«حسن النية» حالة غائبة بين المواطن والمسئول، إعلان شركة المياه عن تنظيم «فواتير شهرية» بداية من مارس المقبل بدلاً من الفاتورة بقيمة الاستهلاك كل شهرين، تحول لدى المواطن إلى إشارة بزيادة منتظرة فى قيمة الدفع، لكن بمعنى أقل صدمة. «يعنى انتو بدل ما تقولوا هنزود الفواتير زى شركة الكهرباء، حبيتوا تزوقوها وتقولوا هتبقى شهرية»، تتحدث إنجى حازم، السيدة الأربعينية التى تجاهد للبقاء قيد «الستر»، أصبحت تستقبل كل تصريح جديد بمزيد من التوجس. «الصيرفى»: «اللى يحس إنها كتير يقلل استهلاكه» «الموضوع بقى شبه الكاميرا الخفية، كل شوية يختبرونا ويشوفوا رد فعلنا، بس على الأقل الكاميرا الخفية بتطلع هزار فى الآخر لكن الحكومة فى الغلا عمرها ما هزرت، وبتتعامل على طريقة إزاى أسحب دمك لآخر قطرة»، داخل شقتهم المستأجرة بمدينة الشروق تبذل «إنجى» برفقة والدها الكثير من الجهد لأجل قضاء الشهر دون ديون: «إيجار الشقة 1400 جنيه، غير المياه والكهرباء والغاز والنظافة»، تعمل «إنجى» فى وظيفة بسيطة بإحدى السفارات: «مابقدرش أدفع الإيجار لوحدى، بدفع النص وأهلى بيدفعوا الباقى، لو فيه يوم متأخرة على الشغل وأخدت تاكس بدفعلى 40 جنيه، يعنى من كل ناحية الفلوس بتطير، وكله خربان». ناصر الديلى، مواطن آخر اعتبر «المياه» ستدخل إلى دائرة فواتير الأزمة: «اشمعنى المياه، كانت هى الوحيدة اللى مش بنشيل همها، وبندفعها بدون تأخير عشان قيمتها معقولة نسبياً ومش كل شهر، دلوقتى هتبقى فاتورة المياه زى فاتورة الكهرباء، أزمة كل شهر». على عكس توقعات المواطنين، تؤكد شركة المياه أن فكرة الفواتير الشهرية تهدف لصالح المواطن: «الناس كانت بتحس إنها كتير لما بتيجى كل شهرين، لذلك عملناها كل شهر عشان لما المواطن يلاقيها فى شهر غالية يقدر يقلل استهلاكه فى الشهر اللى بعده»، قالها العميد محيى الصرفى، المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، مؤكداً أنها خطوة لتخفيف حمل الفاتورة: «بدل ما الفاتورة تيجى كل شهرين ب500 جنيه مثلاً تيجى كل شهر ب250 واللى يحس إنها كتير يقلل استهلاكه».