مع زيادة عدد شاشات السينما يوماً بعد يوم، ومع انخفاض نسبة الإنتاج السينمائى وتراجعه فى السنوات الأخيرة، تصبح هناك أزمة كبرى تواجهها دور العرض المليئة بالعاملين المهددين بخسارة عملهم، فى حالة استمرار الركود الذى تعانى منه هذه الدور، وفى المقابل طرح بعض السينمائيين حلا يتلخص فى زيادة نسخ الفيلم الأجنبى المطروحة فى السوق السينمائية، حتى لا يتم غلق دور العرض، وتتزايد كل عام فمنذ 2007 وحتى الآن تم افتتاح 180 شاشة ليبلغ إجمالى عدد الشاشات 340، ويتوقع زيادتها من خلال المولات الجديدة التى تفتتح فى 6 أكتوبر والتجمعات السكنية حول القاهرة، ولكن فى المقابل اعتبر بعض السينمائيين زيادة النسخ تهديدا لصناعة الفيلم المصرى. المنتج والموزع محمد حسن رمزى قال: «بالتأكيد سيكون الحل فى زيادة نسخ الفيلم الأجنبى، خاصة أن إنتاج الأفلام العربية تراجع فى العامين الأخيرين، فمنذ عام 2007 وحتى 2010 كان عدد الأفلام المصرية فى العام من 40 وحتى 50 فيلما، ولكن فى 2010 و2011 كان الإنتاج من 10 إلى 15 فيلما فى السنة، وفى المقابل تزداد الشاشات كل يوم فى كل المولات التى يتم افتتاحها، ولا يوجد بديل عن زيادة النسخ الأجنبية، مادامت هناك حاجة لذلك فى السوق، وستكون عشر نسخ قليلة جداً على الشاشات التى يزداد عددها كل يوم، وبها عمالة كبيرة تحتاج لدوران العمل بهذه الشاشات»، ويتفق معه فى الرأى المخرج مجدى أحمد على رئيس المركز القومى للسينما، حيث قال: «هذا للأسف ما سيحدث، ولن يكون هناك بديل سوى دعم صناعة الفيلم المصرى بشكل أقوى، وإيجاد آليات أخرى للإنتاج تسمح بزيادته، وبغير ذلك ستظل زيادة نسخ الفيلم الأجنبى هى مجرد حل مؤقت لن يجدى كثيراً، لأن الإقبال عليه فى دور العرض أقل كثيرا من الإقبال على الفيلم المصرى، وستظل المشكلة قائمة»، أما أنطوان زند أكبر موزع للفيلم الأجنبى بالشرق الأوسط فقال: «حالياً نحن لسنا متحمسين لطلب زيادة النسخ، فحالة الكساد التى تعانى منها السوق السينمائية أصابتنا جميعا، وبالتالى لن يكون لدى استعداد كموزع أن أتحمل تكلفة استيراد نسخ زيادة وشحنها، لتطرح فى سوق سينمائية راكدة، حتى ولو كانت هناك زيادة فى عدد الشاشات، لأن العبرة فى النهاية تكون بالإقبال الجماهيرى فقط وليس بأى شىء آخر، ربما فى السنوات المقبلة مع تحسن الأوضاع الاقتصادية، وزوال حالة الركود، يكون هناك احتمال قوى لطلب زيادة النسخ»، وأخيراً يتحدث منيب شافعى رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة السينما قائلاً: «نسخ الفيلم الأجنبى زادت فى الخمس سنوات الأخيرة من 5 إلى 8 وأخيراً 10، ولم يصلنا طلب حتى الآن بزيادة أخرى من موزعى الفيلم الأجنبى، ولو طلبوا هذا لن نمانع، مادام هذا سيكون فى النهاية لصالح انتعاش دور العرض، ولا أعتقد أنه سيمثل خطرا على الفيلم المصرى، كما كان يحدث فى الماضى، بسبب زيادة عدد الشاشات، وافتتاح مولات تجارية جديدة تتضمن دور عرض كثيرة».