مدير تعليم الفيوم يُعلن نتيجة مسابقة 100معلم مُتمكن مُبدع 2 على مستوى المحافظة    البيت الفني للمسرح ينعى الفنان لطفي لبيب    رئيس الوزراء: سجلنا رقما قياسيا في استهلاك الكهرباء.. وأقصى حِمل يكون وقت الغروب    وزيرة التضامن: 4500 طن مساعدات دخلت غزة خلال 4 أيام عبر قافلة زاد العزة    وزيرة التضامن: قدمنا خدمات إغاثية ل107 آلاف شخص قدموا من غزة منذ 7 أكتوبر 2023    وزير الصحة: جهزنا 300 مستشفى في 26 محافظة لاستقبال الجرحى والمرضى من غزة    الكشف عن رقم قميص جواو فيليكس مع النصر السعودي    الكونغ فو يحصد 12 ميدالية ويتوج بالكأس العام بدورة الألعاب الأفريقية للمدارس    تدريبات خططية و تكتيكية في مران الزمالك    تأجيل دعوى عفاف شعيب ضد المخرج محمد سامي بتهمة السب والقذف    التعليم تنفي تغيير الإجابات في البابل شيت بامتحانات الثانوية العامة    ضربتها لتقويمها..إنتحار طفلة بالفيوم بالحبة السوداء.. والأم تتهم الجدة بتعذيبها    لطفي لبيب.. من خنادق الحرب إلى قلوب الجمهور: حكاية فنان جمع بين البطولة والبساطة    في شهرين فقط.. تامر حسني يجني 99 مليون مشاهدة بكليب "ملكة جمال الكون"    "أنا الذي".. طرح ثالث أغاني الكينج محمد منير مع "روتانا" على "يوتيوب" (فيديو)    الصحة تنفي الأنباء المتداولة حول زيادة مساهمة المريض في تكلفة الأدوية إلى 70% بدلا من 35%    اجتماع موسع بشركة الصرف الصحي بالإسكندرية استعدادا لموسم الأمطار    محافظ المنيا يتابع نوادي تحسين القراءة والكتابة ويدعم مبادرات التعليم الآمن    ناجلسمان: تير شتيجن سيظل الحارس الأول للمنتخب الألماني    مصر تواجه تونس في ختام الاستعدادات لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عامًا    وزارة الثقافة تعلن تسجيل مصر مبنى متحف الخزف الإسلامي في سجل التراث المعماري والعمراني العربي    تصادم سيارتي مياه بوسط سيناء يُسفر عن إصابة 3 من الإسماعيلية    رئيس جامعة المنيا يحفّز الأطقم الطبية قبيل زيارة لجان اعتماد مستشفيي الكبد والرمد الجامعيين    برواتب تصل ل50 ألف جنيه.. فرص عمل في البوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية    ركود السوق يهبط بأسعار الأجهزة الكهربائية 35%.. والشعبة: لا تشترِ إلا عند الحاجة    أهمية دور الشباب بالعمل التطوعي في ندوة بالعريش    توقعات الأبراج في شهر أغسطس 2025.. على برج الثور الاهتمام بالعائلة وللسرطان التعبير عن المشاعر    محافظ المنوفية تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 ب 469 لجنه انتخابية    ترامب: الهند ستدفع تعريفة جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من أول أغسطس    التحقيق مع صانعة محتوى شهرت بفنانة واتهمتها بالإتجار بالبشر    سباحة - الجوادي يحقق ذهبية سباق 800 متر حرة ببطولة العالم    حركة فتح: إعلان نيويورك إنجاز دبلوماسى كبير وانتصار للحق الفلسطينى    زياد الرحباني... الابن السري لسيد درويش    أحمد درويش: الفوز بجائزة النيل هو تتويج لجهود 60 عاما من العمل والعطاء    تغطية الطرح العام ل "الوطنية للطباعة" 8.92 مرة في ثالث أيام الاكتتاب    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بمجلس الشيوخ    جامعة بنها الأهلية تختتم المدرسة الصيفية لجامعة نانجينج للطب الصيني    ختام موسم توريد القمح في محافظة البحيرة بزيادة 29.5% عن العام الماضي    مصنعو الشوكولاتة الأمريكيون في "ورطة" بسبب رسوم ترامب الجمركية    بعد ترشحه لرئاسة ساحل العاج.. من هو الحسن واتارا؟    المشدد 7 سنوات لعاطلين في استعراض القوة والبلطجة بالسلام    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    النيابة العامة: الإتجار بالبشر جريمة تتعارض مع المبادئ الإنسانية والقيم الدينية    الرعاية الصحية تعلن تقديم أكثر من 2000 زيارة منزلية ناجحة    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة    ما حكم كشف وجه الميت لتقبيله وتوديعه.. وهل يصح ذلك بعد التكفين؟.. الإفتاء تجيب    أبو مسلم: جراديشار "مش نافع" ولن يعوض رحيل وسام ابو علي.. وديانج يمتلك عرضين    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    ترامب يكشف عن تأثير صور مجاعة قطاع غزة على ميلانيا    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    33 لاعبا فى معسكر منتخب 20 سنة استعدادا لكأس العالم    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد تصريحات وزارة المالية (تفاصيل)    محمد السادس: المغرب مستعد لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.




