أشدت من قبل في هذا المكان بموهبة وأخلاق نجم الأهلي محمد أبو تريكة ، وظللت أحترمه وأتحدث عنه بإعجاب في كل مناسبة ، ولكن هذا الاحترام والإعجاب ولى على ما يبدو إلى غير رجعة مع الدقيقة 93 من مباراة حرس الحدود والأهلي ، عندما ارتضى هذا اللاعب أن يلجأ إلى الغش كوسيلة لتحقيق الفوز في مباراة كهذه! عفوا إذا كنت قاسيا في حكمي على اللاعب ، وأعرف تماما أنني دخلت "عش" الدبابير ، أو أقصد "مهاويس" التعصب الأحمر والأبيض ، ولكن كل ما أعرفه هو أنه ما من أجل هذا خلقت الرياضة ، ولا من أجل هذا نشاهد لعبة كرة القدم ، ولا من أجل الكذب والنفاق وإخفاء الحقيقة صنعت الأقلام. بداية ، لا خلاف في أن الأهلي قدم في مباراة الحدود واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق هذا الموسم رغم أنه ظل متعادلا طوال فتراتها ، ولا جدال في أنه كان الفريق الأحق بالفوز بفضل روح لاعبيه وإصرارهم ، فضلا عن الخطة الدفاعية السخيفة التي لعب بها حلمي طولان المباراة ، رغم أنه يعلم جيدا أن فريقه "مش الطيران" لكي يفعل هذا ، ولكنه يملك الإمكانيات الفنية والبدنية والتكتيكية التي تؤهله للفوز على أي فريق كبير. ولكنني بصراحة أعرف جيدا نقطة ضعف الكرة المصرية ، وهي أنها ارتضت أن تكون كرة "أهلي وزمالك" وبس ، وهذا ما دفعني إلى مخاطبة زملائي أعضاء فريق العمل في موقع Filgoal.com مازحا بلهجة المعلقين الرياضيين في الدقيقة 88 ونحن نتابع المباراة على شاشات التليفزيون قائلا ومتسائلا : "هل ينجح الحدود في خطف هدف الفوز من هجمة مرتدة؟ أم يحتسب الحكم ركلة جزاء الإنقاذ التقليدية التي اشتهر بها الأهلي والزمالك على مر تاريخهما"؟ ولم تكد تمضي دقائق قليلة حتى انطلق الأهلي في هجمة مرتدة سريعة ومنظمة ، وكشف لاعبو الحدود مصيدة التسلل على عماد متعب ، وتلقى متعب تمريرة وهو في وضع التسلل ، ولكنه مررها أو "فوتها" إلى أبو تريكة المنطلق من الخلف للأمام ، وفور تسلمه الكرة وهو منطلق في طريقه إلى مرمى أحمد فوزي ، أسقط نفسه على الأرض بعنف على طريقة "الأستاذ الدكتور المعلم" طارق السعيد ، رغم أنه قادرا على الانفراد بالمرمى وإحراز هدف "شريف" و"محترم" ، وانطلق الحكم محمد فاروق المثير للجدل دائما بسعادة بالغة إلى داخل منطقة جزاء الحدود مطلقا صفارته البغيضة معلنا احتساب ركلة جزاء ظالمة تماما لطالما احتسب مثلها عشرات الحكام المصريين للفريقين الكبيرين من أجل إرضاء الجماهير الحمراء والبيضاء ومن يكتبون لصالح الفريقين المدللين دائما! والمثير في الأمر أن ركلة الجزاء ليست ظالمة فحسب وإنما تحمل الكثير من أبعاد الظلم بل والتربص ، فالكرة منذ البداية تسلل على متعب ، ثم أن أبو تريكة لم يسقط بفعل أي عرقلة ، وهو ما أظهرته الإعادة التليفزيونية بمنتهى الوضوح ، فضلا عن أن السقوط حدث خارج منطقة الجزاء بوضوح شديد أيضا!!
"أقول لأبو تريكة : اعتذر فورا عما فعلت ، ولو شاهدك مسئول بالفيفا لاتهمك بالغش والخداع وبانتهاك شعار "اللعب النظيف" ، اعتذر عن هذه الفعلة واعترف صراحة بأنك أسقطت نفسك خارج المنطقة عامدا متعمدا"! كل هذا أصابني بالصدمة في واقع الأمر ، ليس من الحكم فقط ، ولكن لأن لاعبا كبيرا ، أو كنت أظنه كذلك ، ارتكب جرما لو فعله أي لاعب في الدوري الإنجليزي لتحقيق الفوز لما رحمه أحد ، ولفضحته الصحف الإنجليزية و"جرسته" ليل نهار ، ولاضطرته ولدفعته دفعا إلى تقديم اعتذار علني إلى الجماهير كلها ، ولعاقبه اتحاد الكرة الإنجليزي بالغرامة والإيقاف!! وما أصابني بالغثيان أيضا هو التعليق الذي أدلى بها عبد العزيز عبد الشافي "زيزو" عبر قناة النيل للأخبار بعد المباراة على اللعبة ، عندما تعمد تجاهل الحديث عن صحة ركلة الجزاء ، واكتفى بالقول إن ركلة الجزاء عكست روح الإصرار لدى لاعبي الأهلي!! وللأسف هذه ليست المرة الأولى التي يخشى فيها زيزو قول رأي يخالف انتماءه للنادي الذي لعب له ، في تعليقه على مباريات الأهلي ، رغم أنه يفترض أنه شاهد اللعبة أكثر من عشر مرات! لست من مشجعي الحدود طبعا ، ولا أجامل الأهلي ولا الزمالك لأنهم بصراحة مش ناقصين مجاملة و"الجمايل مغرقاهم هما الاتنين" ، ولا أبتغي من هذا القول سوى إرضاء ضميري ، رغم علمي بما ينتظرني ممن لا يرون إلا ما يريدون أن يرونه فقط ، ولكن كل ما أريده الآن هو أن أتوجه بكلمة إلى أبو تريكة ، سأوجهها إليه هو شخصيا ، لأنني أعرف تماما أن إدارة ناديه لن تمسه بسوء وستدافع عنه وتحميه ، تماما مثلما فعلت إدارة الزمالك مع "أصابع" عبد الحليم علي ومع "جزمة" جمال حمزة! أقول لأبو تريكة : اعتذر فورا عما فعلت ، ولو شاهدك مسئول بالفيفا لاتهمك بالغش والخداع وبانتهاك شعار "اللعب النظيف" ، اعتذر عن هذه الفعلة واعترف صراحة بأنك أسقطت نفسك خارج المنطقة عامدا متعمدا! افعلها الآن مهما كانت العواقب ، لأنك لو لم تفعلها على الفور ، فلن يكون هناك فارق بينك وبين مارادونا الذي بدأ المسألة بإحراز هدف بيده وانتهى بإدمان الكوكايين! يا سادة .. الأخل