"البحث عن فوز ولو في مباراة" قد يكون الشعار ملائما لمنتخبات مثل النمسا أو بولندا أو سويسرا، ولكنه الشعار الذي يحمله الألمان في كأس الأمم الأوروبية 2008. ألمانيا - التي تحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة - فشلت في الفوز بأي مباراة في كأس الأمم الأوروبية في الأعوام الثماني الأخيرة. ولعبت ألمانيا ثلاث مباريات في 2000 والعدد نفسه في 2004 وانقسمت نتائجها بين الخسارة والتعادل. الألمان يدخلون البطولة بأمل الوصول إلى الدور قبل النهائي على أقل تقدير، وخاصة أنهم يلعبون في مجموعة سهلة بوجود النمسا وبولندا وكرواتيا، وتجنبوا مواجهة الكبار مثل هولنداوفرنسا وإيطاليا وإسبانيا في دور الثمانية. الماكينات تعيش أحد أفضل فتراتها في السنوات العشر الأخيرة منذ بداية ثورة التغيير التي قادها يورجن كلينسمان، ومجيء يواخيم لويف من بعده. لويف تولى تدريب ألمانيا عقب نهائيات كأس العالم 2006، وقاد الفريق ليكون أول المتأهلين للبطولة، ولعب مع الفريق 20 مباراة فاز في 15 وتعادل في ثلاث وخسر في مباراتين. ونجح المدير الفني الجديد في مواصلة الشكل الثوري للمانشافت، فأصبح يقدم كرة هجومية ممتعة بالإضافة إلى تحقيق نتائج جيدة. كما واصل الاعتماد على اللاعبين صغار السن، فكأس العالم 2006 شهد أحد أصغر المنتخبات الألمانية، ويكفي القول معدل أعمار المنتخب الألماني أصبح 25 عاما. ويرى لويف أن ألمانيا تملك فرصة كبيرة في الوصول إلى المباراة النهائية للبطولة هذا العام، وخاصة أن الفريق يملك مزيجا من اللاعبين كبار وصغار السن. كما رشحها ريموند دومينيك المدير الفني لفرنسا لمواجهة فريقه في المباراة النهائية، وهي نفس ترشيحات الخبراء والجماهير الألمانية، والتي تبدي ثقة تامة في إمكانية الوصول إلى المباراة النهائية. تاريخ الفريق تشارك ألمانيا للمرة العاشرة في تاريخها، وتملك الرقم القياسي في عدد الفوز بالبطولة برصيد ثلاث بطولات. غاب الألمان عن المشاركة في أول ثلاث نسخ لكأس الأمم في روسيا وإسبانيا وإيطاليا، ونجحت في في الفوز بالبطولة في أول مشاركة لها في بلجيكا عام 1972 بعد التغلب على روسيا في النهائي بثلاثة أهداف دون رد. وفشلت الماكينات في الحفاظ على لقبها وخسرت أمام تشيكوسلوفاكيا في نهائي 1976 بركلات الترجيح 5-3 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل بهدفين لكل منهما. وعادت ألمانيا للتتويج في عام 1980 بالتغلب على بلجيكا بهدفين مقابل هدف، وكان الوداع الحزين من الدور الأول عام 1984 في البطولة التي استضافتها فرنسا. واستضافت ألمانيا البطولة للمرة الأولى عام 1988، ولكنها ودعت البطولة من الدور قبل النهائي بعد الخسارة أمام هولندا بهدفين مقابل هدف. وخسر الألمان في نهائي 1992 أمام الدانمارك بهدفين دون رد، وكان الموعد مع البطولة الثالثة في في إنجلترا عام 1996 بأحد أسوأ المنتخبات الألمانية في التاريخ، ففازت على إنجلترا بركلات الترجيح في الدور قبل النهائي، ثم التشيك في النهائي بهدفين مقابل هدف أحرزهما أوليفر بيرهوف، وكان الثاني هو أول هدف ذهبي في تاريخ كرة القدم. وخرجت الماكينات من الدور الأول في بطولتي 2000 و2004. تكتيك الفريق يعتمد لويف على طريقة 4-4-2، بوجود ينز ليمان في حراسة المرمى، وبير ميرتازاكر ومعه هايكو فيسترمان أو كريستوف ميتزلدر أو مانويل فريدريتش، وإن كان لاعب شالكه هو الأقرب لمركز المدافع الثاني. ويملك لويف حلولا عديدة في الناحيتين اليمنى واليسرى، فيمكن أن يلعب فيليب لام في الناحية اليمنى ومعه مارسيل ينسن في الناحية اليسرى، أو اللعب بلام في الناحية اليسرى وإشراك كليمنز فريتس أو أرني فريدريتش في الناحية اليمنى. وتبدو معالم خط الوسط واضحة للمدرب الألماني بوجود مايكل بالاك كصانع ألعاب وتورستن فرينجز كوسط مدافع وباستيان شفاينشتيجر في الناحية اليمنى أو اليسرى. ويتنافس تيم بوروفسكي وتوماس هيتسليزبيرجر على المقعد الأخير في وسط الملعب، أو قد يلجأ لويف إلى إدخال لام إلى جوار فرينجز مع الاعتماد على ينسن وفريتس مدافعين على اليسار واليمين. ويتنافس ميروسلاف كلوزه وماريو جوميز وكيفن كوراني ولوكاس بودولسكي على مركزي الهجوم، وأن كانت فرصة الثنائي الأول هي الأقرب.