انتهت مباراة القمة رقم 98 بين الأهلي والزمالك بفوز الأهلي كما هو معتاد في السنوات الثلاث الأخيرة رغم أن كل الظروف التي أحاطت بالمباراة كانت مهيأة لفريق الزمالك بتحقيق الفوز أو تحقيق التعادل على أقل تقدير. لاعبو الأهلي ظهر عليهم الإجهاد والإرهاق منذ عودتهم من رحلة اليابان الشاقة ثم خوضهم لمباراة قوية كل أربعة أيام وهو ما ظهر جليا أمام حرس الحدود وإنبي ثم مباراة الزمالك أخيرا حيث لم يكن أيا من لاعبي الأهلي في مستواه البدني والذهني باستثناء الأنجولي فلافيو. وعلى الجانب الآخر كانت استعدادات الزمالك قوية خاصة بعد إقالة المدعو كاجودا وتولي محمود سعد مقاليد الأمور حيث أعاد الانضباط والالتزام للفريق الأبيض ، ولم شمل جميع اللاعبين وشهد الفريق عودة معتز إينو وإبراهيم سعيد وحازم إمام بعد فترة طويلة من الغياب لتكتمل القوة الضاربة للفريق حتى أن كرسي بدلاء الزمالك في مباراة القمة كان يضم لاعبين على أعلى مستوى. لم تكن الحالة الفنية والبدنية المتباينة للفريقين فقط هي التي تصب في مصلحة الزمالك بل جاءت العديد من الأسباب الأخرى مثل إيقاف إسلام الشاطر عن المباراة بعد طرده في مباراة إنبي ونزول أحمد صديق بدلا منه وهناك فارق كبير بين الاثنين سواء من الناحية الفنية أو ناحية الخبرة المهمة في مثل هذه المباريات ، بالإضافة إلى تعرض وائل جمعة نجم خط دفاع الفريق للإصابة أثناء المران قبل المباراة وهو ما أدى إلى إشراك أحمد السيد لأول مرة منذ ستة أشهر تقريبا كان بعيدا خلالها عن المباريات ثم إصابة محمد شوقي ماكينة خط الوسط أثناء منتصف الشوط الأول ونزول محمد صديق بدلا منه ليلعب في مركز جديد عليه بالمرة. وبالإضافة إلى افتقاد الأهلي عمليا لثلاثة من أفضل لاعبيه وهم الشاطر وجمعة وشوقي فانه افتقد نظريا لوجود نجم نجوم الفريق محمد أبو تريكة والذي لم يكن في مستواه إطلاقا ويبدو أن قرار جوزيه بمنعه من الذهاب إلى أداء فريضة الحج مع أسرته أثر كثيرا بالسلب على حالته النفسية. وبخلاف الأسباب السابقة فإن إحجام الجماهير عن الذهاب لملعب المباراة أيضا كان سببا رئيسيا في منح لاعبي الزمالك الثقة بعكس المبارايات السابقة والتي كانت جماهير الأهلي تتواجد فيها أكثر من أربعة أضعاف جماهير الزمالك.
تبديلات جوزيه أيضا كانت تصب في مصلحة الزمالك وكانت هذه المباراة من أسوأ المباريات التي أدارها فنيا الظروف تهيأت للزمالك أيضا بتسجيل هدف مبكر والتقدم على الأهلي عن طريق ركلة الجزاء التي احتسبت له في الدقيقة 11 ولكن تصدى لها عمرو زكي وسددها برعونة لينقذها الحضري رغم أن زكي ليس اللاعب رقم 1 في تسديد ركلات الجزاء في الزمالك ويأتي قبله وائل القباني وعلاء عبد الغني وجمال حمزة ولكن يبدو أن المسألة "عافية" واللي يلحق يمسك الكرة الأول يشوط! تبديلات جوزيه أيضا كانت تصب في مصلحة الزمالك وكانت هذه المباراة من أسوأ المباريات التي أدارها فنيا ، حيث دفع بأحمد السيد بدلا من وائل جمعة رغم أن محمد صديق كان الأنسب للمشاركة باعتبار أنه الأجهز لكثرة مشاركته في الفترة الاخيرة ، كما دفع جوزيه بصديق بعد ذلك في خط الوسط وهو مركز جديد عليه رغم أنه يمتلك ثلاثة لاعبين مميزين يلعبون في هذا المركز وهم حسن مصطفى وأكوتي مانساه وأحمد حسن ، ثم قام جوزيه بعد ذلك باستبدال صديق نفسه ليخسر تبديلين في تبديل واحد. وإذا كانت جميع الظروف السابقة قد أتيحت لفريق الزمالك ورغم ذلك لم ينجح في تحقيق الفوز أو حتى إدراك التعادل على أقل تقدير ، فإنني أتساءل متى سيستطيع الزمالك أن يحقق الفوز على الأهلي؟ فالزمالك خلال آخر 8 مباريات مع الأهلي خسر في 7 منها وتعادل مرة واحدة فقط ، وكأن فوز الزمالك على الأهلي قد أصبح من رابع المستحيلات ، والغريب أن الزمالك لم يحقق الفوز على الأهلي منذ رحيل التوأم حسن منذ ثلاث سنوات. فوز الأهلي على الزمالك رفع رصيده من عدد المباريات المتتالية بدون هزيمة في الدوري المصري إلى 70 مباراة متتالية ، وهو رقم قياسي مصري رائع ويحتل الأهلي المركز الرابع عالميا من حيث عدم الهزيمة محليا بعد أسيك الايفواري برصيد 108 مباراة وستاوا بوخارست الروماني ب 104 مباراة ثم الترجي التونسي ب 85 مباراة. الغريب والطريف في مباراة القمة الاخيرة أنه رغم فوز الأهلي على الزمالك 2-1 إلا أن جماهير الأهلي خرجت حزينة من المباراة كما أن جماهير الزمالك خرجت سعيدة وهي ظاهرة خطيرة على الكرة المصرية ، فجماهير الأهلي أصبح لا يرضيها مجرد الفوز على الزمالك بل هي تتمنى وتأمل أن تحقق الفوز بعدد كبير ووافر من الأهداف ، كما أن جماهير الزمالك أصبحت لا تأمل أن يفوز فريقها على الأهلي أو حتى يتعادل معه ولكن كل ما يهمها ألا يخسر بعدد كبير من الأهداف وتخرج المباراة بفضيحة ، وحكاية أن جماهير الزمالك سعيدة بأداء فريقها غير مقبول إطلاقا ، وقد يكون ذلك مقبولا مثلما حدث في م