الفريق الذي نتحدث عنه هو الأهلي.. المنافس واحد هو حرس الحدود.. لكن في مرة كانت النتيجة فوز عسكري كاسح بثلاثية نظيفة، وفي الأخرى كان النصر حليفا للشياطين الحمر.. فما الفارق بين الحالتين؟ طبعا مدرب الشياطين الحمر خسر البدري معركة الحدود بثلاثة أهداف نظيفة، ثم رحل ليخلفه محمد يوسف.. الرجل الذي فاز على الحرس بهدفين لهدف في مباراة انتهت بهدف قاتل سجله سعد سمير للشياطين في اللحظات الأخيرة. ويقدم FilGoal.com الأرقام والإحصائيات التي توضح بين كيفية تعامل يوسف مع الحرس لقيادة الأهلي نحو الفوز، مقارنة بما فعله البدري أمام الخصم نفسه في مباراة تنته بفوز الحدود 3-0. دعونا أولا نتحدث عن المباراة الأولى التي قادها البدري، وخسرها الأهلي بثلاثية نظيفة. 3-0 توضح تلك المباراة أن الأهلي مع البدري أمام حرس الحدود كان معتمدا في هجماته على تقدم ظهيري الجنب جدا. وهذه الإحصائية توضح أنه في المباراة التي فاز بها الحدود 3-0، أرسل شديد قناوي عشر كرات عرضية، وهو معدل يؤكد التعليمات الصريحة للظهير الأيسر بالمشاركة في الهجمات. كذلك كان لأحمد شديد قناوي محاولة على مرمى الحدود في المباراة نفسها، وهي للتذكير مجددا، التي انتهت لصالح الفريق العسكري 3-0. هذا الاسلوب الهجومي للبدري جعل المباراة مفتوحة، وجعل الاستحواذ متبادلا بين الطرفين. أو على الأقل، استحواذ الأهلي لم يكن بالقدر الكافي للتحكم في مصير المباراة.. شاهدوا هذه الإحصائية من مباراة ال3-0 ولا تنسوها.. ملاحظة: أكبر فترة استحوذ فيها الأهلي على الكرة، كان بفارق 20 لمسة عن الحدود. حسنا الاعتماد على شديد قناوي في الهجوم من مركز الظهير الأيسر، مع عدم استحواذ الأهلي على الكرة بالقدر الكافي.. منح الحدود ثغرة في الفريق الأحمر لم يحسن البدري تغطيتها. في مباراة ال3-0 لعب الحدود خلف قناوي تحديدا، ومن بعده شريف عبد الفضيل. لعب الحدود بهجمات سريعة على الجناحين بعيدا عن عمق الأهلي، وكان أبرز دليل على ذلك، أن قلبي دفاع الأهلي في المباراة محمد نجيب ووائل جمعة استرجعا الكرات من الخصم بمعدل ضعيف جدا. وائل جمعة استرجع الكرة من الخصم 6 مرات فقط! ومحمد نجيب لم يكن أفضل حالا بكثير إذ قطع الكرة 8 مرات. وبالمناسبة، اعتماد البدري على الظهيرين في الهجوم، لم يكن فقط في مباراة الحدود بل هو اسلوب لعب محبب لدى الرجل الذي رحل لتدريب أهلي طرابلس. والدليل على ذلك أخر مباراة له مع الأهلي ضد سموحة، وهذه الإحصائية تعكس أن ظهيري الجنب في الفريق الأحمر لم يكونا من أصحاب الأدوار الدفاعية الكبيرة. لاحظوا أن سيد معوض الظهير الأيسر استرجع الكرة 10 مرات فقط، وشريف عبد الفضيل 11 مرة. نسخة يوسف دعونا الآن ننتقل إلى أهلي محمد يوسف. ويوسف مختلف في الاسلوب عن البدري. يوسف اختار أمام حرس الحدود المزيد من الأمان الدفاعي، وذلك عن طريق منح تعليمات واضحة لظهيري الجنب بعدم التقدم كثيرا. أغلق يوسف الجناحين، اختار أن يضع الكثافة العددية على الجانبين وليس في العمق كما اعتاد البدري. لعب شديد قناوي ومعه وليد سليمان يسارا، وأحمد شكري مع مانجا يمينا. هذه الطريقة جعلت الظهيران شديد ومانجا أصحاب نزعة دفاعية ودور والتزامات كبيرة، وهو ما يظهر في معدل استرجاعهما للكرات. مانجا استرجع الكرة من الخصم 16 مرة مع تعليمات محمد يوسف بعدم التقدم كثيرا للظهير الأيمن، وقناوي فعل الأمر نفسه يسارا وقطع الكرة من المنافس 17 مرة. كذلك هذا الانغلاق جعل الحدود يحاول الهجوم من العمق، لكن في وجود ثبات لقناوي ومانجا لم يجد جمعة وسعد سمير أي صعوبة في استرجاع الكرات من الخصم. جمعة الذي استرجع الكرة من الخصم 6 مرات فقط في مباراة ال3-0 ، ارتفع معدله مع خطة يوسف إلى 16 مرة. والاسلوب الذي اتبعه يوسف كان ناجحا دفاعيا، لكنه في المقابل شهد انخفاضا في مساهمات الظهيرين الهجومية. إذ أن شديد قناوي الذي أرسل 10 عرضيات في خطة البدري، انخفض معدله إلى 3 كرات عرضية فقط أمام الحدود بتعليمات محمد يوسف. لكن ما اعتمد عليه يوسف، أن الأهلي أكثر نظاما وصلادة بهذه التعلميات.. وهو ما جعل الفريق أنجح في الاستحواذ على الكرة من نسخة البدري أمام حرس الحدود. إذن لتلخيص ما سبق، نسخة البدري أمام الحدود كانت هجومية غير منظمة دفاعيا.. والعكس صحيح مع يوسف. لكل خطة فوائدها، ولما فعله يوسف حسناته التي جعلته يقتنص انتصاره الثاني على التوالي، فهل يستمر الرجل في دخول المباريات بحسابات صحيحة؟ شارك برأيك.