"الغيظ" .. شعور لابد أن يصيبك مع قراءة تصريحات ستيف بروس المدير الفني لنادي برمنجام سيتي الإنجليزي ونظيره الهولندي مارتين يول مدرب نادي توتنام هوتسبر حول المحترف المصري حسام غالي. في البداية قرأنا تصريحات وردية مرحبة بغالي بعد انتقاله بثلاثة ملايين استرليني إلى برمنجام وفجأة فشلت الصفقة وعاد اللاعب إلى ناديه الأصلي توتنام. وبعدها فتح بروس النار وقال إن غالي لم يتدرب بجدية وإنه أشاع روحا سلبية داخل غرفة خلع ملابس الفريق الصاعد للدوري الإنجليزي وإنه تشاجر مع بعض من زملائه. بل أن موقعا من مواقع جماهير الفريق ذهب لتقديم تفسير يرجع رحيل غالي السريع إلى وقوع خلاف بينه والتونسيين مهدي النفطي وراضي الجعايدي في أول تدريب مع الفريق. وحتى تصريحات يول بعد عودة لاعبه مرة أخرى جاءت على طريقة "كان على عيني" مشيرا إلى أن مركز غالي يشغله حاليا لاعبان ولا يضمن مشاركة غالي في المباريات. والعجيب أن غالي ترك المدربين يطلقان التصريحات مفضلا الصمت دون أن يدافع عن نفسه دافعا الجميع للتساؤل بما فيهم محبيه في مصر .. "هل اتهامات بروس صحيحة؟" و"هل صار غالي لاعبا مغرورا إلى هذا الحد؟" و"هل يتعامل حسام باعتباره نجما يجب أن يلقى معاملة خاصة"؟.
وستكون في هذه الحالة واقعة برمنجام مجرد حلقة في سلسلة مشاغبات غالي من وجهة نظر الجمهور الإنجليزي على الأقل. وبالتالي هناك احتمالين .. أولهما أن يكون غالي مظلوما وهو الشعور الأقرب للصحة باعتبار أن لاعب الوسط المصري لا يتسم بالغرور وهو مطالب في هذه الحالة بالدفاع عن نفسه لتوضيح الصورة كاملة .. وثانيهما أن تكون هذه الوقائع صحيحة. ولو أن ما ذكره المدرب كان صحيحا فمن المؤكد أن غالي في مشكلة كبيرة تتعلق بسلوكياته كمحترف وتسيء له كلاعب صاحب جماهيرية في مصر خاصة أن واقعة خلعه قميص توتنام وإلقاءه على الأرض لا تزال في الأذهان .. صحيح أنه تعرض وقتها لضغوط كبيرة وهاجمته بعض الجماهير قبل خلع القميص لكن رد اللاعب بهذا الاسلوب لم يكن مناسبا. وستكون في هذه الحالة واقعة برمنجام مجرد حلقة في سلسلة مشاغبات غالي من وجهة نظر الجمهور الإنجليزي على الأقل. وبصورة عامة يستفيد أي لاعب في أوروبا من اللعب أساسيا مع أي فريق حتى لو كان ناديا صاعدا بصورة أفضل من الاستمرار على دكة البدلاء في ناد كبير لأن اللعب باستمرار يرفع مستوى اللاعب ويمنحه الفرصة لرفع مستواه وبالتالي رفع سعره ويسهل انتقاله لأي فريق كبير. ولذلك كانت صفقة برمنجام مفيدة لغالي قبل وقوع الخلاف بينه وإدارة الفريق وهو ما يزيد من حيرة الجميع. ومن نماذج اللاعبين الذين دخلوا في خلافات مع إدارات أنديتهم ونجحوا في إثبات كفاءتهم لاعب مثل الويلزي كرايج بيلامي –وهو مشاغب بالفطرة- الذي ترك نيوكاسل بعد خلاف مع المدير الفني جريم سونيس ليلعب بمقابل زهيد لمصلحة بلاكبرن روفرز الذي كان في ترتيب متأخر منذ موسمين فأصبح هدافا لفريقه الجديد وانتقل بعدها إلى ليفربول ولعب معه في بطولة أوروبا الموسم الماضي وساهم في إخراج برشلونة بتسجيله هدفا في كامب نو. وقبل كتابة هذا المقال وردت بعض الأنباء التي تشير إلى رغبة نادي أستون فيلا – الغريم التقليدي لبرمنجام- في ضم غالي وهي الصفقة التي قد تكون في مصلحة اللاعب إن تمت بنجاح ليدافع عن مستواه الفني في الملعب .. ولكن في كل الأحوال فإن أي صفقة لن تمنعنا من التساؤل "عزيزي غالي لماذا لا تدافع عن نفسك؟".