أتحدى أن يكون أي مشجع عربي على دراية بأسماء كافة الفرق الثمانية التي تأهلت لدور المجموعات في بطولة دوري أبطال العرب ومعرفة تقسيم هذه الفرق على المجموعتين وهو ما يعني أن البطولة باءت بالفشل الذريع في نسختها الخامسة رغم بدايتها القوية في النسخة الأولى والتي كانت تبشر بالخير. فالبطولة في نسختها الأولى شاركت بها فرق قوية وعتيدة على رأسها الأهلي والزمالك والاسماعيلي من مصر، والترجي والنجم الساحلي والصفاقسي من تونس، والهلال واتحاد جدة وأهلي جدة من السعودية، ومولودية وهران من الجزائر، والقادسية والكويت من الكويت، والهلال والمريخ من السودان. وبدأت البطولة في التراجع والانهيار شيئا فشيئا حتى وصلت الى نسختها الخامسة هذا العام والتي جاءت الأضعف والأفشل في تاريخ البطولة، واذا عقدنا مقارنة بين أسماء الفرق التي شاركت في النسخة الأخيرة مع الفرق التي شاركت في النسخة الأولى فسنجد فارقا كبيرا ورهيبا. فمن مصر مثلا شارك طلائع الجيش (رابع الدوري) والذي لا يملك أي قاعدة جماهيرية في أولى مشاركة خارجية في تاريخه ومعه المصري البورسعيدي (عاشر الدوري) والمهدد دائما بالهبوط والذي ودع البطولة من دورها الأول. ولم تشارك فرق القمة الأهلي والزمالك والاسماعيلي، وفي السعودية شارك فريقا الوحدة والشباب (ثالث ورابع الدوري) والأول فريق لا يمتلك أي خبرة للبطولات الخارجية، والثاني لا يمتلك قاعدة جماهيرية، وغابت فرق الهلال والنصر واتحاد جدة وأهلي جدة وهم (الأربعة الكبار) في السعودية فنيا وجماهيريا. ومن المغرب شارك المغرب التطواني والوداد والرجاء (أصحاب المراكز الثالث والرابع والحادي عشر الموسم الماضي) ولم يشارك فريقا القمة أوليمبك خريبكه والجيش الملكي، وحتى فريقا المجد والطليعة السوريين واللذين وصلا لدور الثمانية احتلا المركزين الثالث والرابع في الدوري السوري الموسم الماضي ولم يشارك فريقا الكرامة والاتحاد صاحبا الشعبية. ومن الكويت شارك كاظمة صاحب المركز الثاني، والعربي الذي احتل المركز قبل الأخير وكان مهددا بالهبوط، ولم يشارك الكويت حامل اللقب أو القادسية صاحب الشعبية الكبيرة، ومن تونس شاركت أندية الاتحاد المنستيري والبنزرتي (صاحبي المركزين الخامس والثاني عشر) ولم يشارك رباعي القمة النجم الساحلي والترجي والأفريقي والصفاقسي. ومازاد الطين بلة هو اقامة مباريات دوري أبطال العرب في نفس توقيت مباريات هامة جدا في الدوري المحلي للفريق المشارك في البطولة العربية، فمباراة الذهاب بين المصري والطليعة أقيمت في نفس توقيت لقاء القمة بين الأهلي والزمالك، ومباراة الاياب أقيمت في توقيت لقاء الزمالك وأسمنت السويس، ومباراة الجيش مع الأنصار أقيمت في نفس توقيت لقاء الأهلي مع الاتصالات، ومباراة الجيش مع اتحاد العاصمة اقيمت في توقيت مباراة الأهلي مع بتروجيت.
الغريب أن البطولة لم يشارك فيها سوى أربعة فرق فقط هم أبطال الدوري في بلادهم ولم يتأهل منهم لدور الثمانية سوى فريق واحد فقط أي أنها باتت بطولة دوري "فاشلي" العرب. الغريب أن البطولة المسماة بدوري أبطال العرب لم يشارك فيها سوى أربعة فرق فقط هم أبطال الدوري في بلادهم وهم وفاق سطيفالجزائري والهلال السوداني والاتحاد الليبي والوحدات الأردني، ولم يتأهل منهم لدور الثمانية سوى وفاق سطيف فقط، أي أنها باتت بطولة دوري "فاشلي" العرب وليس أبطال العرب. وجاء ابتعاد الاندية الكبرى عن المشاركة في دوري أبطال العرب بسبب كثرة المباريات التي يشاركوا فيها وكثرة السفر وهو ما يؤثر بالسلب والاجهاد على لاعبي هذه الفرق خاصة اذا كانت تشارك في بطولات قارية أهم وأقوى من البطولة العربية، ولذلك فأنه يجب على منظمي البطولة العربية تعديل نظام البطولة بحيث يقلل عدد مباريات الفرق الكبرى ويقلل عدد السفريات حتى تعود البطولة قوية كما كانت. اقتراح لاقامة بطولة عربية قوية: في رأيي أن النظام الانسب للبطولة هو اقامة دور تمهيدي بين 32 فريقا من الفرق المتوسطة والضعيفة ويتأهل منهم 16 فريقا يلعبوا مع بعضهم البعض ليتأهل منهم ثمانية فرق. وفي الدور الثالث ينضم اليهم ثمانية فرق من أندية المستوى الثاني في الوطن العربي ولتكن الفرق التي حصلت على المركز الثاني في بطولات الدوري الثمانية الأقوى عربيا وهي مصر وتونسوالجزائر والمغرب والسعودية وقطر والامارات والكويت. ثم يتم تقسيم الفرق ال16 الى أربع مجموعات يلعبوا فيما بينهم دوري من دور واحد يقام على هيئة دورة مجمعة على أرض أحد الفرق الأربعة في كل مجموعة بحسب القرعة، ويتأهل الاول والثاني من كل مجموعة للدور الرابع. وفي الدور الرابع ينضم الفرق الأبطال وهي التي حصلت على بطولات الدوري في الدول الثمانية المذكورة أعلاه ويتم تقسيمهم الى أربع مجموعات يلعبوا فيما بينهم دوري من دور واحد يقام على هيئة دورة مجمعة على أرض أحد الفرق الأربعة في كل مجموعة، ويتأ