في كولومبيا، لم يقترب أحد من شعبية شاكيرا سوى اسم واحد فقط هو.. جيمس رودريجيز، لأنه سبق راداميل فالكاو وانضم لريال مدريد قبله. طوال الموسمين الماضيين، كان فالكاو الاسم الكولومبي المرتبط بريال مدريد، وفي النهاية خطف منه جيمس رودريجيز الأسبقية. نجم موناكو لم يكن معروفا بالدرجة الكافية قبل كأس العالم، كان فالكاو هو المعروف أكثر من النادي الفرنسي.. ومن منتخب كولومبيا أيضا. كأس العالم غير كل شيء. رودريجيز هداف المونديال بستة أهداف رغم خروج كولومبيا من ربع النهائي، وواحد منهم اختير الأفضل في البطولة وتفوق على هدف روبن فان بيرسي في إسبانيا. هو لا يسجل فقط، فرودريجيز صنع هدفين في المونديال.. ليعيد هيبة الرقم 10 الذي كان يحمله كارلوس فالديراما. "في كولومبيا، ظلوا لسنوات يبحثون عن فالديراما الجديد، والآن وجدوه" .. فالديراما عن رودريجيز بعد المونديال. لهذا انتقل رودريجيز لريال مدريد قبل فالكاو، خاصة بعدما أعلن أكثر من مرة عن أنه حلم حياته. "اللعب لريال مدريد حلم حياتي، سيكون من الشرف اللعب بجوار كل هؤلاء النجوم هناك، ولو حصل ذلك سأستمتع إلى أقصى الحدود" .. رودريجيز لماركا قبل الانضمام لريال مدريد. لكن ماذا فعل ليحقق حلمه؟ ولد رودريجيز في مدينة كوكوتا الكولومبية عام 1991، للأب ويلسون رودريجز الذي كان لاعب كرة قدم سابق تزامل مع الحارس المجنون رينيه هيجيتا في صفوف الناشئين، إلا أن الأب ظل لاعبا مغمورا في النهاية. أسماه والده جيمس، تيمنا بشخصية رجل المخابرات الإنجليزي في هوليود "جيمس بوند". ظهر حبه للكرة من صغره، وبدأ مشواره الاحترافي معها في 2006 مع فريق إينفيجادو في دوري الدرجة الثانية. "هذا الفتى يلعب كل مباراة، وكأنها الأخيرة له في حياته" .. أرماندو كالديرون مدرب أكاديمية توليمينيزي التي لعب فيها رودريجيز قبل الاحتراف. لم يستمر سوى عامين، وفي 2008، انتقل رودريجيز إلى الأرجنتين.. حيث انضم إلى فريق بانفيلد في سن ال17 عاما. فتى الأرجنتين الأول وشارك لأول مرة مع فريقه في مباراة رسمية في فبراير 2009، وسجل هدفه الأول في الأرجنتين في مباراة أخرى بنفس الشهر. وأصبح رودريجيز وقتها أصغر لاعب أجنبي يسجل في الدوري الأرجنتيني. ولكن إنجازه الأكبر مع بانفيلد كان تسجيله هدفا في مرمى نيولز أولد بويز في الفوز 2-1، ليقود فريقه للتتويج بالدوري لأول مرة في تاريخه. وقتها أتيجت لرودريجيز أول فرصة حقيقية للعب في أوروبا، عندما قدم أودينيزي عرضا لبانفيلد بقيمة خمسة ملايين يورو، ولكن النادي الأرجنتيني رفضه.
لم يتمكن الإحباط من رودريجيز، واصل طريقه.. وأسمته الجماهير "جيمس بوند" بانفيلد. "جيمس يرفض الخسارة، حتى في البلاي ستيشن" .. بيلار ريوبيو والدة رودريجيز. سجل رودريجيز التهديفي الرائع في كوبا ليبرتادوريس مع بانفيلد، فتح أعين أكثر في أوروبا عليه. وبحسب تقرير صدر بعد مونديال 2014، رفض مانشستر يونايتد توصيات كشافيه بالتعاقد مع رودريجيز في 2010، وفضل عليه المهاجم البرتغالي بيبي. وبالفعل في 2010، ظفر بورتو المتخصص في اكتشاف هذا النوع من المواهب برودريجيز، ووضع شرطا جزائيا في تعاقده بلغ 30 مليون يورو. أهلا أوروبا ذهب رودريجيز إلى بورتو ليزامل مواطنيه فالكاو وفريدي جوارين. في موسمه الأول مع بورتو سجل ستة أهداف وصنع ثمانية آخرين، ليرفع بورتو قيمة الشرط الجزائي إلى 45 مليون يورو. وفي موسمه الثاني، سجل رودريجيز 14 هدفا وصنع 11 آخرين، ليتوج بجائزة أفضل لاعب في البرتغال، ليصبح ثاني لاعب كولومبي يحقق هذا الإنجاز بعد راداميل فالكاو. في البرتغال كانوا يقولون أن رودريجيز يحظى بدعم الأشباح، الذي يحتفلون بتسجيله الأهداف. وانتشر فيديو لهدفه في مرمى باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا 2013، حيث ظهر شخص غريب في المدرجات يحتفل بهدفه. الحلم يقترب في مايو 2013، أعلن موناكو ضم رودريجيز من بورتو مقابل 45 مليون يورو، ليعود من جديد للعب مع فالكاو. ولكن رودريجيز في موناكو، كان أفضل لاعب في الموسم الماضي، وأفضل صانع للأهداف في الدوري الفرنسي. في أبريل 2014، نشر رودريجيز صورته مع كريستيانو رونالدو على حسابه على إنستجرام. لم تكن صورة لاعبين، ولكنها كانت صورة لمشجع مع نجمه المفضل كتب عليها "هو ظاهرة في كرة القدم". "كرة القدم تحتاج إلى لاعبين بهذه الشخصيات في مثل هذه البطولات".. أوسكار تاباريز مدرب أوروجواي بعدما سجل رودريجيز هدفي الفوز في كأس العالم. قبل كأس العالم، كان الكولومبيون يهددون اللاعب المغمور سونير إرتيك مدافع فريق مونتس أور أزيجريس الذييلعب في الدرجة الثالثة في فرنسا بالقتل، بعدما تسبب في إصابة فالكاو بقطع في الرباط الصليبي. كانوا يعتقدون أن كولومبيا ضاعت في المونديال بدون فالكاو، ولكن في النهاية ظهر رودريجيز. "رودريجيز دائم التطور والنضح، فهو يمتلك رؤية رائعة في الملعب" خوسيه بيكرمان مدرب كولومبيا