باماكو خاص للأهرام: خسر الأهلي بهدف مقابل لا شيء في الدقيقة الأخيرة لمباراته أمام استاد مالي التي أقيمت أمس علي ملعب26 مارس بالعاصمة باماكو في ذهاب دور ال16 لدوري أبطال إفريقيا لكرة القدم, وسجل هدف استاد مالي أبوبكر كونيه. كانت المباراة متوسطة المستوي, وتحمل أفضلية نسبية للأهلي, الذي لاحت له أكثر من فرصة لاسيما في الشوط الثاني عن طريق دومينيك ولكنها لم تسفر عن شيء أمام استبسال الدفاع المالي, حيث كانت المفاجأة بهدف كونيه من خطأ دفاعي وضع الأهلي في مأزق علي أمل التعويض في مباراة العودة يوم12 مايو المقبل بالقاهرة, ولكن ماذا حدث خلال شوطي المباراة.. وكيف كانت المفاجأة؟! بدأ الأهلي متحمسا وسريعا في أدائه مثل سرعة تغييره الأول الاضطراري بإشراك شريف عبدالفضيل بدلا من وائل جمعة بسبب إصابة الأخير, ولكن ذلك لم يؤثر علي الحالة الهجومية للأهلي التي تنوعت بين انطلاقات الطرفين أو الجناحين خاصة ناحية أحمد شديد قناوي في ظل ميل بركات الي الاختراق قريبا من وسط الملعب وقريبا من وليد سليمان, حيث حاول الثلاثي التركيز علي إمداد جدو ودومينيك ببعض الكرات ولكنها لم تشكل الخطورة الحقيقية في ظل التمركز الدفاعي للمنافس فريق استاد مالي, الذي حاول أن يركز علي الدفاع المتقدم من وسط الملعب معتمدا علي ثلاثي نشيط مكون من اداما ديارا وكوليبالي بوراما وبكاري, وكلاهما كان يركز علي اصطياد كرات لاعبي الأهلي لتحويل مجريات اللعب لمصلحتهم بإرسال الكرات في الأمام لعمر سيدي بيه وعمر كيتا, ولكن مجمل الأحداث لم تحمل الخطورة الحقيقية علي كلا المرميين, حتي جاءت الدقيقة42 من زمن الشوط الأول لتحمل مشهدا خطيرا من كرة ثابتة تصدي لها وليد سليمان وسددها قوية ومباغتة وسريعة علي مرمي الفريق المالي, تصدي لها الحارس ببراعة ولم تجد المتابعة من مهاجمي الأهلي فمرت بسلام. هدأ الأهلي قليلا ففتح المجال لظهور استاد مالي بشكل هجومي فاحتوت الصورة علي ظهور متكرر لمدافعي الأهلي خاصة أحمد السيد الذي دخل في مناوشات مع محمد كوماري وكلاهما بدأ يصطدم بالآخر مرة بعد مرة, وظهر تركيز استاد مالي علي الناحية اليسري للأهلي بعد أن شاهدوا تقدم قناوي وميوله الهجومية, فحاول الأهلي تعديل أوضاعه بتهدئة اللعب وتوجيه بركات للانطلاق نحو الأمام, وبعد أن ظن الجميع أن دقائق الشوط الأول بدأت تمر دون جديد أشعل الأهلي الأحداث بهجمة مرتدة بدأت من تمريرة سريعة لوليد سليمان في اتجاه جدو المتقدم والمراوغ الذي أفلت بالكرة في طريقه نحو مرمي استاد مالي منفردا, لولا عرقلته المتعمدة خارج المنطقة من موسي كوليبالي الذي لم يجد سبيلا لمنعه من الانفراد بالمرمي سوي عرقلته باليد.. فسقط جدو أرضا واكتفي الحكم بمنح موسي انذارا.. واحتسب للأهلي ضربة ثابتة سددها شوقي وانقذها الحارس.. وكانت صافرة الحكم بنهاية الشوط الأول. مع بداية الشوط الثاني لعب أبوتريكة بدلا من وليد سليمان, وبلاشك فإن وجود أبوتريكة كان له تأثير نفسي علي زملائه وهذا هو الوصف الدقيق في ظل الحماس الهجومي الذي وضح علي لاعبي الأهلي في أول15 دقيقة من الشوط الثاني لن نستطيع الحكم خلالها بموضوعية علي دور أبوتريكة خلالها, ولكن توزيعاته للكرة ظهرت تدريجيا مع الوقت لولا بطء دومينيك قليلا في مناطق حساسة أمام مرمي استاد مالي كانت تحتاج تصرفا أسرع علي الأقل في التسديد إذا كان يريد تسجيل هدف. وأمام بطء دومينيك لجأ جوزيه لتغييره بعماد متعب لعله يخطف هدفا, في ظل بعض التفوق الأهلاوي الذي يظهر علي فترات, وحتي يرهق دفاعات استاد مالي قليلا وحتي, يقلل كذلك من النشاط المتقطع للمنافس, وترقب الجميع وانتظروا الأمل الذي كاد يحدث ولكن! في الدقيقة75 مرر أبوتريكة كرة سحرية لعماد متعب الذي وجد نفسه منفردا بحارس استاد مالي وحاول أن يراوغه ومرت الكرة ولكن متعب لم يمر حيث تعرض لعرقلة من الحارس, وتوقع الجميع ضربة جزاء ولكن الحكم جاساما الجامبي لم يحتسب شيئا فهل كانت تلك جسامة جاساما؟! لم يتوقف لاعبو الأهلي أمام الواقعة واستمر الأداء الهجومي وكذلك محاولات احراز هدف, ولم تستجب الأقدار لرغبة الأهلي رغم أفضليته النسبية في الأداء, حيث حال دون ذلك الدفاع الجيد من استاد مالي, وعلي عكس المتوقع كانت المفاجأة.. هدف لستاد مالي في الدقيقة الأخيرة.. كيف؟! كرة عرضية قادمة من ناحية اليسار لمرمي الأهلي بشكل عشوائي من أداما يارا لتصل إلي أبوبكر كونيه الموجود وحده وسط3 مدافعين من الأهلي وشريف إكرامي الذي لم يقاتل علي الكرة فلعبها كونية برأسه في مرمي الأهلي وسجل هدفه الأول الذي يسأل عنه المدافعون وحارس المرمي! ولم يستطع الأهلي التعديل.. كيف يعدل النتيجة بعد انتهاء الوقت الأصلي فكانت صفارة النهاية بخسارة الأهلي بهدف مقابل لاشيء في انتظار مباراة العودة.