«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يكتبها: طارق الشناوي
حكايات فنية
نشر في صوت الأمة يوم 18 - 10 - 2009


في المهرجانات العربية يلعب البعض دور «الشرطي»؟!
قبل أيام قليلة من افتتاح مهرجان أبو ظبي للشرق الأوسط دورته الثالثة الخميس الماضي قرأت في القاهرة عددا من المقالات تؤكد أن هناك تواجدا إسرائيليا بالمهرجان وقرأت ايضا لكل من رئيس اتحاد النقابات الفنية ممدوح الليثي ونقيب الممثلين أشرف زكي شجبا لهذا التواجد، وقبل أن أذهب للمهرجان حرصت علي أن أعرف الحقيقة فاكتشفت أنه لا تواجد لإسرائيل سواء في الهيئة المنظمة للمهرجان أو بالافلام ولم توجه إدارة المهرجان أي دعوة لإسرائيل ولم استطع أن أدرك لماذا نسارع بالقاء سلاح إسرائيل في وجه أي مهرجان نريد أن نضربه في مقتل ثم أن أي مهرجان عربي يحرص علي ألا يخرج عن الاجماع العربي ومن هنا يأتي الحرص الدائم علي أن تظل إسرائيل بعيدة تماما عن كل فعالياته، ومهرجان الشرق الأوسط تحديدا نظرا لارتباطه جغرافيا بتلك المنطقة فإنه يظل عرضة أكبر لهذا الفرع من الاتهامات القاتلة فهو ليس مهرجانا عربيا مثل «دبي أو وهران» حيث إن المسابقة الرسمية في كلا المهرجانين عربية ولكنه يتسع إلي منطقة الشرق ورغم ذلك يحرص المهرجان علي أن يضع خطا أحمر يمنع إسرائيل من التواجد عبر فعالياته والواقع أنه قبل أيام من انطلاق الدورة الأولي للمهرجان قبل عامين فقط تكرر هذا الموقف وهناك من أكد أن الفيلم الإسرائيلي «زيارة الفرقة» في طريقه للعرض في المهرجان.. وحدث قدر من اللغط وبدأ الفنانون المصريون يتراجعون عن تلبية دعوة المهرجان ثم اتضح أن هذا الفيلم.. «زيارة الفرقة» تم ارساله إلي كل من مهرجاني القاهرة و«أبو ظبي» في نفس التوقيت بينما مهرجان القاهرة صرح مباشرة علي إعلان الرفض وتناقلت كل وكالات الإعلام والجرائد الاجنبية والعربية هذا الخبر إلا أن مهرجان أبو ظبي اثناء رئاسة الإعلامية المصرية نشوي الرويني اكتفي بالرفض دون الإعلان وأرسل المهرجان بكل فعالياته الرسمية أو غير الرسمية إلي دور الصحف وليس بها أي فيلم اسرائيلي ولكن كان الاتهام قد سبق الإعلان الرسمي لجداول المهرجان ولهذا اضطرت إدارة المهرجان إلي أن تصدر بيانا توضح فيه أنه لاصحة لأي حضور إسرائيلي في فعاليات المهرجان.. وينبغي أن تظل المهرجانات العربية مدركة أن أسرائيل تريد أن تقتحم هذا الباب المغلق تماما وهم دائما ما يحاولون طرق هذه الأبواب بحجة أنهم يعرضون أفلاما تستطيع في نهاية الأمر أن تجد فيها رؤية سياسية ترفض الحرب أو تدعو إلي السلام أو حتي تدين العنف الإسرائيلي وتنتقد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كل هذا من الممكن ببساطة أن تراه واضحا في عدد من الافلام التي تغازل افكارنا إلا أن الموقف المعلن للمثقفين العرب والذي تطبقه بكل دقة المهرجانات العربية هو أننا لا يعنينا بالدرجة الأولي ما الذي يحويه الفيلم ولكن هناك دائما موقف ينظر أولا إلي الشكل قبل المضمون فلا سماح علي الاطلاق بعرض فيلم إسرائيلي ايضا ولامشاركة لأي فنان إسرائيلي في اللجان المنظمة للمهرجان كما أن الفنان العربي لايشارك في لجنة تحكيم من بين أعضائها اسرائيلي وهكذا دائما تتجدد المواقف الرافضة لكل ما هو إسرائيلي ولكن ليس مطلوبا من البعض أن يتحول إلي شرطي علي الآخر كما أنه ليس من مصلحة أحد أيضا أن يبدد طاقته في ابراء ذمة المهرجان وابراء ذمته من أي اختراق إسرائيلي!
