◄ دى بروين ومولر وبيبي «حواديت خالدة» في «برواز التألق» ما أصعب الوداع، لحظة توقف الوصال المعتاد مع منبع ومصدر التعلق بهواية ما، ثمة اطمئنان ينتاب من يشاهد مصدر الإلهام متواجدًا-مجرد تواجد - حتى وإن لم يكن بطلاً للمشهد، الملهمون ابتكروا وأبدعوا وصنعوا وسار على دربهم آخرون، لتكون متعة مجانية لمشاهد يريد أن ينسى همومه بركلة تنطلق معها أفراحه المنسية من هموم الحياة. خلال الأيام القليلة الماضية، كان هناك حفلات وداعية في الملاعب الأوروبية لأكثر من أسطورة كروية سطّر كل منهم بإبداعات فريدة تاريخًا لن يُنسى مع أنديتهم، حيّتهم الجماهير، والتقطوا الصور التذكارية، هناك من علّق حذاءه نهائيًا واعتزل اللعبة، وهناك من اختار مواصلة المشوار لكن من الصعب أن يكتب فصل يضاهى الفصول الماضية، فإلى أبرز لحظات الوداع وما يستتر خلفها من حكاية ذرفت دموع العاشقين والمحبين ليس فقط فى المستطيل الأخضر، بل فى كل مكان يهتم بكرة القدم حول العالم. ◄ بكاء ملكي النهاية الأبرز كانت في سانتياجو برنابيو، الملعب الخاص بالنادي الملكي ريال مدريد .. خلال مباراة ريال مدريد وريال سوسيداد بختام الدوري الإسباني، شهد ملعب نادي العاصمة الإسبانية وداعية ثنائى تاريخي لن يُنسى في أرشيف النادى العريق بوصفهما حققا إنجازات لم تكن سهلة قاريًا ومحليًا، الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني السابق للفريق، والكرواتي لوكا مودريتش نجم الريال وقائده. وكان مودريتش من أبرز النجوم المتبقين من الجيل الذهبي لريال مدريد الذي «احتكر» التتويج بدوري الأبطال بحصد البطولة ست مرات، ثلاث منها مع أنشيلوتي. وصلت مسيرة النجم الكرواتى مع الريال لثلاثة عشر عامًا تقريباً منذ انضمامه للفريق الإسبانى فى 2012 قادمًا من توتنهام هوتسبير.. توج مودريتش مع الريال بكل شىء ممكن.. دورى أبطال، سوبر أوروبي، كأس العالم للأندية، دورى إسبانى، كأس ملك إسبانيا، سوبر إسبانى. ولعل عدد مرات التتويج بالدورى كان قليلا مقارنة بعدد سنوات اللعب التى قضاها مع الفريق الملكى، فلم يتوج سوى بأربع نسخ فقط. في المقابل، كان تواجده فى الريال مفتاحًا للجائزة التى يحلم بها أى لاعب فى العالم، جائزة الأفضل، لوكا توج بها مرتين فى نفس العام، الكرة الذهبية من فرانس فوتبول والأفضل من الفيفا، كما حصد جائزة أفضل لاعب في أوروبا. يعد لوكا أفضل من لمس كرة القدم في تاريخ كرواتيا، وصل بمنتخب بلاده لأفضل إنجاز بتاريخها وهو حصد وصافة كأس العالم بالوصول للنهائى أمام فرنسا فى 2018 .. وفى النسخة الماضية 2022، حصل مع زملائه على المركز الثالث لتعد البرونزية الثانية فى تاريخ بلاده بعد تحقيقها لأول مرة فى 1998.. يفصل مودريتش ثلاثة أشهر تقريبًا عن إتمامه عامه الأربعين، وهو الإنجاز الكبير الذى يلخص مدى احتفاء جماهير الريال بنجمه، ليس فقط جماهير الريال، بل كل العاشقين للكرة حول العالم، تساءل الجميع: كيف للاعب وصل لهذه المرحلة العمرية أن يواصل الإبداع الكروى والمهارة هكذا؟.. فقد أمتع مودريتش العالم بإبداعاته ومهاراته، ويبقى له فصل وحيد مع الفريق فى الولاياتالمتحدةالأمريكية بكأس العالم للأندية الذى سيشهد آخر مشاركة للنجم الكرواتى مع الريال. ◄ أنشيلوتي .. شكرا في المقابل، كانت جماهير الريال على موعد مع وداع آخر فى نفس اليوم، كارلو أنشيلوتى المدرب التاريخى للفريق الإسبانى والمدير الفنى