ظل الأهلي على مدار أكثر من عام كامل يردد جملة واحدة محفوظة وهي "الأهلي ليس طرفا في قضية عبد ربه" حتى صدعوا رؤوسنا بهذه الجملة وأصبحنا نحفظها عن ظهر قلب، ولكن في النهاية وعندما تصالح الإسماعيلي مع ستراسبورج فوجئنا بالأهلي يخرج علينا ليؤكد أحقيته في ضم اللاعب ويشكو اللاعب للاتحادين المصري والدولي. ورغم أن عبد ربه رفض في أكثر من مناسبة الانضمام للأهلي وعبر عن هذه الرغبة بكافة الطرق سواء شفهيا أو كتابيا وكاد أن يقوم بتأليف أغنية ويغنيها بعنوان "أنا مش عايز ألعب في الأهلي"، ولكن الأهلي مازال مصرا على ضم اللاعب على عكس هواه وعكس رغبته وبالإجبار. والغريب أن الأهلي أكد أنه كان سيتنازل عن اللاعب في حال استمراره في الإسماعيلي، ولكنه عاد وتمسك بحقوقه بعدما علم بنية اللاعب في الاحتراف في أحد أندية الخليج أو أحد الأندية الأوروبية، وهو أمر غريب للغاية لأن الجميع بما فيهم مسؤولي الأهلي أنفسهم كانوا يعلمون أن اللاعب لن يبقى في الاسماعيلي وأنه سيخوض تجربة احتراف في الخارج بعدما تلقى العديد من العروض المغرية في الفترة الأخيرة. كما يجب أن يعلم مسؤولي الأهلي أن جماهير الإسماعيلي ليس لديها أدنى مشكلة في احتراف عبد ربه في أي نادي أوروبي أو حتى خليجي ولكن المشكلة لديها في انضمام اللاعب للأهلي الذي يعتبره جماهير الإسماعيلي "العدو الأول" لهم بعدما جرد الفريق من أبرز نجومه في الفترة الأخيرة وضمهم إلى صفوفه وكانوا هم سببا رئيسيا في تتويج الأهلي بالعديد من البطولات بينما تراجع مستوى الاسماعيلي بشدة. ومن المنطقي أن يتقبل جمهور الاسماعيلي رؤية عبد ربه بقميص أهلي دبي الاماراتي أو النصر السعودي ولكن من الصعب عليهم أن يروه بقميص الأهلي ويلعب أمامهم ويسجل أهدافا في مرماهم، خاصة أنه من أبناء الاسماعيلية ومن ناشئي الاسماعيلي بعكس جميع اللاعبين الذين انتقلوا للأهلي من الاسماعيلي من قبل. ويجب أن يعلم مسؤولي الأهلي والاسماعيلي أن كلا الناديين تعرض لعملية نصب "محكمة" من قبل نادي ستراسبورج الذي باع اللاعب مرتين ، مرة للأهلي ومرة للاسماعيلي، وحصل على مقابل مادي للصفقة من الناديين و"خلع" وتركهما يتصارعان معا على اللاعب. نعود مرة أخرى لموقف الأهلي والذي تقدم بشكوى ضد اللاعب وهي الشكوى التي قد تتسبب في ايقاف اللاعب لفترة طويلة وهو ما قد يؤثر بالسلب على أداء منتخب مصر في الفترة المقبلة خاصة في مشواره نحو تحقيق الحلم والتأهل لكأس العالم، وكأن مسؤولي الأهلي لا يعنيهم مطلقا مصلحة منتخب مصر ويطبقوا مقولة "الأهلي فوق الجميع". ولم يكف مسؤولي الأهلي ما يفعله جماهيرهم تجاه عصام الحضري حارس مرمى منتخب مصر وتجاه حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب وهجومهم عليهما أثناء المباريات الرسمية للمنتخب مما يؤثر بالسلب على المنتخب ويعرقل مسيرته، فقرروا هم أيضا عرقلة مسيرة المنتخب بتقديم شكوى ضد أفضل لاعبيه. وحتى لا يتم تفسير كلامي بطريقة خاطئة فأنا لا أطالب الأهلي بترك حقه "المادي" في اللاعب، ولكن كان يجب على مسؤولي الأهلي التريث في تقديم شكاوى رسمية ضد عبد ربه، وكان من الأفضل الجلوس مع مسؤولي الاسماعيلي والاتفاق معهم بصورة ودية حول بقاء عبد ربه في الاسماعيلي مقابل حصول الأهلي على خدمات أحد لاعبي الاسماعيلي مثل عمر جمال أو هاني سعيد قبل انتقاله للزمالك، أو مقابل حصول الأهلي على نصف المبلغ الذي سيباع به عبد ربه إلى أي نادي خارجي ووقتها كان سيستفيد جميع الأطراف دون أن يتعرض أي طرف للخسارة. نقطة أخيرة: لا أدري لماذا وأنا أستمع وأقرأ إلى مقولة "الأهلي ليس طرفا في قضية عبد ربه" وأن القضية بين طرفين فقط هما الإسماعيلي وستراسبورج وأن الأهلي طرف ثالث خارج القضية، أتذكر مقولة سليمان عيد في فيلم "ظرف طارق" عندما أكد أنه يحب فتاة حب من طرف تالت، ولما سأله أحمد حلمي عن طبيعة هذا الحب أخبره أن هناك فتاة تحب شاب، وهذا الشاب أيضا يحب هذه الفتاة، وعندما يلتقيان معا يذهب هو للجلوس معهما.