*******
من الذي حطم العراق.. جورج بوش أم صدام حسين؟
· المخرج محمد الدراجي استطاع ضبط أيقاع الفيلم ومزج لحظات الشجن بالمواقف خفيفة الظل لتصل إلينا عميقة مؤثرة
هل تستطيع السينما العراقية الآن أن تتخلص من جراحها هل هناك علي أرض الواقع شئ آخر غير ماسأة هذا الشعب الذي عاش الكبت والفساد والظلم طوال حكم صدام حسين وهو الآن يعيش ماهو أسوأ إنها الحرب الشعواء التي لاتعرف رحمة بين ابناء البلد الواحد.. تحرص العراق علي أن تتواجد علي الخريطة السينمائية برغم كل ذلك ويستلهم السينمائي ما يطرحه الواقع ولايستطيع أحد أن يدافع عن مشروعية الغزو الأمريكي للعراق حتي لو تدثر برداء كاذب وهو الدفاع عن الحريات وحقوق الأقليات لأن ما تركته وأحدثته آلة الغزو الأمريكي أدي إلي ماهو ابعد من اغتصاب الأرض وهو تلك الحرب الأهلية التي نراها بين أبناء البلد الواحد.. ينتظر البعض أن يقدم السينمائي خطبة يشجب فيها العدوان الأمريكي وألايسارع البعض باتهامه بالترحيب بالغزاة والواقع أنه بعد نهاية عرض فيلم «ابن بابل» داخل المسابقة الرسمية للمهرجان تردد بقوة هذا السؤال لماذا لم نرمقاومة العراقيين لامريكا واين هو بالتحديد الصف الأمريكي.. بل استمعت إلي اتهام مباشر موجه للمخرج وكأنه مسئول عما جري في العراق أو أنه يؤيد الاحتلال الأمريكي ولهذا لا نري مشاهد للمقاومة العراقية ويوجه كل طاقته لفضح كل ما جري علي يد صدام حسين في العراق وينسي ماجري فعله علي يد جورج بوش، والحقيقة أنني أري تلك النظرة القاصرة وهي تحمل الكثير من العبث والمراهقة في الرؤية فليس مطلوبا من العمل الفني أن يهتف ضد أمريكا لكي يثبت أنه عمل وطني وأنه يرفض تلك الممارسات ولكن ينبغي أن نجد انفسنا بصدد اتساق فني بين نسيج الفيلم والإطار الذي اتكأ عليه المخرج وبين الأفكار المطروحة ولم تكن هناك مراعاة علي الإطلاق لكي نري المقاومة ضد أمريكا بقدر مانري في هذا الفيلم ما الذي حدث للإنسان العراقي.. ربما لم يتجاوز اظهار الجيش الأمريكي علي مشهدين فقط وبالطبع قدمهما المخرج بدرجة واضحة جدا من الغضب والرفض إلا أن قضية الفيلم لم تكن الجيش الأمريكي في العراق بقدر ماهي العراق الآن وغدا.. لأنه من المنطقي أن تبتعد أمريكا بحكم المقاومة العراقية الباسلة وأيضا لانها لن تستطيع البقاء للابد علي أرض العراق ولن يستطيع العراق أن يبدد ظلام الليل الطويل الذي عاش فيه إلا إذا تمكن أولا من أن يضمد جراحه الغائرة التي حفرت ندوبا وتركت صديدا علي جسد الإنسان ولم يعد يجدي معه أي مسكنات وتلك هي قضية الفيلم العراقي الذي يشارك رسميا بالمهرجان لا أتصور أنه عند إعلان الجوائز السبت القادم سوف تخلو اسماء الافلام الفائزة من «ابن بابل» للمخرج العراقي محمد الدراجي الفيلم تناول رحلة طفل وجدته إلي مدينة الناصرية للعثور علي الأب احداث الفيلم تبدأ في اللحظة التي سقط فيها نظام صدام حسين عام «2003» الطفل 12 عاما انجبه ابوه عام 1991 ثم دخل السجن برغم أنه ضابط في نظام صدام حسين، هم عائلة كردية عانت الكثير علي يد صدام حسين ويحرص