لم يكن رفض حسني عبد ربه الانصياع إلى تعليمات مدربه مارك فوتا أثناء الشوط الثاني من مباراة الإسماعيلي وأهلي البرج في دوري أبطال العرب راجعا إلى الغرور ، ولكن الدولي المصري كان لديه سببا مقنعا للغاية. "مش قادر يا كابتن" ، هكذا رد عبد ربه على مدربه حينما طلب منه الأخير التقدم خلف رأسي الحربة في محاولة لإحراز هدف الافتتاح في مرمى الفريق الجزائري ، بحسب تصريحات المدرب المساعد أشرف خضر لصحيفة المصري اليوم. نظرة سريعة على جدول عبد ربه في الأسبوع الثالث من نوفمبر كافية لتفسير حالة الإرهاق غيرالعادية التي ضربت نجم الإسماعيلي الأول والتي جعلته يجاهد من أجل مجرد الوفاء بواجبات مركزه في تلك المباراة المصيرية لفريقه في البطولة. فعبد ربه ، مع كل لاعبي الإسماعيلي الأساسيين ، لعبوا ثلاثة مباريات رسمية في أقل من ثمانية أيام ، وهو رقم أعلى من المعدل الطبيعي للاعب الكرة في العالم بأسره. بدأت رحلة الإسماعيلي الشاقة إلى الجزائر في أقصى غرب القارة الأفريقية لمواجهة أهلي البرج في يوم 19 نوفمبر قبل أن يعود الفريق لمواجهة أسمنت السويس في الدوري ويفوز بهدف نظيف لعبد ربه نفسه في الدقيقة الأخيرة من المباراة ، ثم صدام ثان مع الأهلي في مباراة العودة يوم 26 والذي انتهى بخروج حزين للإسماعيلي بركلات الترجيح. وقال خضر بعد المباراة : "الكل وقف ضد الإسماعيلي حتى يخرج من هذه البطولة ، واتهامنا لاتحاد الكرة بأنه المتسبب الأول في توديع الفريق لدوري أبطال العرب هو واقع يعرفه الجميع ، لأن من غير المعقول أن نلعب ثلاث مباريات في غضون أسبوع واحد". وتعكس تصريحات خضر الرأي العام السائد في مدينة الإسماعيلية التي يؤمن قاطنوها بأن أندية العاصمة ، خاصة الأهلي ، تحظى باهتمام ورعاية مبالغ فيها من جانب مسئولي الاتحاد المصري للكرة ، عكس الإسماعيلي الذي يعد المنافس الأول للفريق الأحمر خارج القاهرة. واستفاد الأهلي من تأجيل أربعة لقاءات في الدوري المصري أثناء مشواره الناجح نحو الاحتفاظ باللقب الأفريقي للمرة الثانية على التوالي كما سيتم تأجيل مباريات أخرى للفريق بسبب سفره لليابان لتمثيل القارة السمراء في كأس العالم للأندية. إلا أن الإسماعيلي واجه رفضا قاطعا من الاتحاد المصري لطلبه بتأجيل مباراة أسمنت السويس في الدوري في محاولة لاتباع النمط نفسه باعتباره ممثلا لمصر في دوري أبطال العرب. ويقول خالد شبانة على منتديات FilGoal.com إن اتحاد الكرة يعامل الإسماعيلي وكأنه ناد غير مصري "بل أنه لو كان أجنبي بالفعل ، كان سيحظى بمعاملة أفضل".
لماذا لا تحب بورسعيد الأهلي؟ وأضاف شبانة البالغ من العمر 40 عاما : "إذا كان الأهلي يلعب في هذه البطولة ، ما كانت ستصبح بطولة الديكودر ولكنها ستتحول إلى أفضل بطولة في هذا العصر". ويشارك شبانة في وجهة النظر هذه معظم أهالي الإسماعيلية وجيرانهم في بورسعيد والسويس الذي يؤمنون بأن المسئولين المصريين منحازين دائما لصالح النادي العاصمي الأقوى. ولا تخفي المحافظات الثلاث مشاعرها العدائية تجاه الأهلي ، الذي يعد رئيسه ومعظم أعضاء مجلس إدارته من الشخصيات البارزة في عالم السياسة والاقتصاد في مصر. وحملت جماهير المدن الثلاث لافتات مضادة للأهلي قبل مباراة الفريق أمام الصفاقسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا ، كما ارتدوا قمصان الفريق التونسي وحملوا أعلامه في مباريات الدوري المصري. كما يبدو مشهد التقاء أعلام الفرق التي تمثل هذه المدن في مدرجات الزمالك البيضاء أثناء لقاء القمة أمرا معتادا ، باعتبار أن الفريق الأبيض هو المنافس الأقوى للأهلي. ولكن اتحاد الكرة نفى أي شبهة تحيز للنادي الأهلي وأكد أن تأجيل مبارياته كان نابعا من أهمية البطولة التي يشارك فيها. وقال مدحت شلبي الناطق الرسمي باسم الاتحاد في تصريحات تلفزيونية : "دوري أبطال أفريقيا بطولة معترف بها دوليا وتؤهل إلى كأس العالم للأندية لذا كان من الضروري مساندة الأهلي في مشواره". وتابع شلبي : "أما دوري أبطال العرب فهي بطولة أقرب إلى الودية ولا تؤهل حاملها إلى أي بطولة في مستوى أعلى". إلا أن هذا الرد تحديدا كان دليلا دامغا ، من وجهة نظر مسئولي الإسماعيلي ، على تحيز الاتحاد المصري. وقال إبراهيم عاشور نائب رئيس النادي الإسماعيلي إن فريقه عندما كان يلعب نهائي دوري أبطال أفريقيا في عام 2003 وطلب تأجيل مباراته في الدوري فيما بين مباراتي الذهاب والإياب ، قوبل طلبه أيضا بالرفض "فخسر الإسماعيلي من إنيمبا وخرجنا صفر اليدين من البطولة". وإذا كان عاشور قد استخدم تعبير الانحياز ، فإن هناك من استخدموا كلمات أكثر قسوة للتعبير عن غضبهم من معاملة فريقهم من قبل المسئولين في العاصمة إذ وصف نجم الإسماعي