لم تستطع كل من إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية إخفاء توجسهما وتخوفهما مما ستئول إليه الانتخابات الرئاسية فى مصر التى تضم مرشحين لم يخفوا تصوراتهم العدائية تجاه إسرائيل. ففى مجلة «فورن بولسى» الأمريكية التى طالعتنا أمس بتقرير تحت عنوان: «إسرائيل لا تنام» تقول فيه: «إن المسئولين الإسرائيليين يفكرون باستمرار فى الدولة الصديقة مصر التى ربما تتحول إلى عدو عقب الانتخابات الرئاسية المصرية، على الرغم من أن الفائز النهائى فى تلك الانتخابات لم يحدد بعد بشكل نهائى. وتضيف أن صانعى السياسة الإسرائيليين يضعون أمامهم الآن كافة الخيارات بما فيها الأسوأ من أجل الاستعداد لكيفية التعامل معها. وتقول المجلة على لسان مدير دراسات الشرق الأوسط بجامعة بن جوريون الإسرائيلية يورام ميتاى إن التغيرات فى العلاقات المصرية الإسرائيلية ستكون كبيرة وعميقة، ومصر على وشك اتخاذ عدد من الإجراءات لتدعيم أمنها وسياستها الخارجية قد لا ترضى صناع السياسة الإسرائيليين، خصوصا أن اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام 1979 لم تكن مرحباً بها من قبل العديد من المصريين طوال الفترة الماضية الأمر الذى دفع المرشحين للرئاسة سواء كانوا إسلاميين أو غير إسلاميين للحديث عنها وأجمعت آراؤهم حول ضرورة مراجعتها أو إلغائها طبقا لما تتطلبه أولويات المرحلة المقبلة. ويستشهد التقرير بالعديد من استطلاعات الرأى التى أجريت مؤخرا بشأن مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية التى أوضحت أن المعارضين لاتفاقية السلام امتدوا ليشملوا غير الإسلاميين، هذا فى وقت ينظر85% نظرة سلبية إلى إسرائيل، و97% من المصريين يرون فيها مصدر التهديد العدو الأكبر لمصر، وأن 61% من المصريين يرغبون فى إنهاء اتفاقية السلام بين البلدين. ومن جهة أخرى وفى مجلة فورن بولسى أيضاً ولكن فى تقرير، كان الحديث عن إمكانية إجماع المصريين فى التصويت فى تلك الانتخابات الرئاسية ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل التى أوضحته من خلال استطلاع للرأى نشر مؤخرا، أجراه مركز بيو جلوبال الأمريكى. حيث يرى مركز بيو فى استطلاعه احتمالية تصويت المصريين ضد الولاياتالمتحدة وإسرائيل خصوصاً أن أحد العوامل التى أدت للإطاحة بنظام مبارك خلال الثورة الشعبية ضد حكمه العام الماضى هو انصياع نظامه وولاؤه التام للولايات المتحدةالأمريكية واعتبار نظام مبارك الحليف الأكبر لواشنطن فى الشرق الأوسط، الأمر الذى أدى إلى تزايد كراهية المواطن المصرى ونظراته السلبية للولايات المتحدةالأمريكية. وتضيف نتائج الاستطلاع أن هذه النظرة السلبية تجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية تزايدت مؤخرا عقب تهديد الولاياتالمتحدة بقطع المساعدات التى تعطيها لمصر سنويا بعد الأزمة التى نشبت بين البلدين بخصوص منظمات المجتمع المدنى، حيث يشير الاستطلاع إلى أن هناك 7 من كل 10 مصريين أصبحوا لا يثقون فى الإدارة الأمريكية . إلا أن استطلاع الرأى ينذر بمأزق خطير بالنسبة لدولة إسرائيل، فالمصريون يرغبون فى إلغاء معاهدة السلام الأمر الذى يضفى المزيد من التوترات فى المنطقة المشتعلة بالفعل.