كان سعد الدين وهبة يرأس مهرجان القاهرة الدولى منذ 1985 حتى وفاته عام 1997، كما كان يرأس مهرجان القاهرة لأفلام الأطفال، الذى ينعقد فى مارس من كل عام منذ عام 1991. وكانت وفاة الراحل الكبير فى نوفمبر 1997، وفى ديسمبر اتصل بى الدكتور فوزى فهمى، وطلب منى أن أكون مديرًا لمهرجان القاهرة لأفلام الأطفال فى دورته الثامنة، التى تنعقد بعد ثلاثة شهور، وذلك تمهيدًا لأن أكون مديرًا لمهرجان القاهرة الدولى مرة ثانية بعد إدارتى له عام 1985، وأنه سيكون رئيسًا للمهرجانين. لم أتردد فى الموافقة، وعملت ليل نهار لإنجاز عمل سنة فى شهرين أو نحو ذلك، وفى مؤتمر صحفى عشية الافتتاح أعلنت ميزانية المهرجان بالتفصيل، كما أعلنت أجرى وهو خمسة آلاف جنيه فى الشهر. ولست هنا فى مجال تقييم الدورات اليتيمة، التى أدرت فيها مهرجان القاهرة الدولى 1985 أو الإسماعيلية الدولى 1995 أو مهرجان القاهرة الدولى لأفلام الأطفال 1998، فالمرء لا يقيم عمله، وإنما يترك ذلك لمن يهمهم الأمر من الآخرين إذا أرادوا. وعندما انتهى مهرجان القاهرة لأفلام الأطفال لم يتحدث معى الدكتور فوزى فهمى بشأن استمرارى مديرًا له، أو بشأن عملى كمدير لمهرجان القاهرة كما قال لى، ومن ناحيتى لم أتحدث معه بشأن المهرجانين منذ ذلك الحين حتى الآن. فلست أبحث عن عمل، ولا أعتبر إدارة المهرجانات مهنتى ولا أحب أن تكون، وأعتبرها أمرًا هامشيًا إلى جانب مشروعى النقدى، الذى يشمل التوثيق والتأريخ. وإنما أذكر قصتى مع مهرجانات السينما الدولية فى مصر ردًا على من نشروا أننى أضن بخبرتى على مهرجانات بلادى، وأقدمها إلى مهرجان الشرق الأوسط فى أبوظبى.. أما مهرجان الإسكندرية، وهو أحد المهرجانات السينمائية الدولية الأربعة التى تقام فى مصر إلى جانب القاهرة والقاهرة لأفلام الأطفال والإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، فهو المهرجان الوحيد الذى اعتذرت عن عدم تولى مسؤولية إدارته. ففى العام الماضى اتصل بى ممدوح الليثى، رئيس المهرجان رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما التى تنظمه، وكان معه الناقد والمؤرخ الكبير أحمد الحضرى، وعرضا على أن أعمل مديرًا لمهرجان الإسكندرية، وبالأجر الذى أحدده. وقد اعتذرت لهما قائلاً إن المسألة ليست الأجر، وإنما أسلوب إدارة الجمعية للمهرجان، الذى سبق أن أدارت به مهرجان القاهرة حتى سحب منه الاعتراف الدولى، وتوقف تمامًا، وأنقذته وزارة الثقافة من المصير الذى يواجه مهرجان الإسكندرية الآن. وكان ممدوح الليثى قد طلب منى أن أكون عضوًا فى لجنة القراءة فور توليه جهاز السينما، واعتذرت له عن عدم القبول أيضًا، وقلت له إننى لم أشترك فى أى لجنة قراءة إلا مرة واحدة عام 1970 بقرار من الدكتور ثروت عكاشة، وقدمت استقالة مسببة بعد أقل من عام نشرت فى «الأهرام»، وإننى أقرأ العديد من السيناريوهات لأصدقاء وزملاء، ولكن من دون أى مقابل مالى. [email protected]