الحالى لمنتخب البرازيل.. فى كلمة أنشيلوتى الوداعية بكى فلورنتينو بيريز رئيس النادى، وهو ما يُلخص ما تركه الإيطالى من إرث كبير يصعب نسيانه. توج كارلو مع الريال بكل البطولات الممكنة، ولعل دورى الأبطال هى البطولة الأهم له، وبالتحديد نسخة 2014 لاستعادته اللقب بعد غيابه عن الفريق الملكى منذ 2001، ونجح فى التتويج به بعد ذلك مرتين . ◄ العقل المفكر ويظل الحديث ممزوجًا بالبكاء فى وداع لاعب آخر ولكن بمانشيستر سيتى، البلجيكى كيفين دى بروين الذى أثّر فى الجميع بكلمته الوداعية لجماهير السيتى ويعد الإسبانى بيب جوارديولا المدير الفنى للفريق أبرز من تأثر. يعد كيفين من أبرز أسباب نجاح السيتي خلال السنوات الماضية، كان العقل المفكر للفريق الإنجليزي، ويقال عادة إن جوارديولا كان يشدد على التزام كل لاعب بمنطقة تحركاته في الملعب، باستثناء دى بروين الذى يحصل على جانب من الحرية فى تحركاته بالملعب بوصفه قائدًا لهجمات السيتي وقدراته المهارية الكبيرة. رحل صاحب ال34 عامًا عن السيتى، ولن يعتزل كرة القدم بهذا الرحيل، إلا أنه طوى صفحة مهمة من ملف مشوار صعب أن يتكرر فى وجهته المقبلة. ◄ الثعلب المونديالي ومن إنجلترالألمانيا، كان هناك وداع آخر للاعب ترك أثرًا وإرثًا كبيرًا على المستويين الدولي والمحلي، توماس مولر، مهاجم منتخب ألمانيا وبايرن ميونيخ، الذي أصبح في قائمة الهدافين التاريخيين بكأس العالم برصيد 10 أهداف سجلها فى نسختين فقط، 2010 و2014. حصد الثعلب المونديالي عدد بطولات تاريخي، توج ب34 بطولة، منها الحصول على كأس العالم مع المنتخب الألمانى 2014، 33 بطولة مع فريقه بايرن، 13 بطولة دورى، 8 سوبر ألمانى، 6 كأس ألمانيا، 2 دورى أبطال، 2 سوبر أوروبى، 2 كأس عالم للأندية. مولر مثّل مع فريقه ولمنتخب بلاده أرقاما تاريخية وأهدافا لا تُنسى، لذا سيظل وداعه ورحيله عن البايرن فى مكانة مختلفة بأرشيف الذكريات . ◄ اقرأ أيضًا | مودريتش يكشف حقيقة انتقاله إلى ميلان ◄ رجل المائة المضاعفة وبالعودة للإنجليز، فإن هناك وداعًا له رمزيته، برحيل النجم الإنجليزي التاريخي عن فريق ليستر سيتي، جيمي فاردي، صاحب ال38 عامًا الذي شارك فى إنجاز من الصعب أن يتكرر بتتويجه مع فريقه بالدورى الإنجليزي موسم 2016/2015 وحصد بعدها الجوائز الفردية التالية لهذا الإنجاز والتى جعلته لاعب العام حينها فى إنجلترا. وصل فاردي لرقم تاريخي، بتسجيله 200 هدف مع ليستر خلال 500 مباراة خاضها مع الفريق الإنجليزي. وفي لقطة شهيرة خلال أيامه الأخيرة ظهر وهو يحمل صندوقًا يتعلق بمقتنياته استعدادًا منه للرحيل وهو ما أثر كثيرًا فى جماهير ليستر. وتم الاحتفاء الكبير باللاعب في وداعه، ولمَ لا وهو أيقونة لن تُمحى من ذاكرة البريميرليج. ◄ وداع ببطاقة حمراء وفي إيطاليا، كان هناك وداع باعتزال لحارس المرمى الإسباني بيبي رينا الذي اختتم مشواره مع فريق كومو الإيطالي .. خاض صاحب ال42 عامًا مسيرة حافلة بالتتويجات وإن لم يحظ بالشُهرة الكافية، حصد بطولتى كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده حتى وإن كان بديلًا.. لعب رينا لأندية يحلم بارتداء قميصها أى لاعب في العالم، مثل برشلونة وليفربول وإي سي ميلان. في آخر مبارياته حدث ما يعد أمرًا فريدًا، بتعرضه للطرد خلال مواجهة فريقه لإنتر ميلان وقد تكون من المرات القليلة التي يتعرض فيها لاعب للطرد بآخر مبارياته مع ناديه.