قبل 11 عاما، قال أحد أعظم قادة فريق الزمالك في التاريخ للمدير الفني حينها رود كرول إنه ينتظر فرصة الحصول على بطولة ليعلن اعتزاله، وبالفعل هبط من على منصة التتويج في استاد القاهرة حاملا كأسا ذهبية أنهى به مشواره مع الكرة ... ترى هل هي مصادفة؟ كان هذا القائد هو إسماعيل يوسف، وتاريخ اعتزاله هو ديسمبر 1997 بعد فوز الزمالك بكأس البطولة الأفروأسيوية على حساب بوهانج ستيلرز الكوري، والآن يعيد التاريخ نفسه بصورة شبه كربونية مع رمز آخر هو حازم إمام. وأعلن إمام أن نهائي كأس مصر مع إنبي مساء الأحد هي الأخيرة له مع الزمالك، متمنيا أن تكون ختاما لمشوار كبير مع الفريق الأبيض. ويردد إمام عباراة واحدة على كل من يسأله عن قرار الاعتزال ومباراة إنبي "أهم حاجة نكسب" ... الكأس هو شغله الشاغل. ويضيف صانع الألعاب المخضرم لFilGoal.com "أتمنى أن تكون البطولة تتويجا لمشواري كقائد للفريق بعدما ساهمت في الحصول على بطولات عديدة". ومن حق الإمبراطور رقم 14 كما تطلق عليه جماهير الزمالك أن يتمنى لحظة مشرفة تليق بتاريخه مع الزمالك، وفقا ليوسف نفسه. ويسترجع يوسف لحظة اعتزاله قائلا: "أعترف أنني كنت أنانيا بعض الشئ في اتخاذ قرار الاعتزال بعد الفوز بكأس الأفروأسيوية على الرغم من كوننا في منتصف الموسم". ولكنه أضاف لFilGoal.com "كان من حقي في ذلك الوقت أن أختار التوقيت المناسب لاعتزالي، لاسيما وأنني أخبرت كرول بذلك منذ بداية الموسم وكان مستعدا له". الإمبراطور وأوضح "بعد تاريخ طويل مع الزمالك لاعبا صغيرا ثم قائدا للفريق، أردت أن أنهي مشواري وأنا على القمة ... وهذا ما يجب أن يفعله حازم إمام أيضا". وساهم إمام في كتابة تاريخ الزمالك بشكل لا تخطئه عين. وكان إمام عضوا مؤثرا في الفريق الفائز بالدوري الممتاز ثلاث مرات مع بداية الألفية الجديدة، وهو ما يوازي أكثر من ربع عدد ألقاب الزمالك في البطولة على مدار تاريخ النادي الأبيض.
حصل الثعلب الصغير أيضا على كأس مصر وساهم في الحصول على بطولتي السوبر المحليتين اللتين فاز بهما الزمالك عام 2001 و2002. أما إفريقيا، فقد فاز إمام مع الزمالك بدوري أبطال إفريقيا عام 2002 وكأس السوبر الإفريقية في العام نفسه. ويمتلك إمام سجلا عربيا أيضا بفوزه مع بالبطولة العربية للأندية عام 2003 وكأس السوبر المصري السعودي في العام نفسه. ومع لعب دور أساسي في فوز مصر بكأس الأمم الإفريقية عام 1998، بات إمام أحد رموز الزمالك واحتفظت جماهيره بصورته ورقمه في المدرجات سواء كان يلعب أم لا. علاقة متوترة إلا أن السنوات الثلاث العجاف الماضية أصابت علاقة جماهير الزمالك بلاعبي الفريق الكبار – ومن ضمنهم إمام – بالتوتر الشديد والذي تجلى في لقاء الإسماعيلي في افتتاح الدوري الممتاز هذا الموسم. وطالبت الجماهير قائدها بالاعتزال على الرغم من نزوله بديلا قبل 15 دقيقة من المباراة التي كان الزمالك متأخرا فيها بهدف. ولوح إمام للجماهير بما يعني أنه سيغادر الفريق ولكن اعتذار جماهيري آخر أمام منزله ومحاولات زملائه المستميتة أقنعته بإكمال الموسم. وينظم آلاف من عشاق الزمالك حملة كي تكون الليلة الأخيرة للإمبراطور لائقة بما قدمه فيما تعهد آخرون من عشاق إمام برفع لافتات تطالبه بالبقاء مع الفريق. ويعلم الجميع الآن أن مباراة إنبي ستكون حتما الأخيرة لإمام مع الفريق في حال خسارة الكأس. ولكن إذا توج الزمالك بطلا .. هل لاتزال احتمالات بقاء اللاعب المخضرم مطروحة؟ لم يجب إمام هذا السؤال صراحة، مرددا عبارته الشهيرة "أهم حاجة نكسب الكأس" ... ولكن إسماعيل يوسف لا ينصح بذلك. ويقول يوسف: "الاختيار الأمثل لحازم هو الاعتزال وهو بطل للكأس، لأن لا أحد يدري هل القادم أفضل أم أسوأ". ويضيف "إسماعيل يوسف المشجع يرغب في بقاء حازم في الملعب حتى يبلغ 40 سنة، ولكن إسماعيل يوسف لاعب الكرة وقائد الزمالك السابق يرغب في أن يحصل حازم على نهاية تليق به".