قال طوماس فريدمان، الكاتب بالشئون الخارجية في صحيفة نيويورك تايمز، أن جماعة الإخوان المسلمين في حاجة إلى فهم أن «الديمقراطية» هي أكثر من مجرد الفوز في «الانتخابات»، وأنها تنشئ ثقافة الإدراج والحوار السلمي، ليأتي احترام القادة عن طريق مفاجأة المعارضين بالمفاوضات بدلا من الإملاء. وأشار فريدمان الى أن عدم قبول تولي مسيحي منصبًا هامًا خلال عقد أو عقدين بالبلاد، فسيكون ذلك دليلاً على «فشل الديمقراطية» في مصر.
ويرى فريدمان أن مصر التي أدى الاستبداد فيها إلى حدوث انقسام عميق، يجب عليها أن تتساءل كيف استطاعت الهند التي كانت مستعمرة بريطانية سابقة أن تصبح على هذا الحال، حيث تولي سيد آصف إبراهيم منصب رئيس مكتب المخابرات الهندية بالرغم بأنه مسلم، والهند بلد يغلب عليها الهندوس، مشيرًا إلى أن الأمن في الهند مهدد الآن من المسلمين المتطرفين الذين يمارسون العنف، ويأتي خبر تولي إبراهيم ليكون أمرًا كبيرًا للغاية، وفي نفس الوقت فهو نوع من تطوير تمكين الأقليات، موضحًا أن هذا الأمر يشبه أن تقوم مصر بتعيين مسيحي قبطي كرئيس أركان الجيش.
ويقول أن الهند ظلت لعقود تعد للديمقراطية وقبل الاستقلال كانت تحارب من أجلها، ولكن مصر لم يمر عليها عامين على الديمقراطية، كما أن السياسة المصرية كانت مجمدة ومحتكرة لعقود في نفس العقود التي كان قادة سياسيون في الهند مثل غاندي يبنون نظامًا متنوع بشكل استثنائي ومختلف ومرن بشكل مبهر بحسب لاري دايموند خبير الديمقراطية، الذي استكمل فريدمان سرد رأيه.
ويقول دايموند أن الحزب الذي كان مهيمن عند سقوط الرئيس السابق حسني مبارك كان جماعة الإخوان المسلمين ومحصورًا دينيًا مع جذور استبدادية ومازال مؤخرًا يتطور نحو شيء أكثر انفتاحًا وتعددية.
ويضيف دايموند أن الإخوان قاموا بدفع المعتدلين من داخل حزبهم بعيدًا واحتجزوا السلطات الاستثنائية وضربوا منافسيهم في الشوارع ويسعون الآن من أجل دستور يفتقر لتوافق شريحة كبيرة من المجتمع المصري الذي يشعر بالظلم والاستعباد.
ويشير دايموند إلى أنه مع سقوط مبارك، أعاد الإخوان الجيش إلى ثكناته وشعر قادة الجيش أن عليهم إبرام صفقة لحماية الشبكة الاقتصادية التي قاموا ببنائها، فأدى تواطئهم العميق مع النظام القديم إلى التفاوض مع النظام الجديد وليس بإمكانهم الآن أن يكون لهم تأثيرًا في كبح الزمام.
ويعود فريدمان ويؤكد على ان مصر تحتاج مصر إلى تطوير ثقافة الحوار والنقاش السلمي المحترم بدلا من حوار قذف الطوب والمقاطعة والتآمر والانتظار من أمريكا أن تشجب أحد الطرفين.
ويؤكد على إن "انتخابات بدون هذه الثقافة مثل جهاز الكومبيوتر بدون برمجيات .. لا يعمل". مواد متعلقة: 1. «فريدمان» يطالب «اوباما» بالحفاظ على مسار الديموقراطية المصرية 2. فريدمان: صعود الإسلام السياسي في الشرق الأوسط يثير المخاوف لإسرائيل 3. «فريدمان»: إنقاذ مصر بيد "مرسي" ومعارضيه