الفيلم في نهاية الأمر علي التأكيد أن صدام حسين كان يمارس الظلم علي الجميع، العرب والأكراد والشيعة والسنة ولهذا انتقلت الأم والطفل في تلك الرحلة من شخصية إلي أخري في رحلتها للبحث عن ابنها لتقدم بانوراما للإنسان العراقي. نري أولا السائق الكردي الذي يقرر استغلال الموقف لصالحه ويحصل من الجدة علي 500 دينار عراقي مقابل توصيلها إلي بغداد لكنه بعد ذلك يعيد إلي الجدة والحفيد المبلغ في نهاية الرحلة وايضا نري الجندي العراقي الذي يجيد اللغة الكردية ولكنه اشترك في قتل الاكراد وذلك تنفيذا لأوامر صدام حسين وترفض الجدة في البداية ثم بعد ذلك تكتشف أنه مثلها ضحية، قدمت مشاهد البحث عن بقايا جسد الأب بدرجة حرفية عالية وبإحساس ملئ بالشجن وأراد المخرج أن يضع الجميع في حيرة بين الرغبة في التسامح والالتزام بالانتقام، الفيلم يقع في إطار سينما الطريق road movie حيث أننا نشاهد في الطريق إلي الناصرية كل البشر ونكتشف أن المأساة واحدة كان للحفيد رغبة في أن يتعلم الموسيقي ولهذا يمسك بآلة النادي التي كان يعزف عليها والده ويرتدي أيضا سترته العسكرية لكنه يختار الناي وهو في طريقه إلي حدائق بابل مع نهاية رحلة البحث وترحل الجدة ويبكيها وكأنها تغلق صفحة من تاريخ العراق لتبدأ صفحة جديدة، بطل الفيلم الطفل ياسر طالب قدم دوره بتلقائية فهذه أول تجربة له وأيضا الجدة شاردة حسن وقفت لأول مرة أمام الكاميرا وتفوقا عنصرا الموسيقي كاد اكوري والمونتاج باسكال تشافالس وكان المخرج محمد الدراجي قادرا علي ضبط ايقاع الفيلم وعلي أن يمزج لحظات الشجن بمواقف مليئة أيضا بخفة الظل لتصل الرسالة إلينا عميقة ومؤثرة.
*******
«هليوبوليس» سينما ضد سطوة النجوم
هل يتغير وجه السينما المصرية التي نراها خاضعة لإرادة النجوم؟ هل من الممكن أن تتمرد علي تلك القواعد الصماء التي تمنعها من أن تتنفس أوكسجين السينما؟!
الواقع أن هناك محاولات تبرق بين الحين والآخر لتحطيم هذا القيد وفي العادة فإن الدفاع لنجاح هذه المحاولات يتحقق مع توفر مشروع سينمائي بميزانية محدودة حتي تتضاءل ايضا في هذه الحالة مخاطر جهة الانتاج وهو مفهوم من الممكن أن نطلق عليه سينما مستقلة مع الاخذ في الاعتبار تغير معني الاستقلال والذي كان قد ارتبط تاريخيا بالسينما الأمريكية التي قدمت تجارب موازية للسينما الهوليودية ضخمة التكاليف والتي تعتمد علي جاذبية النجوم وبدأت السينما المستقلة في اثبات قدرتها علي التواجد داخل أمريكا وخارجها خاصة في المهرجانات ومؤخرا انتقل تعبير السينما المستقلة إلي مصر لتحمل خصوصية أنها افلام بعيدة عن هيمنة شركات الانتاج الكبري تعتمد علي التصوير اولا بكاميرا الديجيتال قبل أن يتم نقل الفيلم إلي شريط سينمائي وفي العادة فإن النجوم لايشاركون في هذه الأفلام، كان فيلم «عين» لابراهيم بطوط أحد هذه الأفلام التي استطاعت ان تفتح الباب بقوة لهذا النوع ويقف خلف هذه التجارب المنتج والمخرج شريف مندور وفي التجربة الثانية لنفس المنتج نري فيلم «هليوبوليس» تأليف ومونتاج واخراج أحمد عبدالله.
