قد يملك روجر فيدرر المصنف الأول عالمياً دستة من بطولات الجراند سلام، ويحقق أرقاماً قياسية بثباته على قمة التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين، ولكن ظهوره في بكين لم يكن سعياً وراء رقم قياسي جديد، وإنما ليحقق انجازاً غير مسبوق بالنسبة له. وفيما تابع العالم بأسره اللاعب السويسري وهو يسير حاملاً علم بلاده في حفل الافتتاح الأسطوري لأوليمبياد بكين 2008، احتفل في اليوم ذاته بعيد ميلاده ال27. ورغم أن أسطورة التنس العالمية أكد في حواره مع الموقع الرسمي لأوليمبياد بكين أن هذا "كان اكثر أعياد ميلادي تميزاً على الإطلاق"، فانه شدد على أن هذا لم يتمكن من التفوق على سعادته في أوليمبياد سيدني عام 2000 حينما التقى بصديقته لاعبة التنس السابقة ميركا فافرينك. الحلم الذهبي ويقول فيدرر "حمل علم بلادي كان أمراً مختلفاً، فأنا مع صديقتي منذ ثمانية أعوام، لكني حملت العلم السويسري لعشر دقائق فقط". ورغم أنه أنهى أوليمبياد سيدني 2000 رابعاً، وفاجأ الجميع بفشله في الوصول للدور الثاني في أثينا فان عشقه للأوليمبياد لم ينته. ويتابع: "كبرت وأنا أتابع أساطير الرياضة وهم يلعبون في الأوليمبياد أمثال كارل لويس والسويسري مارك روسيه الذي فاز بذهبية التنس عام 1992". ويضع النقاد علامات الاستفهام حول ما إن كانت الأوليمبياد مكاناً مناسباً لنجوم محترفي كرة السلة والتنس وكرة القدم، ولكن فيدرر يراها بصورة أخرى: "كلنا هنا نسعى وراء حلم واحد، وهو الذهبية الأوليمبية، وليس المال". وقد تكون نظرة فيدرر وأمثاله هي ما ألغى الاعتقاد السائد بأن الأوليمبياد كانت مجرد فرصة للاعبي التنس ذوي الترتيب المنخفض لتحقيق ميداليات سهلة ترفع ترتيبهم العالمي. ووسط مجموعة ضخمة من اللاعبين المحترفين تزداد صعوبة المنافسات على المصنفين الأوائل على العالم أمثال فيدرر وغريمه رافايل نادال وبطلة ويمبلدون عام 2008 فينوس ويليامز.
صدام جديد ويقول اللاعب السويسري: "95% من لاعبي التنس الكبار هنا في بكين، ونحن فخورون بأن التنس أصبحت لعبة أوليمبية كبرى". ويتوقع الخبراء أن تشهد بكين صداما مثيرا بين فيدرر ونادال، وهو الصراع الذي أضاف للعبة التنس العالمية نكهة مختلفة. ويصف اللاعب السويسري صراعه مع نادال على زعامة ترتيب مصنفي التنس المحترفين بأنه "أمر رائع للعبة التنس". ويتابع فيدرر: "ما يزيد من تميز هذا الصراع أن لكل منا مواصفات مختلفة تماماً عن الآخر". ووضعت أرقام فيدرر العالمية اسمه ضمن أفضل لاعبي التنس في التاريخ، خاصة بعد تصنيفه الأول عالمياً على مدار 238 أسبوعاً متتالياً، وب12 لقبا في البطولات الأربع الكبرى التي يملكها والتي تضم ثلاثة ألقاب لأستراليا المفتوحة وخمس بطولات ويمبلدون وأربعة بطولات أمريكا المفتوحة، بالإضافة وعلى القمة لأربع بطولات لكأس الأساتذة وغيرها. ويمتلك اللاعب السويسري رقماً قياسياً في بلوغ نهائي للبطولات الأربع الكبرى ب17 مرة منذ عام 2004، وحتى في حصوله على لقب رياضي العام تمكن فيدرر من الوصول لرقم قياسي بهذا اللقب بعد حصوله عليه للمرة الرابعة على التوالي عام 2008. ولكن رغم كل هذه الانجازات لن تجد اسم الأسطورة السوسرية ضمن أصحاب الإنجازات الأوليمبية، ما يبرره ب"الضغط العصبي الرهيب الذي تلقيه هذه البطولة في نفوس اللاعبين". ويقول فيدرر: "الأوليمبياد تجذب إهتماماً كيبراً عبر كافة أنحاء العالم، لما تضمه من عدد كبير من المنافسات، ما دفعني لأعد نفسي جيداً هذه المرة". شاهد أفضل عشر لعبات لفيدرر في السنوات الأخيرة: