تردد العديد من الألسنة المنتمية إلى صفوف الإخوان والسلفيين -هذه الأيام- حديثاً ممجوجاً عن «إهانة الرئيس»؛ أحدهم يقول متأففاً: الناس تقف عند عتبة قصر الاتحادية وتنادى بسقوط الرئيس، رغم أنه جاء بانتخابات شرعية، وآخر يمتعض من قيام البعض بذكر اسم الرئيس «حاف» من غير «غموس التفخيم»، دون أن يكلف أحدهم خاطره فيصدر اسم الرئيس بما يستحقه من ألقاب، حددها هذا «الآخر» فى: «فخامة الرئيس الأستاذ الدكتور محمد مرسى». وأتصور أن هؤلاء لا يستوعبون معنى ولا دلالة ما حدث ويحدث فى مصر منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن، المواطن اختلف يا حضرات، وأصبح السيد الذى يجب أن يطاع، ورئيس الدولة هو مجرد موظف يقبض راتبه من الضرائب التى يدفعها المواطن، وقد وصف الدكتور «مرسى» نفسه فى أول خطاب توجه به إلى الناس ب«خادم الشعب»، إذن لماذا «يستكثر» هؤلاء على المتظاهرين أن يعبروا عن غضبهم من «مرسى»؟، والأدهى من ذلك الغضب الذى ينتباهم من ذكر اسمه «مرسى» دون ألقاب، رغم أن خير خلق الله كلهم: نبى الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، كان يناديه أصحابه ب«يا محمد»، هذه الممارسات لا تشكل أى إهانة للأخ «مرسى» أيها الإسلاميون «الطيبون»!. لكننى من زاوية أخرى أتفق معكم فى أن الرئيس فعلاً «يهان» حالياً، نعم يهان بأقصى درجات الإهانة، هل تعلمون ممن؟. إنه يهان منكم أنتم!. من يهين «مرسى» حقاً هو جماعته التى تملى عليه القرارات «اللى تودى فى داهية»، وتخلق له الأزمة تلو الأزمة، مما يتسبب فى خروج الناس مطالبين بسقوطه، من يوجه الإهانة ل«مرسى» فعلاً هو جماعة الإخوان التى جعلت من نفسها دولة داخل الدولة، ودفعت القاصى والدانى يسخر من أن هناك رئيساً فعلياً لمصر (اسمه خيرت الشاطر) يفرض ما يريد على الرئيس الشكلى (الدكتور «مرسى»)!. الإهانة الحقيقية للدكتور مرسى جاءته من تلك «الدقون» التى تقاطرت بالآلاف إلى قصر الاتحادية لحماية شرعية الرئيس من المتظاهرين الذين ينادون بسقوطه، فاشتبكوا مع شباب مصرى مثلهم فى معركة يمكن وصفها ب«الغزوة»، من كثرة التكبير والتهليل اللذين علت بهما حناجر «فرسان الريس» أو من أطلقوا على أنفسهم «رجالة مرسى». فأمام العالم كله ظهر الدكتور «مرسى» كرئيس عاجز عن السيطرة على مؤسسات الدولة، وأضعف من أن يحرك الجيش أو الشرطة، لذلك يقوم «رجالته» بالواجب، الذين أهانوه حقاً هم من علموه الكذب على الشعب، وخلف الوعد، وعدم احترام كلمته، هؤلاء هم مصدر الإهانة الحقيقى للدكتور مرسى. ومن عجب أنك تراهم بعد ذلك غاضبين من بعض من يذكرون اسم «مرسى» خالياً من «كوليسترول» الألقاب.. نظام «اقتل القتيل وامشى فى جنازته»!.