الحياة تحولت إلى جحيم ومعاناة يومية، البيوت عائمة على المجارى ومياه الصرف اختلطت بمياه الشرب، والأهالى يصرخون دون مُنقذ، هكذا الحال فى قريتى «ششت الأنعام» مركز إيتاى البارود، و«أبودرة»، مركز شبراخيت، بمحافظة البحيرة، ورغم أنهما تابعتان لمركزين مختلفين، فإن الوضع يتشابه فيهما إلى حد كبير، وكأنه نسخ بالكربون. القريتان غارقتان فى مياه الصرف.. والفشل الكلوى ينتشر بين الأهالى وتفاقمت الأزمة منذ أسابيع بسبب مياه الأمطار، التى أدت إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية تحت البيوت، وطفحت المجارى، مع افتقاد القريتين شبكات صرف صحى، وتجاهل المسئولين للأوضاع السيئة التى وصلت إليها القريتان، خاصة أنهما كانتا تعانيان من اختلاط مياه الصرف بمياه الشرب، ما أدى إلى انتشار الفشل الكلوى بين الأهالى. وأكد أهالى القريتين أنهم تقدموا بالكثير من الشكاوى والاستغاثات إلى مسئولى المحافظة والوحدة المحلية بالمركزين، لإنقاذهم من المأساة التى يعيشون فيها، لكن دون جدوى. يقول عبدالرحمن خضر، مدير مدرسة «ششت الأنعام الابتدائية»، إن القرية التى يبلغ تعداد سكانها أكثر من 15 ألف نسمة، أصبحت تعوم على بركة كبيرة من مياه المجارى، التى تختلط بالمياه الجوفية ومياه الشرب، وهو ما أثر بالسلب على المنشآت والمصالح المختلفة بالقرية، ويتطلب ضرورة وسرعة تنفيذ مشروع الصرف الصحى، الذى سمعنا عنه كثيراً لكن شيئاً لم يتحقق على أرض الواقع. ويؤكد محمود حاتم، رئيس قسم تنسيق الابتدائى بإدارة إيتاى البارود التعليمية، وأحد أهالى القرية، أن شوارع قرية «ششت الأنعام» تنتشر بها البرك والحفر، ودائماً تعانى من طفح مستمر للمياه الجوفية ومياه المجارى، بسبب اعتماد الأهالى على الصرف الصحى العشوائى الذى أنشأوه بالجهود الذاتية، ما أدى إلى تفاقم المشكلة بالقرية الكبيرة التى تضم وحدة محلية وعدداً من المصالح الحكومية المختلفة، وتتبعها قرى وعزب أخرى. وأضاف أن حياة الأهالى تحولت إلى جحيم وعذاب خلال الأيام الماضية، فى ظل موجة الأمطار الغزيرة التى ضربت المحافظة، ويواجه المواطنون صعوبة كبيرة فى الدخول والخروج من وإلى القرية والتنقل فى شوارعها، بسبب طفح المياه فى الشوارع. وأكد أحمد آدم، مدرس وأحد أهالى «ششت الأنعام»، أن شباب القرية اتفقوا خلال لقاء موسع لهم على تشكيل لجنة تتولى حل مشاكل الصرف الصحى بالقرية، من خلال تسليك وتطهير البالوعات بشكل مستمر حتى لا تتعطل عن العمل، على أن يتم تحصيل مبلغ 5 جنيهات شهرياً من كل منزل، بموجب إيصال من الجمعية الخيرية بالقرية للإنفاق على حل المشكلة، فى ظل توقف مشروع الصرف الحكومى، الذى كان مقرراً تنفيذه من قبل المحافظة والوحدة المحلية، دون أسباب، والذى بدأ العمل به منذ 4 سنوات لكنه متوقف حالياً. ومن جهته قال الدكتور عمر حمروش، عضو مجلس النواب عن دائرة إيتاى البارود وشبراخيت ل«الوطن»، إنه تقدم بطلب إلى المحافظ لإنهاء مشكلة الصرف الصحى بقرية «ششت الأنعام»، واستكمال العمل بمشروع الصرف المتوقف منذ فترة، موضحاً أن الدكتور محمد سلطان أصدر توجيهاته لرئيس الجهاز التنفيذى لمشروعات مياه الشرب والصرف بالمحافظة، بدراسة موقف المشروع بالقرية، والعمل على إنهاء المعوقات التى تعترضه واستكماله. من جانبه قال الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة إنه بالتنسيق مع قيادات الجهاز التنفيذى لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى، توصلنا إلى تنفيذ خطة عاجلة لدعم مرفق مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة، بمبلغ 332 مليون جنيه، وتشمل دعم الهيئة القومية لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى بمبلغ عاجل وقدره 268.5 مليون جنيه، لإنهاء المشروعات القائمة بعدد من مدن ومراكز وقرى المحافظة، وأضاف أنه سيتم العمل على إنهاء مشكلتى قريتى «ششت الأنعام» بمركز إيتاى البارود و«أبودرة» بمركز شبراخيت.