أقر فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الإسباني بأنه يخطط لتقليص عدد فرق الناشئين من أجل تخفيض النفقات، مما أثار المخاوف بشأن ضياع مواهب الميرينجي. واجتمع بيريز مؤخرا بأعضاء النادي الملكي، وأفصح عن رغبته في دمج الفريق الثاني (كاستيا) بالفريق الثالث، والاكتفاء بفريق واحد على مستوى الناشئين بدلا من الفرق العديدة الموزعة على مراحل سنية مختلفة. وأشار بيريز الى أن القرار سيحقق استفادة اقتصادية وفنية، حيث سيتم تقليص حجم الميزانية الخاصة بالناشئين، كما أنه سيتم "فلترة" تلك الفرق واختيار أفضل العناصر المتاحة لوضعها في فريقين فقط، أحدهما للشباب والآخر للناشئين. وحقق فريق (كاستيا)، الذي يلعب حاليا في الدرجة الثالثة، نتائجا سيئة في الموسم الجاري وما قبله، بينما تتفوق المراحل السنية الأقل من حيث النتائج على الصعيدين المحلي والدولي، لذا فإن القرار سيعجّل بصعود البراعم الصغار الموهوبين الى (كاستيا) بدلا من انتظار وقت طويل. وتقدر القيمة المادية المخصصة لفرق الناشئين بريال مدريد ب20 مليون يورو سنويا فقط من ميزانية إجمالية بلغت 540 مليون يورو في الموسم الماضي. وأثار الاقتراح انتقادات واسعة بين أنصار الميرينجي من المتخوفين من إهدار مواهب النادي، وتعللوا بأن فرق الناشئين لا تستنزف موارد النادي، بل ترضى بأقل نصيب في الميزانية، لذا لا تشكل أي عبء مادي وبرر المعارضون موقفهم بما قام به الفريق الغريم أتلتيكو مدريد مطلع التسعينيات حين قام بتقليص فرق الناشئين والاستغناء عن عدد كبير منهم، مما سمح بانتقال راؤول جونزاليس الى ريال ليصبح فيما بعد أسطورة البلانكو، وأحد أشهر هدافيه التاريخيين وبين أفضل لاعبي العالم، ليعض أتلتيكو أصابع الندم لاحقا. كما يظهر تخوف من عدم الانسجام وتفاوت الخبرات داخل فريق واحد يضم أعمارا سنية مختلفة بين 15 و20 عاما. ومنذ عام 2000 تساهل ريال مدريد في ترك عدد كبير من ناشئيه ليتألقوا في أندية أخرى، في الوقت الذي يعتمد فيه المنافس اللدود برشلونة باستمرار على إمدادات مدرسة "لاماسيا" للمواهب. ويبرز من بين الناشئين الذين فرط بهم الريال سابقا: خوان ماتا (فالنسيا)، روبن دي لا ريد (خيتافي)، دييجو لوبيز (فياريال)، روبرتو سولدادو (أوساسونا)، البارو نجريدو (إشبيلية)، واضطر لإستعادة البعض مثل دي لا ريد ولوبيز، فيما حاول شراء سولدادو ونجريدو بمبالغ كبيرة. ومن بين أبناء النادي الملكي الذين تربوا داخله لم يتألق مع الفريق الأول سوى عدد محدود يحصى على أصابع اليد، مثل إيكر كاسياس وجوتي، حيث تفضل إدارة النادي في العقود الاخيرة سياسة الشراء الجاهز لنجوم الصفوة في العالم.