تنقلب الموازين في لعبة السياسة، وتتغير الحسابات بين ليلة وضحاها، فعهد متابعي الأحداث السياسية عدم الثبات على المبدأ، فالمصلحة تحكم تارة، ومجريات الأمور تتحكم تارة أخرى، لذلك أصبح كل شيء جائز طالما تعاقبت الأحداث. "الأولتراس"، تلك المجموعات الشبابية التي تواجه مصائر مختلفة طوال الوقت، منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، ما بين الاحتواء والاضطهاد، البعض يدافع عنهم، ويطالب بضرورة الحوار معهم والتعرف على مشاكلهم، وآخرين يرون في ذبحهم خيرًا كبيرًا لصالح البلاد. منذ وصول مجلس المهندس محمود طاهر، إلى قيادة النادي الأهلي، وهم يهاجم في الإعلام بسبب فتح أبواب النادي إلى مجموعات الأولتراس، للاحتفال مع لاعبي القلعة الحمراء بالبطولات، ومساندتهم قبيل المباريات الهامة، سواء في كرة القدم أواليد أو الطائرة، وكان أخرها مساء الإثنين، حينما سمحت إدارة النادي للجماهير إحياء الذكرى الرابعة لمذبحة بورسعيد، داخل ملعب التتش. وكانت أحداث إحياء الذكرى الرابعة للمذبحة، نهاية العلاقة بين مجلس الأهلي ومجموعات الأولتراس، حيث تحول موقف الإدارة 180 درجة، بعد أن نددت بالهتافات التي رددتها المجموعة، أمس، تحت عنوان "الأهلي يرفض الإساءة لمؤسسات الدولة ورموزها". وقال البيان: "يرفض مجلس الإدارة شكلا ومضمونا كافة الإساءات التي صدرت عن البعض من الجماهير في ملعب التتش في حق أي من مؤسسات الدولة والتي تحظى جميعها بالتقدير والاحترام الكامل من النادي الأهلي ومجلس إدارته وجماهيره، والكل يفخر بهذه المؤسسات الوطنية ويساندها وفي مقدمتها القوات المسلحة الدرع الواقي للبلاد ورجال الداخلية الذين يمثلون الأمن والأمان". يأتي ذلك تزامنًا مع مداخلة الرئيس السيسي مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامجه "القاهرة اليوم، طالب خلالها بحل مشكلة الأولتراس، والحوار معهم. وقال السيسي لعمرو أديب: "أنا سعيد جدًا بعرضك لموضوع الأولتراس، وده حاجة محترمة، ومواجهة محترمة لمشكلة مهمة في بلدنا، وأنا معاك إننا كدولة لم نجد حتى الآن سبيلاً جيدًا للتعامل، وفي موضوعات زيها لسه متعملناش معاها كويس". وتابع: "أنا كنت موجود في موضوع الأولتراس بتاع مذبحة بورسعيد، ومفيش حاجة اتمسكت، ومفيش حقيقة واضحة بجلاء نقدر نطمئن لها، في حد مخبي حاجة أو حد مش عارف حاجة ممكن يكون ده حصل"، داعيًا لتشكيل لجنة من 10 الأولتراس ليتم عرض نتائج التحقيقات عليهم، قائلًا: "يا شباب الأولتراس رشحوا عشرة منكم بتثقوا فيهم ويتم إطلاعهم على النتائج اللي تم التواصل إليها حتى الآن، والموضوع مش سر، ولازم يطلعوا على كل شيء برعاية الرئاسة".