مر عام على خسارة منتخب مصر التاريخية من غانا 6-1، ورحل بعدها بوب برادلي وجهازه دون أن يعرف أحد ماذا وكيف حدث ذلك؟ زكي عبد الفتاح يجيب على هذه الأسئلة. يحمل الكثيرون عبد الفتاح مسؤولية فضيحة الخسارة التاريخية من غانا في كوماسي 6-1، على اعتبار أنه كان الرجل الأقرب للأمريكي بوب برادلي المدير الفني السابق لمنتخب مصر. فبرادلي جاء إلى مصر بصحبة عبد الفتاح مدرب حراس المرمى الذي كان يعمل معه أثناء فترة قيادته لمنتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتحدث الرجل الذي يستقر حاليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية لFilGoal.com عن كواليس مباراة غانا، وفترة عمل برادلي في مصر بشكل عام. - بدأت فترة عملك بالاعتماد على أحمد الشناوي، وأنهيتها بشريف إكرامي.. لماذا؟ كان يهمني أن يلعب الشناوي على حساب عصام الحضري في أول فترتي مع المنتخب، ولذلك شاهدنا الشناوي يحرس عرين الفريق في ودية البرازيل وجلس له الحضري بديلا. الشناوي بحق هو أفضل حارس مرمى في مصر، ولكن التدريبات كانت أخر همه في هذه الفترة، ثم انتقل للزمالك ولم يلعب. أما إكرامي فتطور كثيرا في فترة عملنا، تدرب معي لمدة 3 أسابيع متواصلة في معسكر للمنتخب وخرجت بعدها لأصرح أن مصر ستشاهد إكرامي مختلفا مع المنتخب والأهلي، وهذا بالفعل ما حدث. - ولكن حتى الآن إكرامي متهم بأنه أدعى الإصابة للهروب من فضيحة غانا إكرامي تعرض فعلا للإصابة في الركبة في مباراة غانا، ولا أعرف كيف يمكن أن تدخل الصحافة في نوايا اللاعبين. - هذا بالنسبة لإكرامي.. ماذا بشأن الآخرين، هل تخاذل بعض اللاعبين؟ لا أظن أن بعض اللاعبين تخاذلوا أمام غانا، فهذه المجموعة ممتازة بحق وكانوا على قدر الثقة.. ولكن يجب ألا ننسى أننا اعتمدنا على تسعة لاعبين في التصفيات لا يتعد عمرهم 21 عاما هم نجوم الفريق الآن. - إذا، لماذا لم يظهر اللاعبون بالصورة التي ظهروا عليها في المرحلة الأولى من التصفيات؟
مباراة غانا هي أسوأ ذكرى في حياتي، حتى الآن لازلت أقوم من نومي بسبب كوابيس هذه المباراة. اللاعبون سافروا إلى غانا وهم يحملون هم الانقسام السياسي في مصر، وهو ما زاد الضغط عليهم، كانوا يأملون في تحقيق فوز ينهي هذه الحالة، وطبعا الضغط السياسي مع ضغط أننا لم نصل المونديال منذ 1990 كان له تأثيره على الصورة التي ظهر بها الفريق. هذا الضغط رأيناه في خسارة البرازيل على أرضها في كأس العالم من ألمانيا بسباعية، وقبلها إسبانيا من هولندا بخماسية. - هل حاول برادلي التعامل مع هذا الضغط خلال المباراة؟ برادلي كان على ثقة في أننا قادرون على تجاوز تقدم غانا المبكر، وحتى بين الشوطين عندما كانت النتيجة 3-1 اجتمع باللاعبين وطالبهم بالهدوء، وأخبرهم أن النتيجة ليست كبيرة والتعويض ممكن في القاهرة. - وماذا قال لهم عقب المباراة؟ اجتمع برادلي باللاعبين وأخبرهم أنه يرفض الاستقالة، فهو كان يعرف الظروف الصعبة التي تنتظره في مصر منذ بداية عمله ولو كان من النوعية التي تفضل الهروب لفعلها من أول يوم له في القاهرة، فقط طالبهم بالفوز في مباراة الإياب. - ولكن هل الضغط وحده سببا للخسارة بستة أهداف؟ أنا رجل مؤمن بالله، ولكن لا استبعد أيضا أن يكون الغانيون استخدموا السحر الأسود، لما لا؟ الفريق كان في حالة غريبة.. وعندما جاء منتخب غانا إلى القاهرة رفضوا أن يستقلوا الحافلة التي خصصناها لهم وهذا غريب أيضا، ولكن في النهاية كل شيء بيد الله. في النهاية أرى أن سبب الهزيمة الإعداد السيئ للمنتخب، فاتحاد الكرة لم ينفذ أي طلب لنا بخوض مباراة ودية قبل السفر لغانا، وحسبي الله ونعم الوكيل في كل من ظلمنا. - في النهاية، هل برادلي نادم على التدريب في مصر؟ لا أبدا، فهو حتى الآن يشاهد مباريات منتخب مصر، واتصل بي عقب مباراة بوتسوانا ليقدم لي التهنئة. ولا يجب أن ننسى أن برادلي كان قريبا جدا من اللاعبين ويمتلك فضلا في احتراف العديد من لاعبي هذا الجيل، فهو كان محل ثقة من مسؤولي الأندية الأوروبية قبل قرار التعاقد.