قرعة صعبة .. قرعة قاسية .. أو حتى ظالمة .. هذه هي الأوصاف التي قد تتناسب مع فرص المنتخبات الأفريقية في التأهل إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم. والمتفرج المصري لا يملك في العادة سوى تشجيع الفرق الأفريقية بعد خروج منتخب مصر كالعادة من التصفيات بسبب التعاطف معهم باعتبارهم "جيرانا" ، أو أملا في تقديم عروض قوية تشجع الاتحاد الأفريقي (الكاف) على المطالبة بالمزيد من المقاعد لدول القارة في المونديال المقبل. وبالنسبة لنتيجة القرعة كنا نضع أمالا كبيرة على منتخبي كوت ديفوار وغانا باعتبارهما الفريقين الأقوى من بين خماسي أفريقيا في المونديال على أمل تحقيقهم نتائج جيدة كما فعلت الكاميرون والسنغال من قبل. ولكن حظ أفريقيا العاثر أوقع الأفيال مع الأرجنتين وهولندا وصربيا ، وألقى بالنجوم السوداء مع إيطاليا والتشيك والولايات المتحدة ، وهما أقوى مجموعتان في المونديال. وتحتاج كوت ديفوار مثلا إلى الفوز على راقصي التانجو أو الطواحين الهولندية للتأهل إلى دور الستة عشر ، بالإضافة للتغلب على صربيا التي سيصبح التخلص منها هدفا لكل فرق المجموعة الثالثة ، أما غانا فهي مطالبة بالفوز على فريقين من بين إيطاليا المرشحة دائما للقب ، والتشيك التي تعيش أفضل فتراتها حاليا ، ومنتخب أمريكا أقوى منتخبات منطقة الكونكاكاف حاليا.
ولكن حظ أفريقيا العاثر أوقع الأفيال مع الأرجنتين وهولندا وصربيا ، وألقى بالنجوم السوداء مع إيطاليا والتشيك والولايات المتحدة ، وهما أقوى مجموعتان في المونديال. أما المنتخبات الأفريقية الأضعف فقد وقعت في مجموعات أسهل كثيرا ولا يمكن توقع هوية متصدرها مبكرا ، فتلعب توجو في المجموعة السابعة مع فرنسا وسويسرا وكوريا الجنوبية ، وإذا اعتبرنا أن الديوك هم أصحاب الفرصة الأكبر للصدارة فلا يمكن اعتبار السويسريين والكوريين منافسين أقوياء في بطولة عالمية مثل مونديال كأس العالم. ولو وقعت كوت ديفوار في المجموعة الرابعة بدلا من أنجولا مثلا لكانت تملك فرصا كبيرة للتأهل على حساب المكسيك وإيران والبرتغال. أما المنتخب العربي التونسي فمازال حظه السعيد ملازما له في المونديال كما حدث في كأس الأمم الأفريقية ، وإن كان تأهله من المجموعة الثامنة سيكون مشروطا بالفوز على شقيقه السعودي وتخطي أندريه شيفتشينكو ورفاقه الأوكرانيين أو تحقيق نتيجة جيدة مع إسبانيا. وفي النهاية فقد عودنا المونديال على مفاجآته السارة أحيانا والمؤسفة أحيانا أخرى ومن يدري ربما "يضع سره في أضعف خلقه" وتصبح توجو أول دولة أفريقية تتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم بعد فوزها على إيطاليا مثلا .. من يدري؟ .. مجرد سؤال : هل ربنا بيحبنا أن فشلنا في التأهل للمونديال .. وماذا كنا سنفعل إذا وقعنا بدلا من كوت ديفوار في المجوعة الثالثة مع الأرجنتين وهولندا وصربيا.