كاتب أمريكي: مصر قد تصبح باكستان جديدة يتعاون فيها الجيش والإخوان للبقاء في السلطة

مصر تحكمها جماعة لها جذور استبدادية عميقة ولم تتطور إلا مؤخرا نحو الانفتاح والتعددية

يجب أن تدرك جماعة الإخوان المسلمين أن الديمقراطية لا تعني فقط الفوز في الانتخابات دون تبني سياسة احتواء جميع فئات المجتمع وإجراء حوار مع المعارضة، للتوصل إلى حلول توافقية بعيدا عن لغة الإملاءات والشروط، هذا ما نصح به الكاتب الأمريكي البارز، توماس فريدمان، حيث شبه من يفعل ذلك "كأنه اشترى جهاز كمبيوتر بدون نظام تشغيل".
وأضاف فريدمان، في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز"، أن مصر إما أن تصبح دولة ديمقراطية مثل الهند أو أن تصبح باكستان جديدة، مؤكدا أن مصر بعد ستة عقود من الديكتاتورية أصبحت بلدا منقسما، حيث لا يثق المصريون ببعضهم وتشيع بينهم نظريات المؤامرة.
وتابع فريدمان قائلا إن مصر تتجه أكثر إلى النموذج الباكستاني وليس الهندي، فبدلا من أن تكون دولة ديمقراطية يتمتع فيها جميع المواطنين بكامل الحقوق، ربما تصبح دولة دينية، يسيطر عليها الجيش وجماعة الإخوان ويساند كل منهما الآخر حتى يبقى في السلطة.
وقارن فريدمان بين مصر والهند فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي، فقال إن مصر لا تزال في مرحلة انتقالية منذ عامين، بينما تبنت الهند النظام الديمقراطي منذ عقود، وتولت حكومة متعددة الأعراق السلطة في الهند عقب رحيل الاحتلال البريطاني، بينما يحكم مصر الآن جماعة لها جذور استبدادية عميقة لم تتطور إلا مؤخرا نحو الانفتاح والتعددية.
وأشار فريدمان إلى أن تواطؤ الجيش مع النظام القديم دفع بقادته إلى عقد صفقة مع جماعة الإخوان ليعود إلى ثكناته وفي نفس الوقت يحافظ على إمبراطوريته الاقتصادية.