاه عام لدى مسؤولي النادي ولدى الإعلام الأبيض وبعض جماهير الفريق ليخرجوا علينا ويؤكدوا أن الجماهير التي هتفت ضد شيكابالا هي مجرد "قلة مندسة" تعمدت الهتاف ضد اللاعب لإخراجه عن شعوره ودفعه لهاجمة جمهور الزمالك للقضاء على مستقبله!
وأن هذه القلة المندسة هي من تسبب في ايقاف محمد أبو العلا من قبل وهي التي تسببت في إخراج جمال حمزة عن تركيزه مؤخرا (وأنا نفسي أعرف هو امتى جمال حمزة كان مركز أصلا؟).
وكأن هذه القلة لديها علم مسبق أن أبو العلا سيشير لهم إشارة خارجة بيده عندما يهتفون ضده أو أن شيكابالا سيدخل معهم في حوار أثناء المباراة.
والطريف أنني كنت أشاهد المباراة مع مجموعة من الزملكاوية وقبل نهاية المباراة خرجوا جميعا عن شعورهم وسبوا شيكابالا بسبب لعبه الفردي وبسبب استفزازه للجماهير رغم أن صوتهم لن يصل للاعب من خلال التليفزيون ولم يدفع لهم أحدا أموالا للهتاف ضده.
ومن يراجع شريط اللقاء جيدا سيجد أن الهتافات ضد شيكابالا كانت هتافات جماعية ومن معظم الجماهير التي كانت حاضرة اللقاء ولم تكن من قلة مندسة عددها خمسين أو مائة فرد فقط وسيعلم من يدعي ذلك أنهم يضحكون على الناس وعلى أنفسهم أولا وأن إغراق رأسهم في الرمال كالنعامة لن يخرجهم من الكبوة في ظل إصرارهم على تعليق أسباب الفشل "على الآخر" بدلا من الاعتراف به سواء كان هذا "الآخر" هو جمهور الأهلي أو مرتضى منصور كل على حسب هواه.
فجماهير الزمالك المتعصبة قالت أن جماهير الأهلي هي السبب في الهتاف ضد "شيكا" وأنها تسللت وسط المدرجات متنكرة في ملابس بيضاء للهتاف ضد اللاعب حتى يتجاوب معهم ويتم ايقافه للحد من خطورة الزمالك.
وكأن الأهلي الذي حقق الإنجازات والبطولات الواحدة تلو الأخرى ويكتسح الزمالك في كافة لقاءات الفريقين معا بحاجة إلى ايقاف شيكابالا أو حمزة أو أبو العلا حتى لا يشكلوا خطورة على الفريق الأحمر، رغم أنه في رأيي الشخصي فإن مشاركة الثلاثي تؤثر بالسلب على أداء الزمالك أكثر منها بالايجاب وإيقافهم يصب في صالح الفريق الأبيض.

الزمالك يجب أن ينهض من كبوته سريعا قبل أن نشاهد تحليل مبارياته في برنامج ستاد بلدنا.
أما أعداء مرتضى منصور ويتقدمهم ممدوح عباس وأحمد شوبير وإسماعيل سليم فأشاعوا أن مرتضى هو من يدفع لهؤلاء الجماهير لكي يجعلهم يهتفوا ضد الثلاثي أبو العلا وشيكابالا وحمزة لكونهم أعلنوا مساندتهم لعباس في الانتخابات، وبالطبع فمن حقهم أن يساندوا عباس لكونه "بيطبطب ويدلع" ويغدق عليهم بالأموال الطائلة التي لا يستحقونها سواء في حالة الفوز أو الخسارة ولا يوقع عليهم أي عقوبات.
ومناصرة الثلاثي لعباس في حملته الانتخابية هو خطأ كبير يتحمله اللاعبون لأننا لم نسمع يوما أن واحدا من لاعبي الأهلي ساند حسن حمدي في انتخابات النادي الأحمر أو أن أحد لاعبي المنتخب ساند سمير زاهر في انتخابات اتحاد الكرة الأخيرة.
وأعود وأكرر مجددا أنني لست من أنصار مرتضى منصور ولا أتمنى عودته لرئاسة النادي ولكني أيضا أرفض أن يكون هو الشماعة التي نعلق عليها أي مشكلة تحدث في الزمالك مهما كانت وكأنه سبب جميع مصائب الزمالك سواء كان في مجلس الإدارة أو خارجه.
خلاصة الكلام:
مشكلة الزمالك في المقام الأول إدارية وليست فنية، واللاعبين بحاجة إلى إدارة حازمة وقوية تعاقب المخطىء بحجم خطأه مهما كان اسمه أو نجوميته، وهذا الكلام ليس كلامي بل هو كلام أكده لي شخصيا العديد من اللاعبين داخل الفريق الأبيض والعديد من المدربين الذين تواصلوا على تدريب الفريق وأخرهم الألماني راينر هولمان، ويجب إصلاح البيت الأبيض من الداخل أولا بدلا من إلقاء الأسباب على عوامل خارجية مثل الإعلام الأحمر والتحكيم الظالم واتحاد الفراولة وسوء الحظ.
قال تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
نقطة أخيرة:
الزمالك يجب أن ينهض من كبوته سريعا قبل أن تقع "الفاس في الراس" وقبل أن نجد تحليل مباريات الزمالك في برنامج "ستاد بلدنا".