نشر في الوطن يوم 18 - 02 - 2016

فى عالم السياسة، لا بد أن تتجرد من أى معايير أخلاقية أو مبدئية، وكلما ارتفع سقف النفاق، ازداد ضجيج النجاح، يقول فلاديمر لينين: «فى السياسة لا يوجد فرق بين خيانة بسبب البغاء، أو خيانة بشكل معتمد ومحسوب»، وفى السياسة الأمريكية بالتحديد فإن هذه النظرية تلاقى رواجاً منقطع النظير، عبرت عنها الضجة الأخيرة التى أثارتها هيلارى كلينتون بعد الرسالة التى وجهتها للملياردير اليهودى الأمريكى «حاييم صابان»، وذكرت فيها أنها فى حال تولت الرئاسة الأمريكية، فستسمح لإسرائيل بقتل 200 ألف فلسطينى فى غزة، وليس ألفين فقط، فى إشارة إلى عدد من قتلتهم إسرائيل خلال عدوانها على قطاع غزة، تقول «كلينتون» فى الرسالة: «صحيح أننى أم وجدة، لكن حقوق الأطفال لن تجعلنى أتردد لحظة بالسماح لإسرائيل بقصف المدارس التى تطلق منها الصواريخ فى غزة، لأن هؤلاء يستعملون الأطفال كدروع بشرية، ويستحق الإرهابيون أن يروا جثث أطفالهم تحترق بسبب القنابل والصواريخ».
الرسالة التى نشرتها صحيفة «الجارديان» البريطانية بمثابة إعلان نوايا واضحة لسياسة كلينتون المنتوية انتهاجها، خاصة مع إعلان نيتها منح الضوء الأخضر لإسرائيل بقتل ما يقارب 10% من سكان قطاع غزة، بالإضافة إلى الدعم السياسى والاقتصادى والعسكرى الكامل لإسرائيل، وقد عوّدنا رؤساء أمريكا على اختلاف مشاربهم سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، حينما يدخلون سباق الترشح للرئاسة، التودد الفج والصارخ للوبى الصهيونى، وإطلاق العنان للوعود المحملة بطمأنة إسرائيل نحو ثبات مواقفهم السياسية تجاه أمنها واستقرارها، وتقديم الدعم الكامل لها، وعدم التخلى عن مصالحها الاستراتيجية المرتبطة جدلاً بالسياسة الأمريكية.
هيلارى كلينتون الأوفر حظاً للفوز فى الانتخابات الرئاسية لها مواقف متطرفة بشأن القضية الفلسطينية، وعندما كانت تمثل سياسة الإدارة الأمريكية كوزيرة للخارجية كانت تتبنى سياسة بلادها، فتطالب بإجراء مفاوضات مباشرة هادفة بين الفلسطينيين وإسرائيل إلى إعلان دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وأن تشمل هذه المفاوضات كل القضايا بما فيها القدس، وتنتقد الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، وتعتبرها غير شرعية، لكن دون أن تنسى دعم إسرائيل بتصريحات قوية، مثل أن الالتزام الأمريكى بأمن إسرائيل صلب كالصخر لا يتزحزح.
مواقفها هذه أطلقتها عندما كانت مجبرة على اتباع السياسات الرسمية للبيت الأبيض، وعليه لا يمكن القول إنها ستتخذ المواقف ذاتها لو كانت رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية، ففى كتابها «خيارات صعبة»، الذى صدر عام 2014، طرحت هيلارى كلينتون تصورها لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، حيث رأت أن أكثر ما يمكن لإسرائيل أن توافق عليه، هو منح حكم ذاتى للفلسطينيين فى مقابل حصول إسرائيل على الأمن، رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلى الليكودى المتطرف، الذى يعلن أحياناً رفضه حل الدولتين سرعان ما يضطر إلى التراجع عن هذا الموقف، حتى لا يفضى إلى صدام مع المجتمع الدولى!
وفى سياق آخر من كتابها، تتبنى «كلينتون» حجة اليمين الإسرائيلى الرافض لمسألة الانسحاب من الأراضى المحتلة، خشية أن تسفر التحولات فى العالم العربى عن تطورات سلبية تجعل المناطق التى ينسحب منها جيش الاحتلال قواعد انطلاق للعمل ضد إسرائيل، وتدعى «كلينتون» أنه من الصعب تسويق فكرة الانسحاب من الأراضى المحتلة، فى الوقت الذى تتهدد أنظمة معتدلة المخاطر، بل وتطالب بإضفاء شرعية على التوسع الإسرائيلى داخل الضفة الغربية. وفى أحداث «هبة القدس» لم تخف كلينتون تعاطفها مع المستوطنين اليهود، الذين لا يغادرون منازلهم خشية تعرضهم لاعتداءات المقاومين الفلسطينيين دون أن تبدى أى تفهم لدوافع الفلسطينيين، وهم الذين يتعرضون للقمع الإسرائيلى كل لحظة.
عاصفة الانتقادات والغضب الشديد من منظمات حقوق الإنسان والديمقراطيين التى أثارتها رسالة كلينتون، دفعت مسئولين عن حملتها الانتخابية إلى التوضيح بأنها قصدت أن تكتب 20 ألفاً وليس 200 ألف!! هذا التبرير عذر أقبح من ذنب، فقتل 20 ألف فلسطينى هو جريمة مروعة، وليس بأقل من سياسة فاشية أو وحشية فى انتظار البيت الأبيض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.