انتهت انتخابات الزمالك في صورة حضارية وبدون أي مشاكل بتنصيب المستشار مرتضى منصور رئيسا للنادي في مفاجأة للكثير من المتابعين للأحداث الرياضية في مصر الذين كانوا يتوقعون أن يحافظ الدكتور كمال درويش على منصبه. نجاح المستشار مرتضى لم يكن مفاجأة في نظري بل كنت أتوقعه من خلال قربي من الأحداث داخل نادي الزمالك في الفترة الأخيرة ، ولم أكن أتوقعه فقط بل كنت أتمناه أيضا لأن مرتضى في رأيي هو الرجل المناسب للزمالك في الوقت الحالي ، وان كنت لم أظهر ذلك علانية من خلال كتاباتي السابقة حرصا على اتخاذ موقف حيادي من جميع الأطراف وعدم التأثير على الرأي العام لاختيار الأفضل في رأي أعضاء الزمالك. تفوق مرتضى جاء أكثر ليس بسبب أنه الأفضل ، ولكن لأنه الأفضل من درويش وخاصة بعد تراجع أسهم درويش بشدة في الفترة الأخيرة ووصول فريق الكرة على يديه الى مستوى هزيل جدا ، فدرويش لم يكن ذكيا على الاطلاق ، ورغم ان الفريق عاش تحت قيادته ثلاث سنوات ونصف رائعة وحقق خلالها 11 بطولة بالتمام والكمال ، فإنه في الشهور الستة الأخيرة تعرض للعديد من الكبوات التي أثرت على صورة درويش خاصة وأن الناس دائما ما تتأثر بالفترة الأخيرة وتنسى الفترات السابقة ، وليس أدل على ذلك من اكتساح حسن حمدي لانتخابات الأهلي الأخيرة بسبب فريق الكرة الذي حقق انتصارات رهيبة في الأشهر الستة الأخيرة رغم أنه مر بأربع سنوات مظلمة تناساها الجميع وتذكروا الوضع الحالي فقط. أخطاء درويش بدأت بالتخلي عن حسام وابراهيم حسن اللذين أثر رحيلهم كثيرا بالسلب على الفريق والذين تألقوا بشدة بعد ذلك مع المصري ، ثم التفريط في بشير التابعي أفضل مدافع في الفريق والذي تألق في الدوري التركي وأثيرت أقاويل كثيرة عن انتقاله للأهلي ، ثم انتقال الشاطر للأهلي في ضربة قاصمة لمجلس ادارة الزمالك ، ثم بيع أمير عزمي بمبلغ زهيد جدا في وقت يحتاجه فيه الزمالك بشدة ارضاء لوالده ، وأخيرا هروب شيكابالا واحترافه في باوك اليوناني "بمباركة الفيفا" رغما عن الزمالك بسبب قصور في اجراءات عقود اللاعبين مثل ثغرة الشاطر. ورغم كل هذه الغيابات ورحيل عدد كبير من اللاعبين الا أن الزمالك لم يتعاقد مع لاعبين جيدين بل تعاقد مع أنصاف لاعبين أمثال أحمد بكري وحسام زينهم ومارك مبوا والأخير تحديدا كان مثار جدلا كبيرا حيث جاء للزمالك بمبلغ 170 ألف دولار وثارت شائعات كثيرة عن وجود عمولات وسمسرة في صفقته ، ورغم انها لم تثبت رسميا فإن المستوى الذي ظهر به هذا اللاعب يجعلنا نقترب من تصديق تلك الشائعات ، فمستواه لا يؤهله للحصول على ربع هذا المبلغ ، ولم تكن هذه هي المرة الأولى بل تكررت منذ عامين في صفقة الثنائي الغاني ابراهيم باو وبابا أركو الذين حصلوا على مبالغ ضخمة من النادي تتعدى 200 ألف دولار ولم يلعبا مع الزمالك أي مباراة رسمية.
"تفوق مرتضى جاء أكثر ليس بسبب أنه الأفضل ، ولكن لأنه الأفضل من درويش وخاصة بعد تراجع أسهم درويش بشدة في الفترة الأخيرة ووصول فريق الكرة على يديه الى مستوى هزيل جدا ، فدرويش لم يكن ذكيا على الاطلاق". كمال درويش كان سلبيا في الفترة الأخيرة الى أقصى درجة ولم يقدم أى شىء مفيد للزمالك فكان عقابه أن تخلى عنه جمهور الزمالك واعطى أصواته لمرتضى. واذا أتينا الى الجانب الآخر وهي المميزات التي وجدها أعضاء الزمالك في مرتضى فقرروا انتخابه فيأتي أهمها في أن مرتضى يمثل عنصر القوة حيث يمتلك الجرأة ، ويرى جمهور الزمالك أن مرتضى سيستطيع أن يقف بقوة وحزم في وجه كل من يعادي الزمالك سواء اتحاد الكرة أو لجنة الحكام أو وسائل الاعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية والتي يهاجم بعضها الزمالك بصورة مبالغ فيها ، اما العنصر الثاني فيأتي في شخصية مرتضى نفسه ، فهو رجل لا يبحث عن المادة مطلقا بل شخصيته "تحمل كاريزما" مميزة وهو محب الشهرة والزهو بالذات "وهي ميزة وليست عيبا" ، وبالتالي فإن خدمة الزمالك ووضعه على الطريق الصحيح سيحقق له ما يريده وايضا سيحقق لجماهير الزمالك ما تريده. أما أغرب الاراء التي سمعتها من أحد أعضاء النادي المساندين لمرتضى أن نجاح مرتضى في مصلحة النادي ، لأن نجاح درويش سيضع النادي في مشاكل لأربع سنوات قادمة لأن مرتضى سيقوم برفع دعاوي قضائية للتشكيك في نزاهة الانتخابات بل والتشكيك في نزاهة كمال درويش نفسه وبالتالي سيستمر النادي في مرحلة انعدام توازن ، اما نجاح مرتضى فسيمنح النادي الاستقرار المنشود ويغلق باب القضايا والمشاكل ، ورغم انه رأي غريب جدا فإنه يستحق الاحترام ويحمل شيئا من الصحة. في النهاية أقول إن أهم ما حدث في انتخابات الزمالك هو نجاح الدكتور اسماعيل سليم في منصب النائب ، فالدكتور اسماعيل يعشق الزمالك ويعمل دائما من أجله في صمت ونجاحه سيساهم بشكل فعال في نهضة النادي ، وقد رفع الدكتور اسماعيل شعار "عودة زمن الزمالك الجميل" ، وبالفعل كلنا نتمنى ذلك يا دكتور. كلمة أخيرة "بدون تعليق" : من أغرب المواقف التي حدثت في انتخابات الزمالك وقوف مدرب كبير في