تاريخ الأمم ذاكرتها ومن ليس له ماضي، فليس له حاضر ولا مستقبل. قد يتجادل مشجعي كرة القدم على هوية النادي الأكثر جماهيرية أو صاحب الكرة الأجمل، لكن الأرقام دائما هي اللغة الأصدق والتي تحسم كل جدال. ما هي عدد بطولات كل نادي مصري؟ كيف تحتسب بطولة الدوري لأي لاعب أو مدرب؟ أسئلة قد تبدو ساذجة لكنها ذات قيمة كبيرة حين لا تجد لها إجابة. فاز الزمالك بلقب الدوري في الموسم الماضي مع 4 مدربين مختلفين، بداية بحسام حسن، مرورا بجيمي باتشيكو ومحمد صلاح، وصولا إلى جيسوالدو فيريرا. على مستوى اللاعبين لم يختلف الأمر، فرضا العزب لم يشترك في أي مباراة رغم أن اسمه متواجدا في قائمة الزمالك. محمد عبد المجيد ومحمد خليفة لم يلعبا إلا في المباراة الاحتفالية الأخيرة، والأهم من ذلك هو مؤمن زكريا الذي لعب الدور الأول مع الفريق الأبيض وأحرز أهدافا مؤثرة، قبل أن ينتقل إلى الغريم الأهلي ويلعب معه الدور الثاني من المسابقة. هل احتسبت البطولة لهؤلاء اللاعبين؟ ولمن احتسبت البطولة بين المدربين الذين تولوا قيادة الزمالك في البطولة؟ قواعد الدوري الإنجليزي وحالة صلاح. في الدوري الإنجليزي أثيرت قضية شروط احتساب بطولة الدوري لأحد اللاعبين عندما توج تشيلسي بطلا في الموسم الماضي وكان النجم المصري محمد صلاح قد خرج معارا لروما بعد أن شارك في 3 مباريات فقط مع البلوز في الدور الأول. قوانين الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم كانت تنص على أن اللاعب عليه أن يشترك في 10 مباريات على الأقل لكي يحتسب له اللقب، وفي الموسم قبل الماضي تغيرت اللوائح وباتت 5 مباريات فقط كافية لتسجيل اسمك بين المتوجين بهذا الشرف. محمد صلاح لم يلعب سوى 3 مباريات لكن قائمة تشيلسي بين جهاز فني وإداري وطبي ولاعبين كانت صغيرة في حين أن النادي المتوج يحصل على 40 ميدالية، ولذلك فقد قرر جوزيه مورينيو منح صلاح إحدى الميداليات. الدوري المصري هكذا تسير الأمور في إنجلترا وبالدخول على موقع الاتحاد الإنجليزي يمكنك سريعا الإطلاع على لوائح البطولة. ماذا عن تاريخ الطولات المصري والأندية؟ الاتحاد المصري لكرة القدم تأسس عام 1921 وبدأت بطولة كأس مصر في نفس العام، لكن قبل بداية الدوري العام في 1948 كان الاتحاد المصري ينظم بطولات أخرى مثل دوريات المناطق في القاهرة ومنطقة القناة وكأس السلطان حسين.. هل أن تلك البطولات معترفا به من قبل الاتحاد المصري؟ هل لدينا قوانين خاصة لتنظم كيفية احتساب لقب الدوري للاعبين والمدربين؟ بعد معاناة للدخول على موقع الاتحاد المصري كللت بالنجاح، لم نجد تلك الشروط أو التاريخ، وهكذا قررنا توجيه السؤال لمجلس الإدارة. جمال علام رئيس الاتحاد المصري رد على سؤال FilGoal.com قائلا: "لا علاقة لنا بمثل هذه الأمور، نحن غير مسؤولين سوى عن نظام احتساب النقاط في المباريات، والنظام الذي نستخدمه على أجهزة الكمبيوتر في الاتحاد لا يدون سوى انتقالات اللاعبين بين الأندية". الأمر ليس سهلا كما يظن البعض، الأهلي يملك 7 كؤوس سلطان و5 دوريات منطقة القاهرة، أما الزمالك فيملك بطولتي كأس السلطان و11 بطولة دوري منطقة القاهرة. ولا يتوقف الوضع عند ذلك، فنادي المصري الذي لم يفز في العصر الحديث سوى ببطولتي كأس مصر عام 1998 وكأس الاتحاد المصري التنشيطية عام 1992 سيكون هو ثالث أكثر الأندية المصرية تتويجا بالبطولات حال احتسبت له 17 بطولة دوري منطقة قناة و3 بطولات كأس السلطان. مباراة ودية تأريخ البطولات في مصر واحتسابها للفائزين بها أمرا هاما، لكننا لا يمكن أن نهتم به في وقت يتفاجأ فيه الاتحاد المصري لكرة القدم بأنه سيلاقي المنتخب السنغالي الأوليمبي وليس المنتخب الأول كما كان يظن قبل المباراة بأقل من 24 ساعة فيقرر الانسحاب. وإلى أن يتغير هذا الحال في مصر، فلا لوم على مشجعين يدخلان في جدال بينهما لا يتواجد سوى في مصر عن صاحب عدد البطولات الأكثر بين فريقيهما.