اخبار اليوم 17/11/07 بالرغم من حالة النشاط الانتاجي التي تعيشها صناعة السينما المصرية حاليا الا ان عدد الافلام المنتجة لا يكفي لتشغيل شاشات العرض طوال ايام السنة باستثناء مواسم الصيف والعيدين ولهذا تظل دور السينما في رحلة بحث عن حق اللجوء للفيلم الاجنبي الذي مازالت هوليود مسيطرة علي سوقه في مصر والشرق الاوسط وربما العالم كله ويبقي السؤال لماذا يفرض الفيلم الامريكي سطوته علي المشاهدين من المحيط الي الخليج؟ وهل اصبحت الافلام الهندية والاوروبية غير قادرة علي الابحار من بلادها الي القاهرة الا بدعوة من مهرجان سينمائي فقط. استمرارية الفيلم الامريكي وقدرة الشركات الامريكية علي التواصل مع جهات التوزيع في مصر والعالم العربي هي سر بقاء الفيلم الامريكي في المقدمة.. بهذه العبارة بدأ الموزع السينمائي انطوان زند حديثه خاصة انه واحد من وكلاء كبري شركات الانتاج الامريكية في القاهرة حيث يقول: الانتاج المصري قليل مقارنة بطول مدة السنة لهذا نجد اقتصار الافلام المصرية علي المواسم فقط، ولهذا تحتاج دور العرض لافلام تضمن لها العمل طوال العام وفي ظل هذه الحالة وجد الفيلم الامريكي فرصة قوية للاستمرار والمنافسة كما ان الجمهور العربي يميل الي الموضوعات التي تقدمها له هوليود لما تحمله من عناصر جذب واثارة وتشويق. ويضيف انطوان زند بان قوة الفيلم الامريكي نابعة من جدية الشركات الامريكية في سعيها لغزو الاسواق سواء في مصر او غيرها بعكس جهات الانتاج الاوروبية التي تفتقد للجدية اللازمة لخوض هذه التجربة. ويري زند صعوبة عودة الفيلم الهندي لشاشة السينما المصرية مرة اخري وكما يقول فان انتشار الافلام الهندية في مرحلة سابقة كان بفضل الموزع بديع صبحي الذي كان يمتلك عدة دور عرض ولعلاقاته مع جهات الانتاج الهندية تخصص في عرض افلامهم ومن بعده لم تقبل السينما الهندية علي مصر بقوة. مغامرة صعبة المنتج والموزع جابي خوري له تجارب عديدة بل ودراسات في جدوي عرض الفيلم الاجنبي بمصر ولهذا لم يكن غريبا ان يدعم رأيه بارقام نابعة من خبرة مجرب حيث يقول: اي فيلم يتم استيراده من الخارج سيكلف علي اقل تقدير 100 الف جنيه بحساب مصروفات الاجراءات القانونية وتكاليف الدعاية وفي هذه الحالة لابد ان يحقق الفيلم ايرادات لاتقل عن 200 الف جنيه حتي يغطي تكاليفه ويحقق هامش ربح وهنا انت في حاجة الي 12 الف مشاهد علي الاقل وهذا الرقم صعب تحقيقه بالنسبة لفيلم اوروبي ولكن التجربة اثبتت ان الفيلم الامريكي قادر علي تحقيق هذه المعادلة. ويضيف خوري: استيراد فيلم اوروبي او هندي او من اي جنسية اخري يمثل مغامرة بالنسبة للموزع خاصة ان احتمالات الربح ليست كبيرة كما ان الفيلم الامريكي مضمون الي حد ما خاصة ان ما يصلنا في الغالب هو افضل ما ينتج في هوليود وليس كل ما ينتج هذا بالاضافة الي تواصل شركات الانتاج الامريكية الكبري مع السوق العربية والمصرية من خلال وكلاء دائمين لها. جابي خوري كان له تجربة جادة لتسويق الفيلم الاوروبي في مصر عندما اتفق مع الاتحاد الاوروبي علي اقامة اسبوع للسينما الاوروبية باحدي دور العرض ولكن التجربة لم تستمر علي المستوي التجاري فيما بعد حيث يقول: كنت اسعي من خلال هذا الاسبوع لفتح منفذ للسينما الاوروبية في مصر واطلاع المشاهد علي ثقافة جديدة ومن خلال هذا الاسبوع اعجبت بفيلم 'السيد ابراهيم وزهور القرآن' لعمر الشريف وبالفعل اتصلت بالشركة المنتجة وطلبت منها ثلاث نسخ مقابل 5 الاف يورو كضمان علي ان تقتسم ارباح الفيلم مناصفة اذا نجح ورغم ان عرضي كان جيدا وفيه مغامرة مني الا انهم غالوا في مطالبهم واصروا علي مبلغ 10 آلاف يورو وهذا كان صعبا لانني كنت سأتعرض لخسارة لان الجمهور لا يقبل علي هذه الافلام. جمهور المولات أما ممدوح الليثي نقيب السينمائيين ورئيس جهاز السينما فكان له رأي آخر حيث يري ان استيراد الفيلم الاجنبي اصبح اقل من قبل خاصة بعد قانون تنظيم استيراد الفيلم الاجنبي والذي يلزم بعدم استيراد اكثر من سته نسخ من الفيلم الواحد. ويري الليثي ان اغلب جمهور الفيلم الاجنبي وتحديدا الامريكي من الاجانب المقيمين في مصر بالاضافة الي جمهور دور السينما بالمولات والتي تضم اكثر من شاشة عرض تسمح بوجود فيلم امريكي بجوار المصري ووجود هذه النوعية من دور السينما ساهم في انتشار الافلام الاجنبية. ويفسر الليثي انتشار الفيلم الامريكي تحديدا لسهولة تسويقه وانتشاره وشعبيته الواسعة في العالم كأحد مظاهر الغزو الثقافي الامريكي للعالم اجمع بينما تجد الافلام الاوروبية صعوبة في فتح اسواق جديدة لها بالرغم من تواجد الفيلم الايطالي بقوة في المهرجانات السينمائية إلا أن تواجده التجاري ضعيف مقارنة بافلام هوليود. المزيد من التحقيقات