رفضنا كل فرصة ممكنة.. كان الجميع رحيما بنا، لكن منتخب مصر أصر على الفشل في التصفيات المرشحة لكأس أمم إفريقيا 2015، وخسر من تونس بهدفين مقابل هدف. في البداية خسرنا مباراتين، الأولى خارج ديارنا أمام السنغال، والثانية على ملعبنا ووسط جماهيرنا أمام تونس. كان الطبيعي أن تنتهي الآمال، لكن وجود بوتسوانا – الفريق الوحيد الذي فزنا عليه – مع انتصار تونس على السنغال منحنا هدية، أمل جديد. لكننا أبدعنا في إهدار هذا الأمل وخسرنا عن جدارة أمام السنغال.. وبات مصيرنا مرتبطا بأقدام 4 منتخبات. تلك المنتخبات لم تقتل أملنا، بل تركت الأمر بأقدامنا، شرط أن نفوز على تونس بفارق هدفين. الجميل أن منتخب تونس ظهر سيئا للغاية في الشوط الأول من مباراتنا معه، وسجل محمد صلاح هدفا مصريا يجعلنا على بعد ضربة واحدة من الوصول برغم التصفيات البائسة للفراعنة. هل استغل منتخب مصر تلك الفرصة؟ أيضا لا.. قدم شوطا رديئا في النصف الثاني وترك تونس تفوز بهدفين سجلهما ياسين الشيخاوي ووهبي خازري. هكذا، منتخب مصر يغيب عن كأس أمم إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي، في هاتريك فشل كبير لصاحب أكبر عدد من الكؤوس في دولابه بين فرق القارة السمراء كلها. الغياب قد يعني رحيل الجهاز الفني بقيادة شوقي غريب، لكن هناك جبهة تدعم المدرب الوطني وتطالب بمنحه فرصة حتى 2018 كونه كان في مرحلة بناء فريق، كما ظهر في مباريات التصفيات. مصر التائهة وضح أن غريب لازال غير مستقر على حلول، وذلك وهو يختار التشكيل الأساسي للفراعنة أمام تونس. فرغم أن عماد متعب كان خيار غريب كمهاجم أساسي طوال لقاء السنغال، خرج من التشكيل أمام تونس ودخل في مكانه خالد قمر. عرفة السيد كان البديل الأول في حسابات غريب كمهاجم، لكنه أمام تونس خرج من قائمة الفراعنة كلها. محمود تريزيجيه كان الورقة التي تباها غريب بتقديمها أمام السنغال، غاب عن حساباته أساسيا واحتياطيا في مباراة تونس، التي شهدت مشاركة مؤمن زكريا الذي لم يكن موجودا أمام السنغال. أفضل شوط التشكيل أمام تونس ضم أحمد فتحي في الوسط ليحتل مكان المصاب إبراهيم صلاح، ولعب بجوار حسام غالي الذي شارك على حساب محمود "تريزيجيه" وعلى حساب عمرو السولية. قدم منتخب مصر أفضل شوط له أمام تونس في بداية المباراة، غالي يمرر جيدا، فتحي يسترجع الكرات، النني يربط خط الوسط، صلاح يتحرك خلف خطوط المنافس، قمر لا دور واضح له. وسجل منتخب مصر سريعا عن طريق كرة طولية ضربت دفاع تونس المتقدم، وجاء الهدف بإتقان من محمد صلاح. وكان بإمكان منتخب مصر أن يسجل ثانيا، لكنه لم يستطع فعل ذلك.. واكتفى بإنهاء الشوط الأول بالتقدم. منطقيا كان منتخب مصر قريبا من حلمه، يحتاج لهدف واحد.. يحتاج لتدعيم وسطه واللعب بهدوء. لكن منتخب تونس استعاد توازنه بعدما دخل ستيفان ناطر إلى أرض الملعب، ليهيمن على كل شيء. حسام غالي ارتكب خطأ لا يتناسب مع مردوده الجيد طوال اللقاء، إذ مرر إلى الخلف كرة وصلت لهجوم تونس الذي سجل منها في مرمى الحضري المصاب بوضوح في ساقه. خرج غالي ودخل مؤمن زكريا، لم يفلح في تغيير الأوضاع.. خرج وليد سليمان المتحامل على إصابته ودخل أحمد حمودي، لكن لم تتغير الأوضاع أيضا. دخل متعب قبل نهاية اللقاء بربع ساعة في مكان خالد قمر، ولم يظهر أي تحسن للفراعنة. حتى جاءت رصاصة تونس من ركلة حرة رائعة سكنت مرمى الحضري. شاهد أهداف المباراة