ثقافة النسر.. شجاعة المحللين.. شماتة الفاشلين.. ادخل العالم السيء الذي يكرهه مورينيو

لا يترك جوزيه مورينيو فرصة إلا ودخل في صدام مع حكم أو مدرب أو لاعب أو حتى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم. هذه فلسفته التي تعتمد على خلق عدو ليبعد المدفع عن لاعبيه.
مورينيو أوضح فلسفته الخاصة في تصريحات سابقة "أحيانا أطلق تصريحات عدائية، هذا ليس جيدا بالنسبة لمن هم خارج النادي، يرونا غير جيدين. هذا في الكثير من الأحيان يجعل اللاعبون يتوحدون حولك، الفريق ضد الجميع".
لكن هل يخسر مورينيو حب الجميع بسبب تصريحاته التي يهاجم بها الكل، فهو يرى الآن الشماتة من الكثيرين بسبب تعثر تشيلسي وموقعه في جدول الدوري؟
يرى مورينيو – بالرغم من عدائه للجميع – أنه يعيش في عالمه وحيدا بعيدا عن آخر سيء لا يعجبه ولا يمتلك فيه أصدقاء. يكشف عنه في حواره مع صحيفة "دايلي ميل".
بالعودة إلى السبعينات، السير مات بابسي الذي حقق إنجازات كبيرة مع مانشستر يونايتد لم يكسرها إلا أليكس فيرجسون كتب في سيرته الذاتية: "من الممكن أن تفوز بشيء اليوم بدون الحب، ولكن في النهاية لن تحصل على شيء".
كان بابسي يشبه مورينيو كثيرا في التعامل مع خصومه، ولكنه في النهاية قدم نصيحة قد يكون وصل إليها بعدما خسر علاقات جيدة أثناء فترة عمله.
يرد مورينيو "أجد الكثير من المودة أكثر مما أتخيل، أشعر بها من اللاعبين ومن العديد من الناس في الشارع، أشعر بأنني حالة غريبة لأن عالمي هو كرة القدم. هذه هي الوظيفة التي طالما كنت أريد العمل بها، أحب عملي".
"أعيش في عالم مختلف، أنا وحيد في العالم الحديث لكرة القدم".
"أؤدي عملي، فأنا لست سياسيا أو مسؤول علاقات عامة. لا أهتم بالطريقة التي يراني بها الناس، لا أهتم تماما. أنا مجرد ما عليه الآن".
"عندما أحقق شيئا عظيما يكون الأمر وكأن لم يحدث شيء، عندما أمر بلحظات إخفاق أدفع ثمن ذلك. فأنا لا امتلك العديد من الأصدقاء في مجالنا".
ثقافة النسر
حسنا، ماذا تغير في عالم كرة القدم الذي يحبه مورينيو؟

البداية في 2004 مع تشيلسي كانت مختلفة كثيرا عما وصل إليه الحال في 2015، ولا نتحدث هنا عن النتائج فقط.
هل يدفع مورينيو الآن ثمن كل صدام دخل فيه بعد أن تراجع تشيلسي؟
يجيب الاستثنائي "هناك ثقافة جديدة في كرة القدم، لا أعرف إذا كان ما سأقوله هو الكلمة الأنسب من اللغة الإنجليزية. ولكني أسميها (النسر)".
"النسر عندما يشعر أن هناك فريسة يبدأ في الدوران حولها استعدادا للانقضاض. أنا لم أفعل ذلك من قبل".
"فعندما كنت بدون عمل لمدة 6 أو 7 أشهر في 2007 لم أكن أذهب إلى مباريات كرة القدم ولم أطلق أي تصريحات عنها. لم أذهب إلى ملاعب الفرق التي تعاني من نتائج متراجعة. كنت هادئا وانتظر، ولكن اليوم توجد ثقافة النسر".
"أصبحت أدرك هذه الثقافة جيدا الآن. هي لم تكن موجودة في إنجلترا قديما، ولكن الآن يوجد المحللون فهم يمتلكون وظيفة جديدة أصبحت مهمة الآن وغيرت من الثقافة كثيرا".
"بعض المحللين يتحلون بالشجاعة. لأنك يجب أن تكون شجاعا لانتقاد مدرب يمتلك تاريخي. لأن ببساطة شخص مثلي يستطيع أن يقول (اخرس، انت لم تفز بشيء في تاريخك)".
"لكنني لن أفعل ذلك. سأستمر في العمل حتى تأتي النتائج الجيدة".
شجاعة المحللين
إذا تحدثنا عن المحللين، فمورينيو كان يقصد جاري نيفيل وجيمي كاريجير. ولكن هناك العدو الدائم في أرسنال. أرسين فينجر.
يقول مورينيو: "بالتأكيد، من حقي أن أمر بموسم سيء. فهناك من مر بموسم واحد جيد من أصل 20. لا يوجد شيء احتاج إلى إثباته".
"الحقيقة أنني لم أخسر هذا العدد من المباريات في 3 أشهر. هذا غريب، ولكنها تجربة جديدة".

"اعتقد أن مسيرتي لم تكن عادية، لم تكن عادية لأنني فزت كثيرا وبشكل متتالي. هذا غير عادي".
"ما حدث لي الآن بعد 15 عاما كان يجب أن يحدث مبكرا أكثر، خلال 15 عاما مر موسم واحد دون أن أفوز بلقب وهذا غير عادي. فزت ب22 لقبا وهذا كثيرا جدا جدا".
"تعلمت أن أكون سعيدا بسبب سعادة الآخرين. ولكنني أكرر هي لحظة ولن تستمر طويلا".
"لا اعتقد أن المدربين يجب أن يتقدموا باستقالتهم فقط لأنهم بدأوا الموسم بشكل سيء. عليك أن تكون قويا أكثر وشجاعا وتثق في إمكاناتك".
"مالكو الأندية والإدارات هم من يمتلكون القوة. ولذلك يجب أن يتمتع المدربون بالثقة في إمكاناتهم لتجاوز النتائج السلبية، فهذه هي رسالتي".
رودجرز VS كلوب
في ليفربول، من الواضح أن براندن رودجرز لم يتعلم من مورينيو كثيرا في الفترة التي عمل خلالها مساعدا للاستثنائي. فرحل وجاء يورجن كلوب.
لم يمتلك رودجرز القوة التي يتحلى بها مورينيو وقبلها الدعم من رومان إبراموفيتش مالك تشيلسي. وكانت التضحية لصالح كلوب وهو من يشبه الاستثنائي أكثر.
مورينيو يشرح كيف يستقبل شبيهه الألماني:
"أشعر بالأسف من أجل شخص فقد وظيفته، ومن المؤسف أكثر أن من يعمل في كرة القدم سعيد بهذا".
"لا أتحدث عن يورجن كلوب، فأنا أتمتع بعلاقة جيدة معه ولن يغير ذلك شيئا. أنا أتحدث عن الظروف التي جعلت رودجرز يفقد وظيفته، لا أحب أن الناس كانت سعيدة بقوم مدرب جديد، لا أحب أن يقول لاعب أننا سنثبت أنفسنا للمدرب الجديد. اثبت ذلك لرودجرز".
"أكره ذلك. لقد أصبح هذا جزء من العالم الذي نعيش فيه والذي يتغير للأسوأ".