حمدى رزق قضاء أخف من قضاء ،يقينا قضاء مرسي أخف من قضاء شفيق، هكذا أعتقد وكتبت ما أعتقد، وليس خافيا علي السامعين أنني لا أفضل مرسي رئيسا، لكنها مشيئة الله، ولا أرتجي منه أو جماعته وصالا ، لا يملكون ضرا ولا نفعا، ولكني لا أجد أية غضاضة في كون" أم أحمد " زوجة الدكتور مرسي سيدة أولي. البعض يستكثرون عليها المقام، يفضلونها شقراء مثل جيهان ، وخريجة جامعة أمريكية مثل سوزان، ورغم أن الحنين لايزال إلي " تحية " زوجة خالد الذكر جمال عبد الناصر ، زوجة رئيس وليست رئيسة الرئيس، أما لأولاد الرئيس، ليست أما للوريث، أم أحمد أم لخمسة أولاد وبنات (أحمد وشيماء وأسامة وعمر وعبد الله)، وجدة لثلاثة أحفاد، إلا أن نفرا من المتحذلقين خد أم أحمد رايح جاي، تشطيف، تلطيش، تسخيف، تبويخ، تقزيم، تسفيه، لا يسخر قوم من قوم . لاتثريب علي أم أحمد حرم السيد الرئيس أن أجلت تشريفها القصر الجمهوري (بالاتحادية) إلي مابعد امتحانات الثانوية العامة، يارب ينجح العيال، لاتثريب علي أم أحمد أن تدخل القصر الجمهوري بخمار يغطي الوجه والكفين، أمي وأمك تغطي الوجه والكفين بخمار مختلف ألوانه يسر الناظرين، أم أحمد مختمرة، وماله، سِلو بلدنا، البنت محجبة وأمها مختمرة وخالتها منتقبة، وبنت عمها سافرة بتلبس علي الموضة، أم أحمد تعرف جيدا واجبات الزوجة الصالحة، اذا نظرت إليها سرتك...، لاتثريب علي أم أحمد أن ظلت أم أحمد وأن سكنت القصر، القصور تغير النفوس، اللهم احفظ عليها لقبها " أم أحمد " ولا تفتنها بلقب السيدة الأولي . " أم أحمد " مصرية ،فلاحة، بسيطة، بتغسل علي الطشت، نقلتها ثورة شعب من مصاف العاديات إلي مقام السيدات الأول، أفلحت إن صمدت ولم تتغير، وظلت علي ود ووصال مع أم ابراهيم وأم صابر وأم حسني، ليتها تعزمهن جميعا في القصر يشوفوا الأملة التي صارت عليها عائلة الدكتور مرسي ،إما بنعمة ربك فحدث، سيفرحن كثيرا، ويحمدن الله كثيرا، قصر الاتحادية ذاب الشمع عن حوائطه، وذاب جليد ساكنيه، صار شعبويا هذا القصر، ليتهم يسمونه قصر الشعب . نفر من المتنطعين دأبوا علي الاجتراء علي مقام " أم أحمد "، وتناولوها بالنعوت والرسوم كما فعلوا مع أم أيمن (نائبة البرلمان) ، يستنكفون ظهور " أم أحمد " في المشهد الرئاسي ،مطلوب سيدة أولي شريطة ألا يكون اسمها " أم أحمد " ، وألا تكون زوجة الدكتور مرسي، نفر من كتابنا يستكثرون علي أم أحمد سكني القصر الجمهوري، بعضهم يقترح لأم أحمد شقة حجرتين وصالة في مصر الجديدة جنب القصر، أم أحمد في القصر لا تلِدّ علي البعض ،أم أحمد في الاتحادية ، والله إنها لعجيبة من عجائب الزمان . بعضهم وحشته طلة الهانم، يطلبونها بيضاء من غير سوء، تسر الناظرين، رشيقة، قدك المياس، ممشوقة القوام، علي المقاس، تفهم في الإتيكيت، وارتياد الصالونات، يفضل من كانت تعاني" لثغة " فتنطق الراء غينا، تجيد لغة الكاميرا، الكاميرا بتحبها، تبحث عنها في الحفلات المخملية، علي صلة وثيقة بنوادي الليونز والروتاري في تجليها المحلي والدولي. يفضل من كانت ذات أصول إنجليزية أو تركية، تجيد الإنجليزية كأهلها، أم أحمد تجيدها، و ترطن بالفرنسية طلبا لآخر خطوط الموضة، وبضع كلمات بالايطالية لارتياد المعارض التشكيلية، وتتهجي تحية الصباح بالألمانية لزوم البروتوكول ، تهوي الموسيقي الكلاسيك، وتحرص علي الافتتاحات، وتقتني اللوحات ، وتقرأ الروايات بالانجليزية، الدكتور مرسي يقرأ روايات تشارلز ديكنز وشعر عنترة ( هناك صلة قرابة قديمة بين مرسي وعنترة من أيام عبس) ، وأن يكون اسمها من كلمة واحدة أو مقطع واحد من كلمتين، ولت أيام من كانت " أيرش " إيرلندية وتتباهي بأصولها الانجليزية بين ولاد الأصول المصرية. نعيب زماننا والعيب فينا، لازم تكون جيهان أو سوزان، لازم بنت فلان وعلان وترتان، لازم أبوها يكون باشا، ولازم جدتها من الجزر البريطانية، مينفعشي من الشرقية، وبلغ العنت بنفر من المتربصين المدونين والمغردين والفيسبوكيين مبلغا، وتتالت تعليقاتهم ساخرة من سيدة لم تؤذ أحدا، ولم تتعرض لأحد، ووقفت جنب زوجها مثل أي زوجة مصرية، انهالت التلويمات والتقريعات، وتتالت الرسومات، أم أحمد في القصر تبحث عن أنبوبة البوتاجاز، وتتصل بسوزان تسأل عن كيفية تشغيل الشواية والهواية، وصار الفيس بوك معبأ بروائح حلل المحشي والطواجن التي تطهوها أم أحمد في مطبخ القصر ،أم أحمد نفسها حلو في الطبيخ . من ضاقوا ذرعا بسوزان وقبلها جيهان، يستكثرون علي أم أحمد لقب السيدة الأولي، كيف تستكثرون علي شعب سيداته كلهن علي تلك الشاكلة الطيبة، شعب أم محمد وأم إبراهيم وأم خليل، وأم مجدي، أن تكون ممثلتهم في القصر الجمهوري أم أحمد، لازم تكون سوزان وجيهان والله هذا نوع من البهتان . ربما أم أحمد لا تعرف البروتوكول ولا الإتيكيت، لو حبكت علي البروتوكول تتعلم، ليست جاهلة حاصلة علي دراسات في الترجمة الفورية، وتترجم كل حرف يقال هزوا، ويقينا تبتئس، ليس مهما أن تجيد " أم أحمد " الإنجليزية (بالحرف الأمريكي)، وليس مهما أن تجيد مغازلة الميديا، الميديا شرهة إلي صور السيدة الأولي، إلي حوارات السيدة الأولي، إن تجاوبت كانت مثل جيهان وسوزان، وإن احتجبت كانت مثل تحية ، أن تنال الهدايا والجوائز أو تنال احترام وجائزة الناس، أتعرفون الناس في بلادي يفضلون تحية علي جيهان وسوزان، وربما يفضلون (أم أحمد) في حالة الدكتور مرسي .