فريدمان: مصر تسير على خطى باكستان ألمانيا تؤجل إعفاء مصر من 240 مليون يورو بعد ديكتاتورية مرسى انشغلت وسائل الإعلام العالمية بشكل واضح بالحالة المصرية وما تمر به بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور، وحالة الاضطراب والاستقطاب السياسى التى دخلت إليها مصر بعد رفض قوى المعارضة مسودة الدستور الجديد، وتمسك السلطة الحاكمة ومن حولها من الإسلاميين به، دون توافق واضح . وشبه الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان فى صحيفة "نيويورك تايمز" فقدان الحوار بين الرئيس محمد مرسى والمعارضة بجهاز كمبيوتر دون أنظمة سوفت وير. وقال الكاتب الأمريكى الشهير، توماس فريدمان، إن مصر تسير على خطى باكستان وليس على خطى الهند، التى تخطو خطوات كبيرة نحو الديمقراطية، وذلك بعد أن تم تعيين مسئول مسلم كرئيس لجهاز الاستخبارات الداخلية منذ 3 أسابيع، مؤكدا أن محاولات إرساء الديمقراطية فى مصر حتى الآن قد باءت بالفشل. وأشار "فريدمان"، فى مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الإخوان فى حاجة إلى أن يدركوا أن الديمقراطية لا تعنى فقط الفوز فى الانتخابات، فالديمقراطية هى رعاية لسياسة إدماج الآخرين فى المجتمع، وإجراء حوارات هادئة مع قوى المعارضة، مشددًا على أن اكتساب القادة لاحترام معارضيهم يأتى عبر التوصل إلى حلول مرضية للطرفين لا من خلال الإملاءات والشروط. وأضاف الكاتب الأمريكى أن مصر الآن فى حاجة لثقافة الحوار، والاختلاف السلمى، فالفوز فى انتخابات دون حوار مع المعارضة كالكمبيوتر دون سوفت وير، لن يعمل بدونه. وتابع الكاتب الأمريكى فى مقاله أنه "بدلا من أن تكون مصر دولة ديمقراطية، يشعر فيها المواطنون بأنهم فاعلون فى مجتمعهم، بقى الشعب فى موقف المتفرج". وقال فريدمان أن المعركة الناشبة فى مصر، والتى اندلعت عقب مجموعة من القرارات الاستبدادية التعسفية للرئيس محمد مرسى، ليست بين الأكثر والأقل تدينا، مشيرا انه قد نزل مئات الآلاف من المصريين إلى الشوارع، وكثير منهم يتظاهر لأول مرة بسبب الخوف من العودة إلى الاستبداد تحت ستار الإسلام، فالمعركة الحقيقية حول الحرية وليس الدين. وأكد الكاتب الأمريكى، أن قرارات مرسى الأخيرة بدءا من إصدار إعلان دستورى يضعه فوق الرقابة القضائية، ثم الاندفاع نحو إنهاء عملية صياغة دستور جديد ناقص للغاية وطرحه سريعا للاستفتاء دون إفساح المجال لنقاش عام كافى، تؤكد مخاوف المصريين بأنهم استبدلوا استبداد مبارك بآخر بقيادة الإخوان المسلمين. ومن جانبها، أظهرت الصحافة الألمانية تصريحات ل"ديرك نيبل" وزير التنمية الألمانى أنه أعرب عن تخوفه من دخول مصر فى ديكتاتورية جديدة تحت حكم الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين. وقال نيبل لصحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية، إن هناك خطرا من إعادة إنتاج النظام الديكتاتورى للرئيس المخلوع حسنى مبارك بأشخاص جديدة هذه المرة. وذكر نيبل أن عدم استقرار مصر فى ظل الأوضاع المضطربة فى الدول المجاورة، مثل سوريا ولبنان والأردن يعنى أيضا خطورة أمنية كبيرة على المنطقة، مؤكدا أن حكومة بلاده قلصت اتصالاتها بالحكومة المصرية لحين إشعار آخر، معلنا تأجيل خطط إعفاء مصر من الديون جزئيا، والتى تقدر بنحو 240 مليون يورو. وأضاف نيبل أن بلاده مستعدة لدعم مصر عندما تعتزم التطور إلى مزيد من الديمقراطية ودولة القانون، مؤكدا بالقول: "الأمر بيد الحكومة المصرية". وحول مصير قرض صندوق النقد الدولى، تشير عدة تقارير صحفية أن قرض صندوق النقد الدولى مهدد بالإلغاء، بعدما أجلت الرئاسة طلب صندوق النقد برفع الضرائب فى بعض السلع الغذائية. وفى نفس السياق، تشير تقارير بأن احتياطى البنك المركزى من العملات الأجنبية لدى الحكومة يبلغ 15 مليار دولار، بالإضافة إلى قرض تركى ووعود بقروض عربية أخرى.