تحليل بالفيديو.. "الاستحواذ السلبي" يقضي على حلم الأهلي في التعادل

في ظل ظروف جوية سيئة يكون التنفس بشكل طبيعي حلما لشخص يجلس على مقعد وثير في المقصورة الرئيسية لإستاد باماكو فما بالك باللاعبين، وفي ظل هذه الأجواء خسر الأهلي مباراة الذهاب في دور ال 16 بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة أمام ستاد مالي ليصبح الفريق في موقف حرج قبل مباراة العودة بعد أسبوعين.
سيناريو المباراة
دخل مانويل جوزيه المباراة متحفظا بالإعتماد على 3-4-1-2 بوجود وائل جمعة كمدافع ثالث متوسط بين محمد نجيب وأحمد السيد فيما تكفل حسام عاشور ومحمد شوقي بتأمين عمق الملعب ولعب محمد بركات وشديد قناوي كجناحين بمهام هجومية ودفاعية بينما إحتل وليد سليمان مركز صانع الألعاب خلف جدو ودومينيك.
فيما دخل رزاق لاعب المقاولون الشهير في الثمانينات ومدرب إستاد مالي بطريقة 4-2-2-2 واضحة بدون تعقيدات حيث لع0ب بوراما كوليبالي وموسي ديابكو كظهيري جنب بينهما موسي كوليبالي وجساما بكاري كقلبي دفاع ولعب لامينا دياوارا وشريف دومبيا كإرتكازين في وسط الملعب وإحتل عمر كيتا ومحمد كوماري جناحا الفريق فيما لعب اداما ديارا وعمر سيدي بيه كرأسي حربة.
تكتيك ستاد مالي الشبيه جدا بفريق حرس الحدود المصري جعل اللعب سجالا بين الفريقين حيث لم يظهر من يصنع اللعب من عمق الملعب للفريق المالي مع إعتماده على أجنحة هجومية بدون وجود قلب لوسط الملعب.
في المقابل حاول وليد سليمان لعب هذا الدور في الأهلي من العمق وهنا كانت المشكلة فإمكانيات وقدرات سليمان تظهر من خلال الأجنحة وليس من خلال عمق الملعب حيث يستطيع بسهولة المرور من ظهير الفريق المنافس إعتمادا على قدراته في المراوغة ووضع جسده بشكل صحيح أمام الخصم.

تنفيذ مثالي لتكتيك 3-4-3 بمشتقاته قام به لاعبو الأهلي على مدار 90 دقيقة من حيث الإنتشار فوجدنا دائما بركات أو شديد قناوي مساندا للهجمات ولكن لم يستطع طرفا الأهلي إرسال كرة عرضية واحدة مؤثرة علي رؤوس زملائهم.
أستطيع أن أتفهم أن يلعب وائل جمعة كمساك ثالث أو ليبرو على إعتبار أن سرعته لن تؤهله لدخول سباقات مع لاعبي الفريق المالي ولكن بعد إصابته وخروجه ودخول شريف عبدالفضيل بديلا له لماذا لم ينتقل إلي مركز المساك على أن يعود نجيب لمركز الليبرو وهو المركز الذي كان يلعب فيه إبان لعبه لفريق الشرطة.
لم أتوقع أن يلعب تريكة في الشوط الثاني مبكرا خاصة بعد التغيير الإضطراري لجمعه في بداية اللقاء ولكن جوزيه فاجأ الجميع وأشرك ساحر الأهلاوية بديلا لوليد سليمان والذي قام بالتسديدة الوحيدة الخطيرة للأهلي بين القائمين والعارضة.
دخول تريكة أعطي الأهلي ما كان يفتقده في عمق الملعب وبدأ في توزيع الكرات على زملاؤه ولكن لم يتحول هذا الإستحواذ والذي أعتبره سلبيا إلي تطوير هجومي بإنهاء الهجمة بتسديدة او بكرة عرضية أو بلعبة فنية توضح خطورة الأهلي.
شاهد توضيح بالفيديو
إنحصرت خطورة الفريق المصري في هجمة مرتدة على الأطراف خاصة وراء ديابكو المتقدم هجوميا بطبعه.
خروج اداما ديارا وعمر سيدي بيه رأسي حربة الفريق ودخول سيسوكو وسليماني كانت تغييرات كلاسيكية فيما كان دخول ابوبكر كوني صانع اللعب بديلا لشريف دومبيا صانع اللعب هو التغيير الوحيد في الفريقين الذي يغير من شكل الفريق.

إعتمد الفريق المالي هجوميا في النصف الثاني من الشوط الثاني على اللعب بأربعة مهاجمين الاطراف كيتا وكوماري ورأسي الحربة سيسوكو وسليماني على أمل ضغط لاعبي الأهلي في نصف ملعبه ولكن إستخلاص لاعبي الأهلي للكرة وإيصالها لخط الوسط بقيادة تريكة جعل الأمر جيدا في شكله ولكنه لم يكن ليشكل أيه خطورة خاصة وأن عمق الأهلي المكون من عاشور وشوقي كان مساندا فقط لتريكة في عملية توزيع اللعب بدون إبداع هجومي.

لا أعرف لماذا تذكرت حسام غالي والذي كان قادرا في كرة واحدة أن يقوم بالتقدم إلي خط الوسط متبادلا مكانه مع شوقي مثلا ليشكل خطرا على عمق دفاع الملعب المالي السيء تماما.
رأيت كما هائلا من المناقشات حول من يتحمل مسئولية الهدف مع إن المسئولية تقع على إكرامي مائة بالمائة ولكن خالجني شعور قوي أن اللعبة تسلل وهو أمر يحتاج لكاميرا جانبية تكشف موقع أحمد السيد بالنسبة لموقع لامينا دياورا محرز الهدف.
للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك