"إنهم لا يريدوننا فى النهائى." ليس هذا تصريحا لمشجع غاضب أو لاعب منفلت الاعصاب ، و لكن صاحبه هو "السير" اليكس فيرجسون المدير الفنى لنادى مانشستر يونايتد الانجليزى منتقداً نتيجة قرعة الدور ربع النهائى لدورى أبطال أوروبا التى أوقعت فريقه فى مواجهة "المرعب الاسبانى" ريال مدريد حامل اللقب ، و الذى يبدو بالنسبة للكثير من الفرق الاوروبية أشبه بقوات "التحالف" التى تملك قدرة و رغبة شديدة فى اكتساح الخصوم دون رحمة فى أحيان كثيرة. فيرجسون اتهم الاتحاد الأوروبى لكرة القدم "اليوفا" بمحاباة الأندية الإيطالية والأسبانية – ميلان والإنتر واليوفنتوس وريال مدريد وفالنسيا وبرشلونة - بتعمد تجنيب أى منها مواجهة مع نظيره من نفس البلد ، مما يضاعف من احتمالات أن يصبح الدور قبل النهائى مواجهة إيطالية أسبانية خالصة. واعتبر فيرجسون أن تلك "المصادفة" تمهد لنتيجة واحدة هى إقصاء مانشستر من المنافسة مبكراً و حرمانه من لعب المباراة النهائية فى الثامن و العشرين من مايو القادم على أرضه ووسط جماهيره بملعب أولد ترافورد الشهير. قد يعتقد البعض أن أعراض الشيخوخة داهمت فيرجسون – 60 عاما - ، و أن نظرية المؤامرة تملكته حتى قضت على عقلانيته المعروف بها، و لكن مخاوف "شيخ مانشستر" و شكوكه لها ما يبررها على أرض الواقع. فعلى الرغم من اهتمام وسائل الاعلام باللقاء المرتقب بين ريال مدريد و مانشستر ، يجمع الخبراء على أن دورى الابطال 2003 هو صراع ايطالى - اسبانى خالص، مع فائق الاحترام لمانشستر وآياكس الهولندى "الدخيلان" الوحيدان على هذا الصراع اللاتينى الخاص الذى يشهد فى هذا الدور مواجهتين على قدر كبير من الاثارة و الاهمية ، الاولى ستكون بين اليوفنتوس و نظيره برشلونة، و الاخرى بين انترميلان و فالنسيا ، فى حين سيخوض العملاق الايطالى أى سى ميلان مواجهة صعبة امام آياكس الهولندى. وتعتبر وسائل الاعلام الاوروبية أن الدور ربع النهائى من بطولة هذا العام يمثل عودة لأيام الزمن الجميل بين هاتين المدرستين العريقتين ، حيث تحتل المنافسة الايطالية - الاسبانية مكانة خاصة فى تاريخ الكرة الاوروبية و تحديداً دورى أبطال أوروبا ، وهى منافسة تناقلت حمتها الاجيال على مدار 47 عاماً منذ إنطلاقها للمرة الاولى عام 1956، و كإنه "ثأر" بين أكبر عائلتين فى القارة لا أحد يعلم متى بدأ أول مرة و لا إلى أين سينتهى مداه. و يكفى أن "العائلة" الاسبانية حققت عشرة ألقاب من ألقاب البطولة، متقدمة بفارق بطولة واحدة عن نظيرتها الايطالية ، تاركة لبقية أندية القارة شرف "مزاحمتها" أو التفوق عليها من وقت لآخر من وقت لآخر.
هذا الموسم عادت ملامح المنافسة بين الكرتين بشكل حاد و مثير ربما لم يتوقعه أغلبية المتابعين للموسم الاوروبى ، حيث جمعت مباريات موسم 2002-2003 لدورى ابطال أوروبا الاندية الايطالية و الاسبانية فى 12 مباراة – رقم قياسى – تقاسمت فيها أندية البلدين الفوز فى خمس مباريات لكل منها ، فى حين انتهت مواجهتان بالتعادل. و يرجع توهج المنافسة بين "الاخوة الاعداء" هذا الموسم تحديدا إلى عودة الاندية الايطالية إلى ساحة المنافسة مجدداً بعد أربع سنوات عجاف لم يتأهل خلالها أى فريق إيطالى إلى المباراة النهائية ، وهى التى ظلت ضيفاً دائماً على المباراة النهائية تسع مرات خلال عشرة سنوات منذ عام 1989 و حتى عام 1998، حاصدة اللقب فى أربعة مناسبات منها عن طريق كل من فريقى ميلان و اليوفنتوس. التألق الإيطالى تمثل فى صعود ثلاثة أندية من أصل أربعة شاركت فى البطولة إلى ربع النهائى للمرة الأولى فى تاريخ مشاركة الأندية الإيطالية فى البطولة. ويرى الخبراء ووسائل الإعلام الغربية أن أى من هذه الفرق الثلاثة – ميلان وإنتر ميلان واليوفنتوس – يملك حظوظا قوية فى الفوز باللقب أو التأهل للنهائى على أقل تقدير ، وما عزز من هذه الحظوظ عدم مواجهة أى منها للآخر فى هذا الدور ، وهو ما سبب سخط فيرجسون وبهجة أدريانو جاليانى رئيس الميلان الذى صرح أنه سعيد "لعدم مواجهتنا لأى من أصدقاءنا الايطاليين فى دور الثمانية، فهناك فرصة قوية بأن نكون ممثلين بثلاثة فرق فى الدور قبل النهائى للمرة الاولى فى تاريخ البطولة". المشوار الإيطالى الناجح حتى الآن فى البطولة دفع عددا من المسئولين واللاعبين للإعراب عن تفاؤلهم بتخطى العقبة الأسبانية والفوز بالبطولة. وليس هناك دليل أبلغ على حالة التفاؤل هذه من تعليق نجم الكرة الايطالية فى السبعينات ونائب رئيس الإنتر الحالى جياتشينتو فاكيتى الذى وصف هذا الموسم الاوروبى بأنه "عودة لعصر النهضة للكرة الايطالية"، فى حين أكد جيانلوكا زامبروتا نجم وسط اليوفنتوس على هدف زملاءه النهائى هذا الموسم بقوله: "إننا لن نتنازل عن لقبى الدورى المحلى و دورى ابطال اوروبا هذا الموسم. إنها المكافأة المناسبة ل