بانكوك، (إفي): تزايدت اتهامات الفساد الموجهة إلى كرة القدم التايلاندية، المرتبطة كغيرها بصفقات وأموال، منذ تولي شخصيات نافذة، ابتعدت عن عالم السياسة بأحكام قضائية، رئاسة عدد من أنديتها. التلاعب في نتائج المباريات، إكراه اللاعبين والحكام، حفلات مع عاهرات بعد اللقاءات.. تلك بعض الممارسات التي تحولت إلى علامة مميزة للدوري التايلاندي. وقال أحد لاعبي دوري الدرجة الأولى التايلاندي في تصريحات لوكالة (إفي) "لقد رأيت كيف كان رئيس النادي الذي ألعب به يدخل إلى غرف الحكام يرافقه حرسه الخصوصيون وهم مسلحون بالمسدسات خلال استراحة إحدى المباريات"، مدينا كذلك تعرضه لضغوط من أجل التوقيع على تمديد عقده. وأكد اللاعب، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه نظرا لخوفه على حياته، أيضا أنه عايش مع ناديه عمليات شراء للاعبين منافسين من أجل "توجيه" النتيجة. وفتح الاتحاد التايلاندي لكرة القدم في فبراير/شباط الماضي تحقيقا لتوضيح اتهامات بشأن محاولة شراء حكم خلال لقاء نهائي الكأس، الذي أقيم في نوفمبر/تشرين ثان الماضي بين بوريرام وآرمي يونايتد. وأدان حكم ذلك النهائي، الياباني يوشيدا توشيميتسو، أمام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قيام مجهول بالاقتراب منه قبل بداية اللقاء، ليعرض عليه مبلغا من المال إذا ما حابى بقراراته أحد الفريقين. سبق إعلان الحكم الياباني، فضيحة عصفت بعالم كرة القدم، عندما تم الإعلان عن وجود نقابة إجرامية مقرها سنغافورة، متورطة في التلاعب بنتائج مباريات في جميع أنحاء العالم. وتمثل اتهامات الفساد في ما يشبه التقليد في عالم كرة القدم التايلاندية، التي تورط بعض رؤساء أنديتها أو أقاربهم -وفي بعض الأحيان أدينوا- بجرائم تتعلق بالتزوير أو الرشوة أو سوء السلوك. ففي 27 مايو، قضت المحكمة العليا بحل حزب تاي راك تاي السياسي، الذي كان يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق تاكسين شيناواترا، في حكم أوقف إجمالا 111 سياسيا عن شغل المناصب السياسية لمدة نصف عقد. وعلى خلفية ذلك المنع، استخدم عدد من أولئك السياسيين المال والنفوذ لشغل مناصب وصلت إلى ترأس عدد من أندية دوري الدرجة الأولى التايلاندي، بهدف كسب الأموال، والبقاء في أذهان جماهير المقاطعات التي ينتمون إليها. من بين هؤلاء نيوين تشيدتشوب، رئيس بوريرام أحد فرق المقدمة، وأنوشا ناكاسيا مالك نادي تشاينات، وسونتايا كونبلومي المساهم الأكبر في باتايا يونايتد، وجميعهم ينتمون إلى عائلات تتمتع بنفوذ واسع. ومرت أسماء مثل مهاجم ليفربول على مدار 11 موسما روبي فاولر والسويدي سفين جوران إريكسون المدير الفني الأسبق للمنتخب الإنجليزي لكرة القدم، بالكرة التايلاندية بعد حملة دعائية كبيرة بدأت قبل خمسة أعوام من أجل جذب رعاة وقنوات إلى الدوري المحلي. وسمحت بحور المال التي تغرق فيها حاليا الكرة التايلاندية كذلك للعديد من شركات الإنشاءات التي سارت في الركب لبناء نحو عشرة ملاعب فضلا عن تجديد القائمة بالفعل، رغم متوسط الحضور المتواضع في 2012 ، الذي بلغ 4500 متفرج لكل مباراة، بنسبة 33% من السعة الإجمالية. وسمح تدفق الأموال كذلك للأندية التايلاندية بالتعاقد مع لاعبين من منافسات أوروبية كبيرة، بينهم نحو عشرة يحملون جنسية إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا. وروى لاعب آخر "قبل إقامة إحدى المباريات المهمة، توجه أحد الإداريين إلى الفريق كي يعدنا بأننا إذا حققنا الفوز، سينظم لنا حفلا في أحد أهم الأماكن الأشهر في بانكوك، بخمور ونساء مستأجرات". وفي مايو 2011 ، تجنب الرئيس الحالي لرابطة الدوري التايلاندي والمسئول بالاتحاد الدولي (فيفا) فورافي ماكودي، الرد على اتهامات الفساد التي وجهها إليه رئيس الاتحاد الإنجليزي في ذلك الحين ديفيد تريسمان. وبحسب البريطاني، حصل فورافي على حقوق بث لقاء ودي كان سيجمع تايلاند، مقابل دعم ترشيح إنجلترا لاستضافة مونديال 2018.