حالة من الغضب الشديدة يعيشها سكان منطقة طوابق فيصل بمنشأة البكاري، بسبب فواتير مياه الشرب المبالغ فيها، بالرغم من الانقطاع الدائم للمياه، فأزمة المياه بالمنطقة ممتدة على مدار الشهور الأربع الماضية، حتى اضطر السكان لقطع الطريق الدائري اعتراضًا على قطع المياة إلا أنهم صدموا بقيمة فاتورة استهلاكهم للمياه التي لم تكن موجودة من الأساس، ورصدت "التحرير" معاناة سكان هذة المنطقة. "يا بيه إحنا معندناش مياه خالص من شهور، بتيجي نص ساعة في الفجرية، وبتكون مصدية وريحتها تقرف وبعدين ألاقي الفاتورة ب 270 جنيها، يعني النص ساعة مياه ب 3 جنيهات" هذا ما قاله ممدوح يوسف، 38 سنة، مقيم بشارع حسن مراد بالطوابق فيصل. وأكد أنه لا يوجد قارئ للعدادات، وأنهم اشتكوا كثيرا ولكن بلا نتيجة، وفي النهاية يجدوا أنفسهم مضطرين لدفع الفاتورة "لأن جنيه الحكومة مبيروحش" بحسب وصفه. وقال عبد الله ربيع، مقيم بنفس الشارع، أنه "نسى شكل المياه في الحنفية"، وبالرغم من ذلك يجد فاتورة المياة "نار" بحسب وصفه، مشيرًا إلى أنه يقيم في الدور الأرضي ولديه "موتور" لشفط المياه إلا أنه لا يستطيع توفير المياه، لذا اضطر هو وجيرانه لشراء خرطوم مياة بطول 50 مترًا "عشان نملأ مياه من المسجد عند الماسورة الرئيسية". وأضاف ربيع "نفسي الحكومة تحس بالناس، والموظفين اللي على المكاتب تحس بالناس، كلنا عمال بنشتغل باليومية مش بهوات هنشتري المياه المعدنية، دي مش عيشة بني آدمين، دي بيوت وفيها أطفال بتشرب وتغسل وتخش دورة المياه". وقالت "أم مينا": "المياه بقت أحسن من الأول بكتير، كنا فين وبقينا فين، بقت تيجي الساعة 12 بالليل، وتقطع الصبح بدري، بحوشها عشان في الجراكن والكولمن والزجاجات، عشان أطبخ منها وأخش الحمام، بس ريحتها ولونها بتبقى وحشه ياريت ينضفوها شوية، بس هنعمل إيه". "اسمي عبدالرحمن 63 سنة، شغال بواب، وشارب الحزن كله، الناس متأزمة، بقالنا شهور كتيرة ريقنا نشف من قلة المياه، وفي الآخر لقينا فاتورة المياه ب 1215 جنيها، أنا زعلان عالناس مش زعلان على نفسي"، مضيفا: "طيب مسكناك يا سيسي الرئاسة تظبط بجد ولا أيه". وأضاف "الحاج عبد الرحمن": "أني هتجنن إزاي مفيش مياه والفاتورة تبقى بألوف الجنيهات، مفيش مسئول يخلي في عينه حصوة ملح، ولا في حد يجي يقرأ العداد". وقالت شيرين سعد، إحدى ساكنات المنطقة: "أنا مش عارفة أعمل أيه، نفسي أعزل من فيصل بسبب انقطاع المياه الدائم في الطوابق، أنا بقالي شهرين سايبة شقتي وقاعدة أنا وجوزي وابني عند أبويا، في شقة لأوضة وصالة في الوراق، عايشة فيها مع أبويا وأمي و 5 أخوات". وأشارت إلى أنها أصبحت وزوجها في موقف محرج قائلة، "أمي قالت لي مثل شعبي ينطبق على حالي (جوزتها عشان تتاخر راحت وجابته هو الآخر)".