صحف عالمية: استقالة النائب العام ضربة قوية للرئيس.. و«مرسى» هو «الخمينى»

«نيوز ماكس»: حكم مرسى حديدى.. «واشنطن بوست»: منح نفسه سلطات واسعة.. وكاتب أمريكى: الإخوان لا ينوون التخلى عن السلطة

شبه الكاتب الأمريكى الفائز بجائزة بوليتزر للصحافة كريس هيد جز، الرئيس محمد مرسى بآية الله الخمينى، الذى انقض بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979 على كل قوى المعارضة العلمانية واليسارية، التى لعبت الدور الأكبر فى الإطاحة بالشاه، وسارع الخمينى بإغلاق الصحف المعارضة، وأعاد كتابة الدستور بشكل يقصى كل القوى الأخرى.
وقال «هيد جز»، فى مقال نشره موقع «تروث ديغ»، إن مرسى وجماعة الإخوان تعاملوا مع الديمقراطيين، والمثقفين، والطبقة الوسطى، والعلمانيين، والأقباط، قبل الثورة باعتبارهم «أدوات» تساعدهم فى تحقيق أهدافهم، من بينها إسقاط دكتاتورية حسنى مبارك، الرئيس السابق، والآن يعتبرونهم عائقاً أمام الحكم الإسلامى.
واعتبر الكاتب الأمريكى، الاستفتاء الحالى على الدستور الجديد مجرد قناع لإخفاء مراكز صنع القرار الحقيقى، وهو مقر جماعة الإخوان، فالجماعة ليس لديها أى نية للتخلى عن تلك السلطة، حسب قوله، مضيفا أن مسودة الدستور لا تعطى تفسيرا واضحا للحقوق الديمقراطية، والحريات المدنية، ودور الصحافة، لكنه يعطى السلطات الإسلامية صلاحيات التحكم فى العملية التشريعية وجوانب كثيرة من الحياة اليومية والشخصية.
وأضاف «هيد جز» إن الدستور المقترح يحمل مواد غامضة مثل «تحرص الدولة على الحفاظ على الطابع الأصيل للأسرة المصرية»، و«الدولة تضمن حرية الصحافة إلا فى أوقات الحرب أو التعبئة العامة»، ما يكفى للسماح لجماعة الإخوان بتقليص حقوق المرأة وقمع الصحافة، على حد وصفه.
واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، استقالة المستشار طلعت عبدالله، النائب العام، بعد أقل من شهر من أدائه اليمين الدستورية، «ضربة قوية» للرئيس مرسى، الذى منح نفسه سلطات واسعة تحصنه من الرقابة القضائية. وقالت إن سبعة ممثلين من منظمات حقوق الإنسان أدانوا عدم وجود رقابة قضائية كافية لمراقبة عملية الاستفتاء فى جولته الأولى، بالإضافة لمنع مراقبين مستقلين من الوجود أثناء عملية فرز الأصوات.
وقالت صحيفة «تليجراف» البريطانية، إن استقالة النائب العام جاءت نتيجة مباشرة بعد احتجاج جموع القضاة على طريقة تعيينه غير القانونية، وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن قرار الاستقالة نتيجة اتهام القضاة للنائب العام بالتحيز السياسى، ما دفعه للضغط على بعض أعضاء النيابة لتوجيه تهم لمتظاهرين أمام قصر الاتحادية بالقيام بأعمال تخريبية مقابل تلقى أموال من معارضين للرئيس.
ونشر موقع «نيوز ماكس» الأمريكى، تحليلاً للصحفى الأمريكى والخبير فى الشرق الأوسط أرنود دى بورشغراف، قال فيه إن حكم «مرسى» الحديدى والمثير للجدل سيستمر بل وسيزدهر بالرغم من الاحتجاجات المستمرة فى شوارع القاهرة عقب إعلانه الدستورى الذى يمنحه سلطات مطلقة، مؤكدا أن «مرسى يحكم قبضته على وزارة الداخلية، والجيش، وسيحظى بتأييد مطلق فى بلد حديث العهد بالديمقراطية»، موضحاً أن ما يبعث على الأمل أن المصريين يرفضون نموذج إيران الذى يسعى إليه «مرسى» ولن يقبلوا به فى بلدهم.