تتابعت في هذه الفترة المحاولات المصرية للعودة والمنافسة على اللقب الإفريقي، وإن استمرت السيطرة الغانية في الفترة الأخيرة من السبعينات وأوائل الثمانينات على الكرة الإفريقية، في حين بدأ نجم الكاميرون في السطوع ليصبح أحد أكبر القوى الكروية في القارة. وسنحت الفرصة للنجوم السوداء لاقتناص اللقب الثاني من البطولة الإفريقية، وزيادة ألقابهم إلى ثلاثة ألقاب حينما استضافت غانا الدورة ال11 من العرس الإفريقي عام 1978. وتربعت النجوم السوداء التي لعبت بين جماهيرها على قمة المجموعة الأولى، وتلتها نيجيريا، ليتقابلا في قبل النهائي مع تونس وأوغندا على الترتيب. لتتمكن غانا بهدف من الإطاحة بنسور قرطاج، فيما تخطت أوغندا العقبة النيجيرية بهدفين مقابل هدف، حتى تتوج النجوم السوداء بالكأس على حساب أوغندا في النهائي بعد الفوز في المبارة بهدفين دون رد. العقدة المصرية إن كانت الدورة 12 من البطولة الإفريقية كانت من نصيب دول غرب القارة السمراء سواء من حيث مكان الاستضافة أو البطل التي اقتنص الكأس، إلا أن الظهور القوي لدول شمال القارة كان أحد العلامات المميزة فيها. استضافت نيجيريا البطولة التي ظهرت مصر في مجموعتها الأولى مع البلد المضيف وكوت ديفوار وتنزانيا، في حين ظهرت غانا حاملة اللقب مع الجزائر والمغرب وغينيا في المجموعة الثانية. بصعوبة تربعت مصر على قمة مجموعتها بعد الفوز على كوت ديفوار 2-1، وتنزانيا بالنتيجة ذاتها، والخسارة أمام النسور الخضراء بهدف، في حين تمكنت الجزائر من احتلال قمة المجموعة الثانية بفضل جيل اللاعبين المميزين التي ضمتهم في ذلك الوقت كالأخضر بلومي وعلي الفرجاني وصلاح أسعد وبن ميلودي ورابح ماجر، وجاءت المغرب في المركز الثاني. وبينما اكتفت النسور بهدف مبكر في شباك المغاربة لتصعد به لنهائي البطولة، كانت المباراة بين مصر والجزائر أكثر إثارة، فبعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدفين لكل منهما، تقتنص الجزائر فوزاً غالياً بركلات الترجيح 4-2. وفي منافسة مصر على المركزين الثالث والرابع تظهر فيما عرف بعد ذلك ب"عقدة شمال الإفريقي" ليخسر الفراعنة مباراتهم أمام المغرب بهدفين نظيفين، كما لم تجد نيجيريا صعوبة في حسم مواجهتها مع الجزائر بثلاثية نظيفة ليحلق النسور الخضر للمرة الأولى فوق السماء القارة.
تألق كاميروني نجوم جدد ونهائي تاريخي استمر التواجد شمال الإفريقي القوي في ليبيا 1982، لكن النجوم السوداء تحجب اللقب عنهم مجدداً. فبعد معاناة اعتلت الدولة المضيفة قمة مجموعتها عانت ليبيا التي تشارك للمرة الأولى في التصفيات من أجل تصدر مجموعتها حيث تساوت على القمة مع غانا برصيد أربع نقاط لكل منهما ، فيما جاءت الكاميرون في المركز الثالث وتونس في قاع الترتيب. وتشهد المجموعة الثانية خروج حامل اللقب من الأدوار التمهيدية للمرة الثانية، فبعد خروج غانا من البطولة السابقة، خرجت نيجيريا حاملة اللقب وإثيوبيا واعتلت الجزائر صدارة الترتيب وتبعتها زامبيا. وإن كان صعود ليبيا إلى نهائي البطولة أمراً سهلاً بعد الفوز على زامبيا 2- 1، فان الأمور كانت أصعب على النجوم السمراء في مواجهتهم للجزائر، فانتهى الوقت الأصلي بالتعادل 2-2 ، وبهدف مباغت في الوقت الإضافي نجحت غانا في الفوز باللقاء 3- 2. النهائي بين غانا وليبيا كان تاريخياً، فبعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لكل منهما، شهدت البطولة للمرة الأولى نهائي يحسم بركلات الترجيح، التي انحازت للنجوم السوداء وينتهي اللقاء بنتيجة 7-6، وعادت غانا بكأس البطولة، ومهاجمها جورج الحسن بكأس الهداف برصيج أربعة أهداف. وبدأت مصر في استعادة آداءها القوي في بطولة عام 1984 التي استضافتها كوت ديفوار، خاصة مع التشكيلة التي استعان بها المدرب الشهير عبده صالح الوحش، الذي صنع أحد أفضل أجيال الكرة المصرية. واحتل الفراعنة صدارة المجموعة الأولى بجدارة بعد فوزهم على الكاميرون بهدف، ثم أطاحوا بأصحاب الأرض بنتيجة 2-1، قبل أن يتعادلوا سلبياً مع توجو، واحتل الأهداف المصرية الثلاثة الهداف طاهر أبو زيد. تراجع غاني وصعود مصري ولم تحتكر مصر الآداء القوي في البطولة الإفريقية ال14، إذ ظهرت الجزائر في المجموعة الثانية باداء غير مسبوق لمحاربو الصحراء، وتربعوا على قمة المجموعة وتبعتها نيجيريا، في حين خرجت غانا ومالاوي بعد تقديمهما عروضاً متواضعة. وفي النهائيات لعبت مصر مع نيجيريا وتقدمت بهدفين لعماد سليمان وطاهر أبو زيد بعد مرور 38 دقيقة من اللقاء، ولكن تراخي الفراعنة مكن النسور