حالة من الغليان شهدها مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بعد أن أعلن شكري أبوعميرة، القائم بأعمال رئيس التلفزيون، إعادة تشكيل خريطة البرامج ابتداء من شهر يناير المقبل، وتقليص عدد البرامج السياسية بداخل كل قناة، بالإبقاء على برنامج واحد للقناتين الرئيسيتين وآخر للفضائية، وتغيير البرامج السياسية الأخرى إلى برامج اجتماعية واقتصادية ودينية. وهدد عدد من الإعلاميين، على رأسهم أيتن الموجي ومنى خليل وأمنية مكرم وهالة فهمي، بالاعتصام أمام مكتب الوزير حال تنفيذ القرار، الذي اعتبروه وسيلة جديدة لتكميم أفواه الإعلاميين، واستبدال المعارضين منهم بآخرين يدينون بالولاء لجماعة الإخوان المسلمين. وأكد مصدر مسؤول بوزارة الإعلام أن توجيهات صريحة صدرت من صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، طالبت بإلغاء كافة البرامج السياسية على شاشات التليفزيون المصري بقنواته، واقتصار الأمر على برنامج حواري واحد يتم إذاعته على أحد القنوات الرئيسية. وأضاف المصدر أن القرارات طالبت بإلغاء برامج "مباشر من مصر"، الذي يذاع على الفضائية المصرية، و"ستوديو 27"، الذي يذاع على القناة الأولى، وبرنامج "دفتر أحوال مصر" الذي يذاع على القناة الثانية، واستبدالهم ببرامج منوعات، في محاولة جديدة لإقصاء التليفزيون المصري والعاملين به من المشهد السياسي. وقال إن الخريطة البرامجية التي ستبدأ بث برامجها في الأول من يناير المقبل تتضمن عشرة برامج جديدة غير سياسية، من بينها "ثرثرة على النيل"، الذي يتم تصويره بإحدى البواخر العائمة، ويستضيف شخصية عامة للحديث عن ذكرياته وخبراته، وتم بالفعل تصوير إحدى الحلقات مع ابنة الرئيس الراحل أنور السادات، إضافة إلى برنامج "الأجندة الثقافية"، الذي يرصد الفعاليات الثقافية في مصر، من توقيع كتب وحفلات بالأوبرا، إلى جانب برنامج يحمل اسم "الآخر"، يتناول حياة إحدى الشخصيات العامة ومسيرته، لكن "بعيدا عن السياسة"، حيث استضافت حلقته الأولى الناشط أيمن نور للحديث عن حياته ومعاناته وسنين سجنه وأسباب انفصاله عن الإعلامية جميلة إسماعيل، وآخر البرامج التي تم تنفيذها بالفعل برنامج عن البسطاء والفلاحين يحمل اسم "أهالينا". ومن جانبها، أكدت الإعلامية أمنية مكرم، مقدمة برنامج "ستوديو 27"، أنه منذ تولي صلاح عبدالمقصود مسؤولية وزارة الإعلام وهو يضع نصب عينيه إلغاء البرنامج، برغم أنه يعد من أنجح البرامج التي يقدمها التليفزيون المصري، ويحصد نسبة مشاهدة عالية وعائدا إعلانيا، على عكس الكثير من البرامج التي ينوي عبدالمقصود إنتاجها، والتي ستفشل في مواجهة برامج الفضائيات، التي يتم رصد مبالغ طائلة لها لتظهر بمظهر لائق، بحسب قولها. وتساءل عصام الأمير، رئيس التليفزيون السابق، عن الغرض من إلغاء البرامج الحوارية السياسية في هذا التوقيت الحرج، الذي تشهد فيه البلاد حالة من الغليان غير المسبوقة، مضيفا أن البلد بصدد انتخابات مجلس الشعب، التي ستحتاج لبرامج تحليلية ورصد جيد لها.