اختار المخرج يوما واحدا في احياء مصر الجديدة وبالتحديد شارع بطرس غالي باشا أراد من خلال شخصيات متنافرة أن يقدم بانوراما لكل أطياف الحياة في مصر، شاب مسيحي يسعي للهجرة خارج الحدود أدي دوره «هاني عادل» باحث اجتماعي يعد رسالة ماجستير عن الاقليات في مصر خالد ابوالنجا، يهودية تعيش في أحد احياء مصر الجديدة عايدة عبدالعزيز عسكري أمن مركزي يقف علي ناصية الشارع لايؤنس وحدته إلا صوت محمد عبدالوهاب وكلب ضال بائع مخدرات يصطاد زبائنه عريس وعروس علي مشارف الزواج يبحثان عن شقة ويأتيان للي للاتفاق علي شراء شقة «هاني عادل» فتاة تعمل موظفة استقبال في أحد الفنادق المتواضعة «حنان مطاوع» وتعيش مع زميلتها «سمية الجويني» لديها حلم مجهض وهو أن تسافر إلي فرنسا وتحديدا باريس مدينة النور أهلها يعتقدون أيضا أنها في باريس وترسل لهم مبالغ نقدية لاعانتهم علي الحياة .. لايقدم الفيلم حكاية تقليدية وينهي المكالمة علي الانسر ماشين بصوت هند صبري. وهي تؤكد لحبيبها السابق خالد ابوالنجا انها فقط وجدت لديها رغبة للحديث إليه فتكلمت وأثناء زمن المكالمة تنتقل الكاميرا لتشاهد استكمال الحكايات لكل الشخصيات في الفيلم تستطيع أن تلمح في هذا الفيلم قدرة المخرج علي الامساك بالتفاصيل أيضا ضبط لحالة تدرج الزمن، حيث يبدأ الفيلم مع الصباح وينتهي قبل صباح اليوم التالي.
الانتقال من حكاية إلي أخري يحمل قدرا كبيرا من الانسيابية، كان المخرج يضع أحيانا تفاصيل مجانية تفسد حالة الفيلم مثل ذهاب احد الابطال «هاني عادل» إلي الكنيسة لحضور قداس تؤديه يسرا اللوزي ولم تستمر هذه المعلومة الدرامية كما أن علاقته مع يسرا اللوزي كانت بحاجة إلي تعمق درامي أكبر ولكنه يظل أننا بصدد تجربة مغايرة للسائد تسعي للجمهور للتحر من القيود التي كبلت كثيرا السينما المصرية كما للتحرر من خلال تعاونه مع عناصر فنية مبدعة مثل مدير التصوير محمود لطفي وواضع الموسيقي التصويرية أمير خلف أكد أن لديه احساسا فنيا ننتظر منه بالفعل ماهو قادم.
********
قبل الفاصل
في اللحظات الأخيرة اكتشفت إدارة مهرجان أبو ظبي أن صوت هند صبري يشارك في فيلم «هيليوبوليس» حيث أنها في المشهد الأخير للفيلم علي الفور اعتذرت «هند» عن الاشتراك في لجنة تحكيم الفيلم الروائي الطويل وانتقلت إلي لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي الطويل.
أول مرة تصبح «منة شلبي» عضو لجنة تحكيم في مهرجان دولي. بعد أن تم اختيارها في هذه الدورة لمهرجان الشرق الأوسط كعضو في الفيلم القصير، منة هي أصغر اعضاء اللجان التحكيم سنا في هذه الدورة.
بعد عرض الفيلم التسجيلي الطويل «الجيران» صرح المنتج «جابي خوري» بأنه سوف يعرض الفيلم عرضا جماهيريا في دور العرض التي تملكها شركته رغم أن التجربة محفوفة بالمخاطر علي المستوي التجاري لأن الجمهور المصري في العادة لايدفع ثمن تذكرة السينما لكي يشاهد فيلما تسجيليا سبق منذ 5 سنوات أن عرض الفيلم التسجيلي 9/11 فهرنهايت للمخرج الأمريكي «مايكل مور» وبرغم نجاح الفيلم في مختلف انحاء العالم وحصول المخرج علي جائزة اوسكار وسعفة مهرجان «كان» إلا أنه لم يستطع أن يحقق أي نجاح تجاري بالقاهرة.. جابي خوري قال إنه يسير علي درب خاله المخرج يوسف شاهين وهو يعشق المغامرة.
صرح رئيس المهرجان التنفيذي بيتر سكاريت أثناء تقديمه لفيلم «هليوبوليس أن هذا الفيلم رشح للعرض في افتتاح مهرجان السينما المستقلة بالقاهرة ولكن بعد انتهاء هذه الدورة من المهرجان فانه لم يتحدد بعد موعد عرضه بالقاهرة وهكذا جاءت الفرصة لمهرجان أبو ظبي لكي يعرضه داخل المسابقة الرسمية.
ينتقل فيلم المسافر من مهرجان أبو ظبي إلي مهرجان دمشق الذي يفتتح في الأول من نوفمبر لينافس بمهرجان دمشق داخل المسابقة الدولية وكان الناقد محمد الأحمد، رئيس مهرجان دمشق قد سبق له اختيار فيلم «واحد صفر» للاشتراك الرسمي ايضا بالمهرجان «اعتذر ممدوح الليثي منتج واحد صفر مؤخرا عن المشاركة بالفيلم في الدورة الأولي لمهرجان «الدوحة» التي تفتتح 29 أكتوبر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.